آه ياقمر الخسوف آه

وأرى سماء اليوم بقمر الكسوف الكلي، وبجواري إنسان كوكب هذه الأرض الشاسعة، التي ضاقت يوما رغم سعتها وخلوتها على قابيل، فلم يتسعه بُعد المشرقين والمغربين دون قتل أخيه هابيل وهو في يومه الأول، ثم إتجه هذا الطمّاع الطموح في يومه الثاني الى الفضاء، تاركا وراء ظهره الأرض تستغيث لسواعد التعمير، وهو يصبّ عليها من الفضاء حمم التدمير .. هذا الإنسان الفضائي-الأرضي، إستقبلته السماء مساء السبت من 10 ديسمبر بخسوف كلي للقمر، كآخر ظاهرة خسوف كلي نودع به العام الميلادي 2011، والأولى من نوعها التي نستقبل بها العام الهجري الجديد 1433.
القمر، وهو اول كوكب إستقبل الإنسان هابطا على ظهره في أبولو11، واول من سمح له التخبّط هنا وهناك بنعليه فوق جسمه، لكن دون السماح له بالبقاء والإستيطان والإحتلال .. القمرُ هذا، كان قد حجب نفسه كاملا عن أهل الارض مساء السبت، العاشر من ديسمبر 2011، وكأنه عرف بان أهل الأرض إجتمعوا هنا وهناك بمواقع مختلفة غائمة ومُضبّبة، وبحاجة لضوء القمر الفضّي اللامع اكثر من ضوء الشمس الناري الحارق.

نعم جزء من أهل الأرض فعلا كانوا مجتمعين كليا في العاصمة البلجيكية بروكسل قبيل الخسوف الكلي للقمر، وهم ينعون على الخسوف الكلي لمنطقة اليورو بصلاة الاستسقاء الأوروبي: (يا ترى، هل ستنقشع غمامة أزمة الديون الأوروبية بإنضباط مالي أوروبي..؟) وصلاة الآيات في تلك المنطقة كانت مطولة حتى وقت متأخر من ليلة الخميس/الجمعة، ولما قبل ان يحجب القمر نفسه عن أهل الأرض كاملا.!


وإنفضّت الصلاة في بروكسل وهلال اليورو لازال مضببٌّ، ودون رؤية جليّة لدول الاتحاد البالغ عددها سبع وعشرون دولة، ومنها بريطانيا بنظرة التعالي الرافضة الانضمام الى تلك المعاهدة الجديدة دون استثناءات خاصة بها، ولم توافق عليها برلين وباريس .. فقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عقب محادثات للقادة الاوروبيين التي إمتدت طيلة الليل على أضواء قمر بلا خسوف، انه تم تحديد موعد نهائي في مارس/اذار لتتوصل دول اليورو الى اتفاق على معاهدة جديدة، بمقترح ميثاق مالي لإنقاذ العملة الاوروبية الموحدة (اليورو) .. وأهل الأرض من خارج منطقة اليورو يدركون أكثر من بداخلها، ان انهيار اليورو "لايعني الخسوف الجزئي لأوروبا فحسب، بل هو خسوف وكسوف كلي للعالم كله".

وجمعاتٌ أخرى كانت هنا وهناك في عالمنا المحجوب عنه الشمس والقمرمعا، من اليمن وسوريا الى مصر وتونس وليبيا وغيرها من عواصم الخسوف والكسوف .. هذه المرة دعونا نطمع من الفضاء أن لا تنجلي على تلك العواصم بإنجلاءت شمس بلا كسوف وقمر بلا خسوف وحسب، بل نرجوها أن ترسل لنا وفودا من كواكب أخرى، خاصة وهناك نظريات دينية ساندتها النظريات العلمية عن إمكانية وجود خلائق أخرى على كواكب أخرى قد يكونوا افضل من الإنسان فهما ووعيا وذكاءا ودهاءا، ومن الدهاء اللجوء الى السلام قبل الحروب وليس بعدها كما فعله الإنسان دائما، فكان هو أول الخاسرين.

أعتقد زيارة مخلوق من كوكب آخر لكوكب الأرض تكون بداية طيبة، وقد تكون بداية لزيارات أخرى تنفتح بين خلائق فضائية وكواكب أخرى، فلن نخش بعدها من غدنا ذاك الذي أرعبونا بإسم حرب النجوم، وقد يجمعنا الله بذلك مع خلائق أخرى، وإنّ ما يجمعه الله لايستطيع ان يفرقه إنسان او جانّ، دعونا نجرّب الجمعة(بفتح الجيم) بعد ان جربنا القطيعة، فإن الأرض اليوم يجب ان تبقى مفتوحة الذارعين لتستقبل مخلوقات كواكب أخرى دون خوف، كما إستقبلنا القمر يوما دون تشويش .. وأقلّ شي قد تتسع بذلك للمستأجرين مساحات من شقق إضافية تساهم في هبوط الإيجارات، وشاشات أخرى قد تفنتح تساهم في صعود الأسهم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم