حاورته لأصيلة: الشاعرة إيمان مصاروة
الفن موهبة إبداع وهبها الخالق لكل إنسان لكن بدرجات تختلف بين الفرد والآخر. لكن لا نستطيع أن نصف كل هؤلاء الناس بفنانين إلا الذين يتميزون عن غيرهم بالقدرة الإبداعية الهائلة. فكلمة الفن هي دلالة على المهارات المستخدمة لإنتاج أشياء تحمل قيمة جمالية تتمثل في أن الفن مهارة – حرفة – خبرة – إبداع – حدس – محاكاة، وهذا ما حدا بنا لاستضافة الرسام القدير داني زهير في مجلتنا الغراء أصيلة وأجرينا معه هذا اللقاء الممتع.
نرحب بك فنانا القدير ونستهل لقاءنا بالسؤال التالي:
أرجو منك فناننا القدير داني زهير التعريف بنفسك؟.
اكتسبت في رحلتي الفن التشكيلي خلال خبرة حياتية واسعة أصفها بالمجنونة، في رحلة سفر إبداعية قادتني للبحث عنها بين موطني الأصلي واسبانيا ثم فرنسا، التي قررت أن أستقر بها منذ حوالي عشر سنوات هائما في حضن المدرسة السريالية، ويخال إلى في بعض الأحايين أن لي في كل يوم ولادة جديدة، وأن رحلتي لم تكن سوى منام حلمةٍ،
فإذا جاء الغد وأثمرت ثمرة خليقة بمقابلة الغد، كانت تلك الثمرة نفسها ترجمة حياتي بكل ما في حياتي من الألم، والفرح، والوحشة، والإنس، والنار، والنور، والدخان
أنا فنان تشكيلي أمتلك عقلا حرا أسطر به ما أراه، وأنا في رحم الليالي، وأنتم تعلمون أن من يرى نفسه طفلا يخجل من تاريخ حياته ويستحي من عرض ماضيه المبهم الضبابي أمام الناس.
.
متى بدأت الرسم، ومن له الفضل في دعم هوايتك هذه؟
بدأت الرسم في سن مبكرة، ولم يمضِ من عمري سوى سبع سنوات، وكان خالي فناناً عظيماً، لكنه تخلى عن الفن؛ ليصبح مهندسا معماريا كبيرا وأكن له كامل الاحترام والتقدير.
داني زهير معروف الآن على مستوى دولي، متى كانت مشاركتك الأولى الدولية، وكيف تقيمها؟
سنة 1999 كانت بدايتي الأولى، حيث تم عرض لوحاتي الفنية، وبمناسبة الكرنفال الذي تمّ فيه اختيار ملكة الجمال باسبانيا لفئة الصغيرات، تمكنت الفتاة التي زينتها من الحصول على الجائزة الثانية، و من ثمّ اكتشفتني الصحافة؛ لأعلن بدايتي الحقيقية في طريقي إلى الفن التشكيلي.
أيِّ اللوحات في مسيرتك لفتت أكبر عدد من محبي فناننا؟
الحقيقة لا اعرف. فكل لوحاتي تتكلم على نفسها بنفسها.
يلاحظ أن المرأة في رسوماتك تأخذ حيزا ليس بالبسيط ماذا يخفي زهير وراء ذلك؟
نعم، صدقت، فالمرأة شاركت منذ مطلع التاريخ الرجل جميع مراحل الحياة وفي شتى المجالات؛ وساعدت في خلق المجتمعات.. وعلى مدى العصور، وكما يوضح التاريخ أن المرأة العربية أثبتت أنها قادرة على القيادة والريادة على أعلى مستوى منذ قديم الزمن؛ فسطرت في العصور القديمة والحديثة أسطراً من النجاح في جميع المجالات، حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهة ومحاربة، ويعود أول ظهور سجله التاريخ للمرأة العربية إلى العصر الفرعوني للملكة “حتشبسوت” حيث تساوت مع الرجل وتقلدت أمور السياسة والحكم فقد حكمت “حتشبسوت” مصر وكان لها دور تاريخي في ازدهار الدولة في جميع المجالات الدينية والتجارية والسياسة الداخلية والخارجية، وعلى هذا النهج سارت “نفرتيتي” و”كليوباترا” لهذا رسمتها في كل لوحاتي
واحترمها واقدسها .
ترسم لوحات خارجة عن اطار العادات والتقاليد وغالبا للسيدات ألا تخاف من ردة فعل المجتمع العربي وعدم تقبل هذه اللوحات؟
اﻟﻠﻐﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ عاجزة عن التعبير أحيانا في إيصال المعرفة بشكل مناسب ومعبّر ﻭﺇﻨﻤﺎﻴﻠﺯﻤﻬﺎ ﺘﻭﺍﺼل ﺒﺼﺭﻱ يتم عن طريق الرسم والحركة، فالفن والجسد قادران على ﺇﻴﺼﺎل ﺍﻟﻌﻭﺍﻁﻑﻭﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻻﺕ الدالة على المعاني في دقة ﻭﺘﺠﻌﻠﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻜﺒﺭ. ﻓﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼﻠﻴﺔ ( ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺠﺴـﺩ ) ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻭﻓﻲ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻤﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ، ﻤﻤﺎﺤﺩﺍ ﺒﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺘﺼـﺎل ﺒﺸـﻜل ﻋـﺎﻡ ، ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺒﻭﺠﻪ ﺨﺎﺹ، ﺇﻟﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻬﻡﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ، وهناك إشارات دالة كما جاء في القرآن الكريم: {وَهُزّىَ إِلَيْكِ بِجِذْعِ النّخْلَة ِتُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً* فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرّي عَيْناً}
متى أقمت آخر معرض لك؟
بالديار الفرنسية في “مدينة سانتيتيان” كان آخر معرض أقمته
والان انا على مشروع معرض جماعي بمدينة تولوز الفرنسية
المهرجان المغربي للثقافة بمدينة تولوز الفرنسية
كم عدد اللوحات التي رسمتها منذ نعومة أظفارك وحتى اليوم؟
رسمت لوحات كثيرة تزيد عن الخمسمئة، وبعضها سُرق.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
مشغول الآن بمعرض جديد بمدينة تولوز بفرنسا، كما أحضِّر بموازاته في إقامة معارض جديدة، ومن المحتمل أن أعود إلى أرض الوطن لتفعيل دور الفن في الحياة وخدمة بلدي.
نريد منك كلمة تقولها لقرّاء مجلة أصيلة.
أشكر مجلة أصيلة والقائمين عليها ودورها في بناء الفكر العربي المواكب للحضارة والتقدم ، كما أشكر مريديها وقرائها على وعيهم وثقافتهم.
أرجو أن تتحفنا بعدد من اللوحات الفنية، التي تعتز بها
حيّاكم الله وبارك فيكم وهذه نماذج من لوحاتي الفنية عسى أن تعجب ذائقتكم السامقة: