النور.. بين المراوغة والترويض

M3N4NET-116607-1

في إطار البحث الدؤوب عن دور ملائم لطبيعة المرحلة يأتي حزب النور السلفي في مقدمة الباحثين عن دور, وربما ذروة تعاظم هذا الدور كان في فترة النظام المعزول , وربما أيضا ما حصل عليه حزب النور من ثناء نخبوي , وطنطنة إعلامية بما يخص مبادرته التي توافقت في بعض النقاط مع جبهة الإنقاذ الأمر الذي أدى إلى تردى علاقاتهم مع جماعة الإخوان وبالتالي في موقفهم الرمادي من فكرة عزل الرئيس هذا كله بالطبع على المستوى النخبوي , إما على المستوى القاعدي فالأمر مختلف تماما يدل على ذلك ما حدث في انتخابات الرياسة , فقد كان قرار النور المصّدر من الدعوة السلفية لأفراده بعد مشاورات مطولة الذهاب إلى تأييد ( أبو الفتوح ) الأمر الذي لم يحدث إذ ذهبت أصوات الغالبية العظمى من السلفيين إلى (مرسى ) الذي ذهب إلى تأييده كثير من رموز السلفية ومشايخها الذين يشكلون المرجعية لأبناء السلفية كل على حسب شيخه , تاركين العمل بمبدأ الالتزام الحزبي الذي كان دائما محصلته لا شيء عندهم .
بعد 30 يونيو يظهر حزب النور في زهو غير مبرر , يحمل سوطا , وعلى وجهه ابتسامة لا تحمل معنى ليقرر وهماً ان يكون حجر الارتكاز في قلب المشهد المصري , وقد بد ذلك أولا في حرصه الشديد على حضور لقاء القوى الوطنية الذي تمخض عنه بيان العزل الشهير فى 3/7 , بعد وقت يلوح
بسوطه في الهواء وبصوت غليظ محاولا إخافة الجميع , لا نريد البر ادعى رئيسا للوزراء وتوالت اللاءات لا نريد , ولا نريد .. كان ذلك واضحا في حوار بسام الزرق نائب رئيس الحزب للشئون السياسية في برنامج الحياة اليوم مع الاعلامى شريف عامر على قناة الحياة حين سأله ما موقف الحزب من تكليف البر ادعى لرئاسة الوزراء فقال بحسم قاطع طبعا ارفض واعتقد ان حزبي يرفض , وأردف قائلا : بالطبع سنخضع المسالة للتصويت لكنى اعلم النتيجة.. رد عليه المذيع .. وإذا تمسك رئيس الجمهورية المؤقت والقوى الوطنية ما هو موقفكم ؟ .. وهل ستنزلون إلى الشارع ؟ فقال : كل الخيارات متاحة.
بعد قليل ظهرت النتائج على الأرض وقد نجح حزب النور في ترويض صانع القرار واستطاع عن جدارة ان يشكل سيفا مسلطا على الرقاب, ربما حسابات وموائمات كانت دافعة إلى الأخذ بمبدأ عدم الصدام في ظل معطيات مشوبة  بالانقسام والاختلاف الذي أصبح يشكل مزاجا عاما يحكم السياسة المصرية , لكن صناع القرار وشعب 30 يونيو نسوا في حينه ان حزب النور يروض القرار السياسي بعشرة, رجال خمسة في رابعة العدوية , وخمسة يتناوبون على الفضائيات.

بقلم: الرفاعي عيد

إرسال تعليق

أحدث أقدم