مازالت ايران تحلم بعودة الامبراطورية الساسانية الفارسية وهي تريد بذلك ان تحكم سيطرتها على المنطقة لا بل على العالم بأسره وهي تتركز بصورة اولية على النفوذ الديني المسيس لصالحها بحيث تكون الدولة الفلانية تابعة لها من خلال ازلام النظام النفعيين والتابعين لها ، وهذا ما نراه جيدا في العراق خصوصا بل وتعمد ان يكون العراق المتنفس لها للخروج من كل ازمة وتداعيات للعقوبات وغيرها ، وخصوصا في العقوبات الاخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي على النظام الايراني للحد من نشاطه النووي وتدخلاته السافرة في المنطقة ولكن الحكومة العراقية برئاسة المالكي - وكأنها تتحدى القرار العالمي - مازالت تدعم وتساند ايران وتقدم لها العون والمساعدات اللا متناهية وخصوصا في دعم نظام سوريا البعثي .
ان الذين يؤمنون بفاعلية العقوبات فمعظمهم يؤيدون توجه الرئيس الامريكي باراك أوباما والحزب الديمقراطي الذي يسعى الى الوصول الى غاية إرغام طهران بالتراجع عن طموحاتها النووية باستخدام السبل الناعمة وأيضاً تغيير سلوكها في الشرق الاوسط بألية العقوبات الذكية ويدِعم هذا التوجه عدد من الاصلاحيين الايرانيين الذين يعقدون الآمال على ذلك . لكن البعض يؤيدون السبل الحربية لإرغام ايران عن التوقف .
ان العقوبات على ايران ليس وليدة اليوم انما هي من القرن الماضي ، فقد اشار رويل مارك في مقال له بهذا الخصوص نشرته صحيفة وول ستريت مؤخراً أنه " منذ 1996 الذي أصدر الكونغرس الامريكي فيه قانون العقوبات ضد إيران ، وذلك للضغط على النظام في طهران كي يوقف دعمه للإرهاب ولفترة معينة ، لم تقف العقوبات حائلاً أمام الذين يريدون الاستثمار في ايران. لكنها سرعان ما تحولت الى عملية هشة لأنه لا الرئيس كلينتون ولا الرئيس بوش يريدان معاقبة حلفائهما الأوروبيين ، الذين كانوا من بين اكبر شركاء ايران التجاريين."
ثم يوضح رويل "ولكن اليوم بعد مرور ما يقرب 15 عاما على تلك الحقبة فقد سئمت معظم الدول الأوروبية من كذب طهران وبدأت بقطع علاقاتها التجارية مع ايران. حتى اليابانيين ، الذين كانوا دائما يقاومون حزمة العقوبات المدعومة أمريكيا ، فقد أعلنوا مؤخراً عن تعليقهم للاستثمارات الجديدة في المنشئات النفطية والغازية الايرانية. لكن الصين وروسيا ملئا الفراغ ، وسوف يستمران في تقويض أي جهد يبذل لفرض عقوبات ما لم تقرر الولايات المتحدة مواجهة هذا الامر."
وفعلا الى الان روسيا والصين المعرضتين لحزمة العقوبات ، اما العراق وحكومته ذات الهوى الايراني فما زال المالكي يعتزم زيادة قيمة التبادل التجاري بين البلدين الى عشرة مليارات دولار في عام 2011 من ستة مليارات دولار في 2010 والى الان لا نعلم حجم التداول بين طهران وبغداد في هذا العام 2012 .
اذن لابد من التحرك الدولي وخصوصا من الاتحاد الاوربي والادارة الامريكية للحد من انتهاك القرار الاممي والارادة الدولية في العقوبات على ايران فالمالكي مقتنع بمبدأ (من امن العقاب اساء الادب) فهو يعلم جيدا ان الحكومة الامريكية غاضة النظر عليه لذا فقد عمدت طهران ان يكون العراق هو الحل الامثل للخروج من هذه العقوبات عبر منافذها الغربية ، والحكومة العراقية تعي جيدا حساسية هذه العقوبات ولكن هي تتمادى لأنها مقتنعة ان ايران لديها " لعبة الالهاء العالمي " نعم هذا هو المكر الايراني والخداع والتلبس بزي المتدينين المنافقين . فلا بد من وقفة جادة من الاتحاد الاوربي وامريكا ان تكون هناك عقوبات على المساند للمجرم والمتهم كما هو الان المالكي يفعلها.
ان التنصل من القرارات العالمية بخصوص ايران وفرض المساعدات لها يعني انتهاك للإرادة العالمية والمالكي ايضا يطبق جزء من تلك اللعبة الالهائية من خلال افتعال الازمات السياسية وسلسلة التفجيرات اليومية لكي يرمي الكرة في ساحة القاعدة ويبعد الانظار عن ايران وعقوباتها ، ونحن ننتظر قرار الادارة الامريكية بخصوص تجرأ المالكي وحزبه وبعض المليشيات ودعم ومساندة ايران " الدولة المجوسية السقيمة "
- بقلم: مهند الرماحي
- 15 - 8 - 2012
ردحذفمدونة مميزة
كل تقدير واحترامى لكم ... :)