حِينما يتفوّه أحدهم بجُمِل تحمل من المعنى الدّسيس الكثِير ، و كذلِك عِندما تختزِل كميّة إيلام مُبطّن لتؤرّقك حتّى تضعُفك ، حينَها كُن حذِر و تذكّر أن القوّة ليست بالانفعال ، و جمع قُبح الكلِم و إرساله للشّخص المقصود إثارته ، و مجاراته بالمُغالطة فحسب . فإن للعقل قوى تُتّخذ أثناء إنفعاله ، من خلال استخدامك لها يتضح للطّرف الآخر مدى ثباتك و ركيزتُك المُذهلة ، و مدى إحباطك لجميع استهدافاته . و ذلك لن يتم إلاّ بحُسن تدبير مِنك . فإن جعلت الاستقامة منهَاج يُنتهج فإنك القوِي العزيز و الكريم لِذاتك ، و إن جعلت للخطأ مردود أذَم و أقبح منه ؛ فأنت بالتّالي تُوقِع نفسك بحفرة تمتلِئ بذوات رخيصة أودت بنفسِها للانحطاط ؛ و السبب يكمُن في مدى حبّ الذّات للتّخلص من هذا المأزِق . فإننا عِندما ننظُر بأننا لا نستحق الأفضل ، حتماً سنقبع و سنُخلّد في زاوية الفشَل . لو أن من حولَنا أحب ذاته بعُمق ، لأصبحنا خير أمّة و أنضج بصِيرة . أنت حتماً محباً لذاتك و مترفّع عن صغائِر الأُمور ؛ حين تجتهد لتكون في المُقدّمة . و لأن ذَاتي طاهرة تستحق الحياة الرّاقية ، و المليئة بالزّهور و عبق الفخَر ، و الاستعلاء المحمود ، فأنا حتماً عاجزة عن عشق نملةٍ و حصاة ، فكيف لسحَاب أن تتربّص لنمل أو حصاة ؟! الحَياة بسيطة ؛ بسهولة أهدافنا حين أن نتيقن لا شيء يمكن أن يُزال ؛ لطالما الحق يتحقّق بإنجازاتنا ، و بحب ذواتنا . صحيح أن البعض وجودَه على كوكَب الأرض يزيدُها ثُقلاً بحجم ما كُنّ بداخله من فسَاد ، لكن عندما تكون في هالة الفأل ، و عندما تُجزم أن القَادم أجمل ، فإنك توقِد ذاتك بطاقة إيجابية ، و ستكُون مُفعمة بلا شك بالمصداقية ، و لا سيّما سيتحقّق كل أمر ظُنّ به و بالله خيراً . جميعُنا سُحب نوَد أن نُبيد كل فتّاك و مُحبِط ، و نُمطر فرح و اعتزاز على وجه العُموم .
بقلم: ريم مهيأ الركابي
رااااائع ما قرأت هنا
ردحذفتحياتي ريم لفكرك النيّر وحرفك الراقي وأسلوبك المتميز
بحق إن ما رأيت هنا يصعب تكراره
تحياتي