إعدام مبارك ورجالُ المتعة

fhhj%25255B1%25255D_thumb[1]أقتلوا مبارك، أعدموه، أشنقوه.!

· أو أطرحوه أرضا يحلُ لكم وجه أمّكم (أمّ الدنيا).!

· أو أتركوه بزنزانته للموت الرحيم.!

إنّ طيور الزينة تعيش بين 18 الى 20 عام ولن تُذبح قبل الموت بساعات ولا بأيام وأسابيع وشهور وسنين، كذلك المتنمّرون في أرض مصر، وحتى القائلين منهم (انا ربكم الأعلى) من الفراعنة عاشوا بين 80 الى 90 عاما، محطّتا عُمر يكون قد إقترب منهما إن لم يكن قد تجاوزهما مبارك يوم الإعدام إن أعدم.!

فهل من حاجة للحبال والنبال لإبن التسعين وهو على فراش الموت؟

نحن مُبتلون بلاءا حسنا برجال المتعة لا بنسائها، رجال (الفقة والقانون)، فئتان تُجيزان وتُحرّمان، تُبعدان عنّا الأرض بحشائش القمح والشعير وما احوجنا لها، وتقرّبان منّا السماء بالنجوم، ونحن في غنى عنها نجري للرغيف، والفئتين بالبُرد والجلباب فقهاء الشريعة أوفقهاء القانون، الفقهاء المُقدّرون على أقدار السفهاء.

المحامون بالمذكرات والجلابيب هم رجال المتعة، إن أتوك بجنيهين إستمتعوا بك، وإن ذهبت لهم بثلاث جنيهات متّعوك بهم، كذلك فقهاء العمائم والبشوت حلّلوا وحرّموا بالفتاوي، وكان من أغرب ما أجازوا لك أن تضع شفتيك على نهود زميلتك في العمل، ترتضع من ثديها جرعات وهي جالسة وانت واقف والعكس صحيح، وعكس العكس ايضا صحيح.! لأنها ستصبح لك محرما في الحالتين عن قيام وجلوس.!

والمحلّلون ذاتهم كانوا قد أحلّوا المرأة حرامها حلالا بالمتعة إن كنت شيعيا وبالمسيار إن كنت سُنّيا، كذلك القانونيون ذاتهم الذين كانوا أعادوك من الإستئناف والتمييز إلى الإبتدائية والبراءة إن كنت جنيهيا، ورفعوك إلى أعواد المشانق إن كانت دولاراتك لاتقبل المتعة بالجنيه، وجنيهاتك لاتتدلور بالمسيار ولا بالمسمار.!

لو كنتُ فقهيّا في الشريعة الاسلامية اوخبيرا في القانون المصري، لما فكرت في إعدام مبارك معارضيا ولا مباركيا، وإنّما ترفّعت عن قتل من هو ميتٌ دون سيفي، بإعطائه حرية الإنطلاق نحو ميدان التحرير (بمايكروفون) يقول به ما يقول، ولتركته فيما تبقى من عمره يقول ويقول، وقد يقول للشعب المصري انا ندمت، انا أخطأت، ويناجي ربّه الأعلى ربّي إجلعني من التائبين .. فأكون نجّيته ببدنه ليكون آية لمن خلفه، وعبرة للسابقين واللاحقين.

من يدري قد يقبل الله توبته، ويعود لشعب مصر السموح تائبا من الذنب كمن لاذنب له، فيسامحوه الشعب السموح، ويتركوه يمشي بين المصريين بجلباب مصري، وينكشف للعالم المغشوش الوجه الحقيقي للمصرييين المتسامحين، والمتميّز عن الوجوه البوليسية المخابراتية المُقنّعة، والمشحونة بالحقد والإنتقام والقتل والتنكيل والتعذيب.

أحبّتي .. ياشعب موسى وهارون دون فرعون وهامان، لاتطبّلوا للطبّالين والزبّالين، المحامون ذوو مهن ذاتها، كانوا قد وقّعوا يوما على عريضة الدفاع عن صدام بالآلآف إنخفضت إلى مئات وعشرات وآحاد، وكانت المحامية الليبية عائشة القذّأفي في رأس تلك القائمة ولم تكن اول من إنسحبت منها فحسب، بل وأيضا إنسحبت عن ميادين أبيها القذافي بعد أن كانت أعلنت انها ستموت بجواره.!

أفترض نفسي قاضيا نطق باُتركوه بين شعب مصر حُرّا طليقا بالمايكروفون، (والمفترض لاذنب له)، اُتركوه يتحدث فيما تبقىّ له من أيام عمره دون إملاءات رئيس دولي ومرؤوس إقليمي، أومستشاروطني وخبير أجنبي، قد يكشف لكم عن كل ما هو نادمٌ عليه فيما مضى وعازمٌ عليه في ما بقى .. وأمرتُ صُحُفا طبّلت له أيام زمان، أن لاتنشر أخبار مايكروفونه الجديد في زاوية مهجورا كسوفا خجولا، بل وتنشرها على الصفحات الأولى بحروف حمراء، وتصوّره العدسات وهو يمشي الى البؤساء والتُعساء، لأنه قد يفضّلهم هذه المرة على الخبراء والوزراء، ويفضّل على النوم في القصور هذ المرة، الجلوس في الخيام والعراء، إلى جوار اولئك المنكوبين الذين لم يكن نائبا يقف لهم يوما في البرلمان، أو محاميا يدافع عنهم في المحاكم.

وبمايكروفونه قد نصل إلى ذلك الجندي المجهول بين المحامين الشرفاء، الذين لم يكن يدافعوا عن الظالمين يوما بملايين الجنيهات مهما كثر عددهم، ولم يكن يتخلّوا عن المظلومين بلا ملاليم مهما قلّ عددهم، فلم يشتهروا، وبمايكروفونه قد نمسح الأصباغ والألوان عن وجه مصر المشرقة، تلك الأصباغ المستوردة والألوان الدخيلة على مصر الأصيلة.

إنى لأرى الإحتفاظ على حياة حسني مبارك أفضل لمصر من قتله، مصرٌ على رافعات الأقاليم والقارات، فلتترفّع عن شنقه بمترين من الحبل الصيني، مهما كان كان رئيسا لمصر العرب، ومهما عاش من ايام، فإنّه لن يعد بالبدلة البريطانية والكرفتّة الفرنسية إلى القصر الجمهوري، فليبق خارجه بالجلباب مصريا تائبا كمن لاذنب له إن أراد، ترى ماذا أنجز العراقيون بتحويل جسم صدام قبل موته الطبيعي الى جثة لم تتجاوز ستين كيلو من اللحم والعظم، ومن المشنقة الى اللحد، فتحولّ عراق الرافدين الى كرة نار لم تنطفأ.

أعرفُ أن العراق غير مصر، وأوافق أن إعدام مبارك لن يأتي بالدمار للأخيرة كما جاء للأولى بإعدام صدام، إلا أنّ حياته أيضا قد لاتُدمّر مصر إذا إنشغل المصريون ومعهم مبارك ومباركيون في بناء مصر بدل الإنشغال في موت وحياة محمد حسني مبارك.

6 تعليقات

  1. الأخ الفاضل أستاذ أحمد إبراهيم
    بعد تحية مستحقة لشخصكم الكريم و لكن اسمح لي أن أختلف معك
    فمطالبة النيابة العامة بمصر بإعدام الطاغوت حسني مبارك لم يأت من فراغ بل عن قناعة قانونية و أدلة و براهين هذا أولا
    أما ثانيا فمن قال أن في حكم الإعدام أو العفو انتقاص من الشخصية المصرية، إنما هو إعمال للحق و العدل و لست هنا في معرض تعديد المصائب و الكوارث التي حلت بهذا الوطن جراء حكم هذا الشخص الذي سميته زعيم مصر و العرب و أنا أربأ بك أن تتخذ كعربي أصيل هذا الطاغية زعيما لك كما أربأ بك أن تكون من المنادين بالعفو عن هذا الرجل و حكم الإعدام هواقل ما يستحقه
    و ثالثا هذا الطاغية يحاكم فقط على جريمتين من جرائمه و كما قلت سابقا لست هنا بمعرض تعديد جرائمة التي فعلها، و سأكتفي بأن أشير إلى نظرة العالم و العرب للمصري العامل أو الطبيب أو المهندس الذي خرج من وطنه للبحث عن الرزق في بلاد العرب و الأوروبيين و الأمريكان و غيرها و كم كان مهانا محتقرا و هذا شهادة شهدتها بنفسي و هو كم المهانة التي تعرضت لها و تعرض لها العديد من المصريين فقط لكونهم مصريون، فهل لرجل مثل هذا باع أبناء الوطن و باع كرامة الوطن و باع مقدرات و ثروات الوطن لأعداءه
    عذرا على لغتي القوية و لكني أحد المكتوون بنار حكم هذا الرجل الذي أقل ما يستحقه هو الغياب عن هذه الحياة معلقا في مشنقة من صناعة المصريين
    خالص تحياتي و تقديري لشخصكم الغالي

    ردحذف
  2. للمرة الثانية احمد ابراهيم عامل نفسه قاضي القضاة وعايز الافراج عن مبارك وللمرة الثانية اقول لك ابعد بعيد وخليك في حالك وشوف لك موضوع اخر اتفزلج فيه وسوي نفسك ابو العريف اما الرئيس المخلوع واحوال مصر ليس من شأنك ولا شأن اي بلد دي شئون داخلية وليس مسموح لك ان تفتي فيها .

    ردحذف
  3. كل التقدير لرأيكم الكريم
    لكن كيف لنا بالتحدث عن التوبة
    والتوبة بين العبد وربه .. الله وحده اعلم بتوبته
    ولو كنت بمصر سيدى الفاضل لاحترق قلبك على كل شاب وفتاه ماتوا غرقاً فى عبارة السلام
    او انتحاراً لارتفاع نسبة البطالة وقلة الزواج
    او قتلاً للكرامة الانسانية وللرحمة وللعادلة واهدار المال العام
    او هتكأ للعرض فى المعتقالات السياسية لمجرد انه من المعارضة
    او او وا ... والله الواقع امر بكثير
    ولو لم يكن ظالماً لما فضح الله ستره فى هرمه هذا .... اليس فى هذا اية من ايات الله ..

    ردحذف
  4. بمصر بنقول .. ما يحسش بالنار الا اللى كبشها ...

    ردحذف
  5. الاستاذ احمد ابراهيم اسعد الله مساؤك بكل خير -------- سعدت بمقال معالكم الكريم الرائع عن اعدام مبارك استاذى الفاضل هناك نقطة حيوية لم تثيرها او يثيرها الاخوة المعلقين وهى رغبة الشعب المصرى فى استرداد اموالة التى سرقها ونهبها اللى ما يتسماش مبارك وابناؤة وزوجتة بالتحديد ورفاقة من حسين سالم وابناؤة وبطرس غالى ونظيف وعبيد وغيرهم قبل تنفيذ حكم الاعدام بة اطالب النيابة العامة فى مصر ---ارغامة بشتى الوسائل على الاعتراف اين توجد
    هذة الودائع اين هربها وفى اى دولة اودعها عربية كانت ام اوربية او اسيوية والله القلب يعتصر الما وحزنا على اموال هذا الشعب العظيم لقد اوهمونا بان اقتصاد مصر مليون صفر على الشمال وهو اقتصاد هابط وعلى الجميع البحث عن فرص عمل خارجية باعوا لنا الوهم ---ونرى باعيننا الشركات العملاقة تباع وعائداتها تدخل جيوبهم --الائار تهرب ونراها باعيننا وتباع علنى ونحن نتحسر على تاريخنا الثقافى البنوك تباع رجال الاعمال والمستثمرين العرب والاجانب اذا ارادوا انشاء اى مشروع عليهم ان يدفعوا لابنماء مبارك والا يتوقف المشروع ووووو وغيرها من فساد اموال وحسابات مكتبة الاسكندرية كانت تحت تصرف اللى ما تتسماش سوزان اموال رهيبة من تبرعات داخلية وخارجية امور وفساد زاد عن الحد ------ابعد كل ذلك استاذ ابراهيم تطالب بعدم اعدامة ---اننى اطالب باعدامة ولكن بعد ان يحصل الشعب المصرى على اموالة التى سرقها هو وابناؤة وحاشيتة ----والمضحك انة يقول لا يمتلك اى شيىء حسبنا الله ونعم الوكيل فى مبارك وابناؤة وحاشيتة لن يندمل جرح اى مصرى الا بعد حصولهم على اموالهم المسروقة والمنهوبة وبعد ذلك يتم اعدام مبارك وابناؤة وحاشيتة بالموت البطيىء ----حتى يشفى غليل كل فرد من ابنا مصرؤ العظيمة وشعبها العظيم ------- استاذى الفاضل اشكرك وتقبل تحياتى وشكرا ---------------الكاتب الصحفى المصرى محمد البرديسى

    ردحذف
أحدث أقدم