بين الراوي والقاصي والداني، ليس الجديد المساجد النايجيرية وكنائسها هى الرّحى وهى البلوى، نحن مُبتلون أصلا بالفتاوي والملالي في أفغانستان والعراق وباكستان والهند وغيرها، منذ أحداث سبتمبر والرّحى تطحن وتشوش كل الإسلام وجُلّ المسلمين بإسم الإسلام، وهي تدور حول أولئك الذين يمسحون على كروشهم في الأكواخ، وهم مشغولون في إرسال الناس الى الجنة بالديناميت، في أفغانستان كانت الطفلة البريئة تُقتل لأنها ذهبت الى المدرسة، وفي العراق كان يُقطع رأس الحلاّق المسكين، لأنه أختار مهنة الحلاقة لكسب رزقه.
والرّحى تدور حول نفسها بدوىّ (الجهاد الجهاد.!) والشيخ النهم واقفٌ يدعو هل من مزيد للجنه، وقطار فردوسه المأوى وقوده الأجساد ورؤوس الناطقين بالشهادتين من أمة محمد، جنّاتُ عدن مفاتيحها السيارات المُفخّخة او الأجساد المتفحّمة للنساء والمعوقين والأطفال والرضّع والشيوخ.!
لوكنت مسلما مقيما في نايجيريا، لكنت صليت جمعة هذا الأسبوع في مساجدها، ثم ذهب صباح الأحد إلى كنائسها تضامنا مع ضحايا الطرفين، أدعو لهم بإسم المسيح عليه السلام، واضمّد جروح المحروقين منهم وانا أصلّي على النبىّ المصطفى صلّى الله عليه وسلم، وألعن ذلك المقنّع الشرير الذي أحرق المسلمين بإسم الإسلام والمسيحيين بإسم المسيح، هو إمامُ مسجد ولا قسيس الصولجان، وإنما هو ذلك الشرير الذي يرتدي بُرد الإمام ويضع قلنسوة القساوسة، وفي يده شعلة الشيطان.
يُنقل عن سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه، كان يتهيأ للصلاة ذات مرة، أراد ان يتوضّا في ساحة، وُجد على جدرانها آثار الصليب، وزميلا له أراد ان يصرفه إلى موقع آخر قائلا (طالما أشرك بالله في هذا المكان، فلنبحث عن مكان آخر ياخليفة المسلمين؟) وردّ عليه رابع الخلفاء بالفور: (ولم لانقل؟ طالما عُبد الله في هذا المكان، وتوضأ في نفس المكان).!
هذا المحلّل، يحلّل الدماء بفتاوي التكفير، يفتى بقتل من يراه كافرا ومن لا يراه كافرا إن كان بجنبه.! وإن سألته (ما ذنب هؤلاء الذين يموتون حوله في الطائرات والقطارات والمتروات والاسواق والجوامع.! فذلك ايضا حلال بفتواه، لأنه يرسلهم بها الى الجنة.!)
إنهم يدورون حول أنفسهم دوران الخلية والرحى، لامجيب لهم ولامستجيب من خارجها، لكن الدنيا ليست مغلقة على هؤلاء، الدنيا واسعة والشرع أوسع بشمولية الدنيا والآخرة، نسمع كل يوم عن إنفتاح جديد على الإسلام، وتقارب بين الأديان السماوية، ببناء مسجد جديد في قارة أوروبية، أوالتصريح لكنيسة في دولة إسلامية، صدق القائلون ان على الإنسان أن يتعامل مع الإنسان بمعيار أنه إما اخوك في الدين او نظيرك في الخلق.
شيئٌ غريب، سكان عالم التنمية البشرية يتقاربون من بعضهم يوما بعد يوم بسلام، ونحن حملة رايتى (الإسلام والسلام) نتباعد عن بعضنا يوما عن يوم، عالمهم بحياة كلها ربيع ونحن بحياة جُلّها خريف، ربيعهم للإنسان بالإنسان وبأفكاره وعضلاته العقلية والجسدية والعقيدة متروكةٌ للفرد في صومعته على طريقته، لا الزوج يراقب زوجته كيف تصلي، ولا الأب يترصد خطوات أبنائه أين يذهبون، في اىّ مسجد يصلون، واىّ إمام يقتدون، اىّ دعاء يقرأون، واىّ ناسك يقدسونه أو يكفرونه.!؟ فالخلاصة ان ذلك العالم بالعلم والتقنيات للإنسان، ونحن له بالسيف والتفجيرات.! .. هم لعجلة الحياة ان تدور دون توقف، ونحن لها إن دارت كيف نوقفها ولو بالدمار والتخريب.!
واجبنا ان نواجه هذا الوباء بشجاعة، لماذا الخوف من الإدانة العلنية لجنونيات الف ليلة وليلة.؟ لا أعتقد مسلما او مسيحيا عاقلا في الدنيا كلها يرضى بتفجير المعابد، ناهيك ما حصل هذا الأسبوع في نايجيريا المسلمة العامرة بالمساجد والكنائس، أينما نُسب الجنون بالإسلام، دفع المسلم المسالم ثمنه غاليا، ماذنب المسلم البريئ الملتحي في الشوارع والمطارات يخافون منه وهو خائف منهم.! وما ذنب الأم الرؤوم المنقبّة في المترو، يعتبرونها في الخمار الأسود بالمناسك المفخّخة، وهى بالأمومة للكون والمكان.!
- بقلم: أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي)
- البريد الإلكتروني: ui@eim.ae
الله يهون عليكم ويفرجهاااااااااا يارب
ردحذفوالله
القلب يحزن على منظر القتلى والجرحى فى احداث الكنااااااااائس
قضية نحتاج للعرض ولدراسة فإن مماابتليت به الأمةالإسلاميةولشد ماابتليت به اليوم! قضيةالعنف والغلو والتطرف التي عصفت زوابعها بأذهان البسطاء من الأمة وجهالهاوأفتتن بهاأهل الأهواء الذين زاغت قلوبهم عن اتباع الحق فكانت النتيجةالحتميةأن وقع الاختلاف بين أهل الأهواء وافترقوا الى فرق متنازعة متناحرة همها الأوحد إرغام خصومها على اعتناق آرائها بأي وسيلة كانت، فراح بعضهم يصدر أحكامًا ويفعل إجراما يفجِّرون ويكفِّرون ويعيثون في الأرض فسادا ويظهر فيهم العنف والتطرف فراطا وتفريطا، ولعمر الله: إنها فتنة عمياء تستوجب التأمل وتستدعي التفكير في الكشف عن جذورها في حياة المسلمين المعاصرين وهذا يعد من أهم عوامل التخلص من الخلل الذي أثقل كاهل الأمة وأضعف قوتها وفرق كلمتها.
ردحذفالله كبيييير
ردحذف