تمرد .. كلمة .. تحمل في معناها رفض الهيمنة أو التهميش .. مواجهة الاستبداد والغطرسة .. الانتماء للحق ومناصرته .. استرداد الحقوق المسلوبة ..بعد الدمج والإدغام والتناغم بين كل هذه المعاني تتحول تمرد من كلمة تحمل معنى إلى فعل حركي واسع النطاق , قوى العزيمة يعرف في قاموس السياسة المصرية والعربية أنه ( تمرد ) .
ظهرت تمرد المصرية وسط حالة من الاستقطاب الحاد بين السلطة الحاكمة الرافضة لحل الأزمة التي فجرها الإعلان الدستوري في 30 مارس الماضي وبين المعارضة في ظل هذا الزخم , تظهر تمرد لسحب الثقة من الرئيس .. تحلق الفكرة في الأفاق عبر ورقة بسيطة وجهد يفوق الوصف أو التصور فتصل إلى الملايين من البسطاء الذين حلموا بغد أفضل , وحياة كريمة .
حتى كان يوم 30 يونيو بزحفه الهائل ليؤكد الشعب ويقدم صك الملكية الخالص لهذه الثورة .. تنجح تمرد في إقصاء نظاما قد تعمد تجاهل أخر دروس التاريخ وأحدثه وقوعا ( النظام المخلوع ) .. وبقيت تمرد الكلمة والفكرة والحركة بقيت لتحلق في سماء الكون لتعبر الحدود إلى تونس وكأنه الوجدان الشعوبي الواحد فمن ثورة 17 ديسمبر ثورة الحرية والكرامة إلى 25 يناير تكريس وتحقيق لشعار كان يملأ الميادين " ثورة حتى النصر .. ثورة في تونس عقال مصر" لتهب رياح الربيع العربي من مصر هذه المرة , فيظهر إلى النور( تمرد ) النسخة التونسية تسعى إلى إسقاط المجلس التأسيسى الذي لم يقدم للمواطن التونسي شيئا على الأرض , وقد لاقت تمرد قبولا شعبيا كبير تجاوزت في أيام قليلة المليون توقيع.. ومن تونس إلى المغرب التي ظهرت فيها تمرد المغربية التي دعت كل فصائل المجتمع المغربي للخروج في 17 أغسطس لرفع العديد من المطالب الشعبية التي يعانى منها المواطن المغربي حول توزيع عادل للثروة يكفل تحقيق العدالة الاجتماعية والمطالبة بإعلان ميثاق يكفل للجميع كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية". ومن المغرب إلى البحرين التي كانت على استحياء تود الظهور في موجة الربيع الأولى لكنها أخفقت إلى ان جاءت الموجة الثانية لتظهر النسخة البحرينية من تمرد التي أعلنت الخروج في 14 أغسطس القادم لترفع مطلبا أساسيا في حق تقرير المصير وذلك عبر دستور ديمقراطي تكون السيادة فيه للشعب مصدر السلطات . وأخيرا وليس بأخر تعبر تمرد إلى فلسطين وتحديدا في عزة لنجد هناك من يدعوا إلى التمرد ضد حماس وان كانت هذه الأصوات قليلة نسبيا , يمنعها خوف الملاحقة من الحمساويين , إلا أنها قد ظهرت وقد أبدت نشاطا تفاعليا سمع عنه العالم .. لذا كان من الإنصاف ان نقول بحكم فعل التمرد الحادث في أماكن متفرقة في وطننا العربي ان تمرد موجة جديدة الربيع العربي والتي سوف تأبى أن تقف أو تحاصر.
بقلم: الرفاعي عيد