أغلقوا الأبواب خلفي

cd8d66dea860f509e3f9aab4958dc0c3

أَغلِقوا الأبواب خلفي واتركوني

عَلّني مِنْ عزْلتي أَعتادُ صَمْتي وسكوني

تِلكَ ريحٌ صَرْصَرٌ هاجَتْ بِما فيها علينا

حُمِّلتْ سُمّاً زُعافاً وابتلاءا

أرعبتني حين قومي شرّعوا للريح نَهْجا

هلْ تَحَرّوا كيف هذي الريح ثارت ؟؟

أو تَحَرّوا مَنْ بِهذي الريحِ جاءا  ؟؟

هذهِ ريحٌ عقيمٌ قدْ غَزتنا

وأَتتنا

تَحْمِلُ الحابورَ فيها والإماءا           

قدْ بَغَتْ فيها البغايا

واعْتلَتْ كُلَّ المَنابر

ثمَّ غَطَّتْ بعْضَ عوراتٍ لَديها

مِنْ رِداءٍ أَعْجَميٍّ لَوَّنَ الأعْرابُ لوْنَه

لَبِسَ الثوبَ شَقِّيٌ مِنْ أُباتِرْ  

بعد هذا

صارت الأعْرابُ تدْعوهُ بِثائر

هلْ تُرى يا قومُ تبغونَ الحقيقة

قصةٌ تبدو بِفَحواها عتيقة

لكنها فعلا كما قيلت دقيقة

لوَّحَ الدولار للأغيار رَسْمَهْ

فانْبرى مَنْ كانَ مِنْ رَمْلٍ كِيانهْ

ثم يأتي يُشْهِرُ الإسلامَ دينه

ثم يُفْضي

لوْ أَمَرْتُمْ

سَنُصلي لِلبغايا لو أردتوها طريقة

قصةٌ قدْ دُوِّنَتْ قدْ صارَ مِنها

أَلْفُ أَلْفٍ مِنْ وَثيقة

ضاعَت الأوطانُ يا قومي تِباعا

والحصونُ الصِّيدُ قدْ تَهوي سِراعا

لهْفَ قلبي أيُّ شعبٍ قدْ غَدَوْنا

ثلَّةٌ فوقَ الكراسي  تَتَبارى مِنْ وُخومٍ

والجياعُ الْكُثْرُ قدْ زادوا جِياعا

نعبدُ الأصنامَ لَوْ كانوا مُلوكا

ونغني لحنَ مَجْدٍ لا نُبالي

كيفَ ؟ مَنْ ؟ ماذا ؟ وباعا ؟؟؟

بَعضُهُمْ مِنْ بَعضِ جَهْلٍ قدْ تَغاضوا

بَعضُهم مَع عِلمِهمْ تاهوا اقتناعا

أَغْلِقوا الأبواب خلفي واتركوني

هذه ريحٌ أثارتْ كُلَّ سُخْطي وجنوني

أغلقوا الأبوابَ لا تُبقوا مفاتيحاً عليها

عَلَّني مِنْ حيرتي أنسى بِأَنّي

كنت يوما يَعْرُبِيّاً

أو صَبِياً

عِشتُ عُمْراً حالِماً أَرنو إليها

قد زرعت العُرْبَ يوماً في فؤادي

فَنَمَتْ أزهارَ فُلٍّ وَوُرودِ

وقفَ الطيرُ عليها  لِيُغنّي

لحنَ حُبٍّ مِنْ دمشقٍ

ذاكراً أمجادَ قومي وجدودي

كيف يا عُرْبُ أَضَعْتُمْ كُلَّ هذا ؟؟

وَأَطَعْتُمْ أَمْرَ غازٍ

صار للأوطان صِهْراً

وأميراً وَمُنيراً مُسْتَنيرا

كيفَ يا قومُ سَمَحْتُمْ لِلأعادي

هَتكَ عِرْضٍ لِلحَرائِرْ

واغتصاباً لِلأراضي مِنْ بلادي

ثُمَّ أَقبَلْتمْ إليهمْ تَلثموا الأقدامَ ذُلاًّ

ثمَّ ضَمّاً في غرامٍ لِلأيادي

ساءَ يا قومُ صَنيعاً ما فَعلتمْ

فاتركوني إنني ما عُدّتُ مِنكُمْ

أغلقوا الأبوابَ حتى والنوافذ

واتركوني إنني ما عدت منكم

  • مازن الصالح
  • 5/2/2012
5_1مازن عبد القادر الصالح

من مواليد سنة 1946 في مدينة نابلس في فلسطين

أردني الجنسيه أقيم وأعمل في مدينة عمان في الأردن

حاصل على شهادة هندسة السيارات من بريطانيا سنة 1969

أحببت ونظمت الشعر من صغري

صدر لي  مؤخرا ديوان مساء الخير وديوان طير النورس

البريد الالكتروني: mazensaleh2000@gmail.com

إرسال تعليق

أحدث أقدم