إن أصعب وقت لتلوين اللوحة ورسمها هو البدء بتلوينها.
مساحة اللوحة البيضاء تضعني في حيرة وتردد. تدوم أياما.البساطة في اللوحة البيضاء التي لم تمس بعد.
تجعلني أتساءل. هل من الأفضل أن اتركها كما هي عذراء وأعلقها على الحائط وانظر وأتمتع ببساطتها ووضوحها أو آخذ فرشاة ملوثة بالأحمر مثلا وألمسها وألطخها بعد أن كانت لم تمسها يد إنسان. قلت إن هذه الحالة تدوم أياما. كلما ادخل إلى مرسمي التفت إليها واراها كما كانت البارحة وقبل البارحة. تنير المرسم ببياضها ونقائها. تمر عدة أيام قبل أن أتقدم نحوها لأبدأ بالتلوين. أضع لطخة ملونة واجلس انظر إليها طويلا وقد تغيرت فور أن دخل عليها شكل. هو شكل اللون يطول جلوسي في وجه اللوحة التي أصبح لها شكل مختلف ومعنى. إذ أن البساطة وطهارة بياضها قد تغير.
وكنت اعتبر اللوحة مكتملة ببياضها الذي يجعلني أتخيل فيه الصحراء والبحر والسماء أما المرحلة الجديدة فهي النقد الذاتي واكتشاف ما وضعته من ألوان وأشكال. والتساؤل إلى أين سأصل بها وان كنت قد انتهيت من رسمها أو ابتدأت بتلوينها. أعود إلى الواني وأبدأ بإلغاء لون ووضع لون آخر عليه.
وتغير شكل بشكل آخر. ثم ابعد عن اللوحة. ثم أتقدم منها واضعها على الأرض ثم أعيدها إلى مكانها.
اللوحة تتنفس:
وأعود إلى الألوان وامزج لونا بلون وتبدأ اللوحة بالتنفس قليلا وأعود إلى إلغاء لون آخر. وكأني ابحث عن بساطة كنت رايتها في اللوحة البيضاء. لكني اشعر الآن أني أعمل جاهدا وان في راسي وإحساسي حوارات واسالة.
وتأخذ الألوان دورها ويقترب بعضها من بعض باحثة عن انسجام بينها.
المسالة بسيطة أن تكتب اسطرا تمثل أشهر في رسم وتلوين لوحة.عندما تتعب مني اللوحة اتركها أياما أو أسابيع أو شهور. ومرارا أعود إليها بعد سنوات.
قلت إن الألوان تقترب بعضها من بعض وتنسجم. سهل علي القول إنها تنسجم لكني بعد النظر مطولا. تتغير نظرتي إليها.
وارى في الألوان عكس الانسجام . أهيئ ألواني. آخذ فرشاتي. بلا رغبة. وبلا جرأة للمس اللوحة مجددا.
ابتعد عنها. اترك مكاني واخرج من المرسم. إلى أين إلى حيث لا ادري. ومرارا أروح لملاقاة أشخاص لا صلة لهم بالفن. وبعيدون عن فهم الفن.
هذا ما يزعجني ومرات يريحني. اعتدت أن اجلس مع أناس لا يهمهم من الفن سوى كلمة الفن.
وأكثرهم يعتبرون كل لوحة أو رسم له إطار هو عمل فني له قيمة.هذا ليس من عندي. هذه حقيقة
بعد وقت- أيام وأسابيع وشهور- أكون قد رسمت لوحة أو أكثر. أعود إلى اللوحة الأولى التي أبعدتها عن نظري.
انظر إليها مجددا بعد وقت طويل. وكأني أراها للمرة الأولى.وقد تحررت مني وأصبح لها حياتها.....تحكي لمن يحاورها.
وهناك أعمال فنية تولد ميتة. هنا لا أقول قولا جديدا"ان وراء العمل الفني فنانا"
الفنان لا يختار أن يكون فنانا. أعود إلى الواني وأبدأ بإلغاء لون ووضع لون آخر علية.
وتغير شكل بشكل آخر. ثم ابعد عن اللوحة. ثم أتقدم منها واضعها على الأرض ثم أعيدها إلى مكانها. وأعود إلى الألوان وامزج لونا بلون وتبدأ اللوحة بالتنفس قليلا وأعود إلى إلغاء لون آخر. وكأني ابحث عن بساطة كنت رايتها في اللوحة البيضاء . لكني اشعر الآن أني اعمل جاهدا وان في راسي وإحساسي حوارات واسالة.
وتأخذ الألوان دورها ويقترب بعضها من بعض باحثة عن انسجام بينها.
قلت إن الألوان تقترب بعضها من بعض وتنسجم. سهل علي القول إنها تنسجم لكني بعد النظر مطولا. تتغير نظرتي إليها.
وارى في الألوان عكس الانسجام. أهيئ ألواني. آخذ فرشاتي. بلا رغبة. وبلا جرأة للمس اللوحة مجددا.
ابتعد عنها. اترك مكاني و أخرج من المرسم. إلى أين؟ إلى حيث لا ادري. ومرارا أروح لملاقاة أشخاص لا صلة لهم بالفن. وبعيدون عن فهم الفن.
هذا ما يزعجني ومرات يريحني. اعتدت أن اجلس مع أناس لا يهمهم من الفن سوى كلمة الفن.
وأكثرهم يعتبرون كل لوحة أو رسم له إطار هو عمل فني له قيمة.هذا ليس من عندي. هذه حقيقة
بعد وقت- أيام وأسابيع وشهور- أكون قد رسمت لوحة أو أكثر. أعود إلى اللوحة الأولى التي أبعدتها عن نظري.
انظر إليها مجددا بعد وقت طويل. وكأني أراها للمرة الأولى.وقد تحررت مني وأصبح لها حياتها.....تحكي لمن يحاورها.
وترفض من يرفضها. وتتجمل في عيني من يراها جميلة. ولا تكترث لمن تكترث لها. وهكذا. فالعمل الفني له مولود وحياته المديدة أو القصيرة. هناك أعمالا فنية كبرى تولد وتبقى. تولد يوما بعد يوم وتتعدد.
وهناك أعمال فنية تولد ميتة. هنا لا أقول قولا جديدا "إن وراء العمل الفني فنانا"
الإنسان يولد فنانا أو تاجرا.أو بائع فاكهة أو لصا.هدا مكتوب.لكل إنسان موهبة.اختير لها وهو بريء من دلك.اكتب هدا لكني لست متأكدا وواثقا مما أقوله.لكن مدا افعل؟ اكتب وكان الكلمات هي التي تأتي بالأفكار.وأنا لا أفعل سوى خطها على هده الصفحات.ليس مهما هدا هكذا تولد الأفكار والكلمات ولا انفصال بينهما.
الأولى تكمل الثانية وتسودان الأوراق وتخلقان الآلاف من الأحرف المتشابكة الملتصقة بعضها بعضا.
حتى أن القلم يشتد خفيه على الورق. يكاد ينفجر. وكيف العودة إلى التكلم عن اللوحة ؟
وهل الكلمات تصنع عملا فنيا؟ اعتقد...لا... الكلمة تقول كلمة والفن يصنع فنا.لهدا سأقف الآن عن الكتابة بل سأكمل وهل هي إرادتي التي توقفني عن لصق الحرف بالحرف ليصير كلمة يصير لها معنى لا يقدم ولا يؤخر. بل يقدم. أما إلى أين؟ فلست ادري... ويؤخر... هدا ممكن أن يؤخر الكلمة عندما تعني معنى لا معنى آه. ومتى كانت الكلمات تحمل معنى؟ أعتقد أن البارحة قد مضى مع الليل ثم انتصف الليل مع النهار والشمس والقمر والخريف الربيعي كل هذه الحالات الطبيعية تنادي لأخرج من مرسمي وأوراقي وأتسلل من بين الأسطر والأحرف وانطلق لملاقاة الهدوء والسكون
بقلم:داني زوهير - باريس