الاختباءُ دوماً خلف الجدران , هذا ما يفعله الصبيةُ في لعبة "الاستغماية " و التي لازال مستمراً بها " حنظلة " لم يظهر بعد يعدُ من الواحد إلى .... ما لا نهاية , ولا نعرف إلى متى سينتهي العداد و يظهر ؟!
حنظلة الذي لن يظهر إلا إذا أًقيمت دولته و أصبحت حرة , فهاهي الأيدلوجيات السياسية تأكل بعضها البعض , الأوتوقراطية التي نتحدث عنها أصبحت هشيماً تذروه الرياح , المصالحة التي باتت قلوبنا تُثليجُ حين سماعها و الآن لاشيء .. و كأن الهدوء اختلسه أحد المارين معه و رحل .
و في هذا الوقت أصبحنا معلقين بعنقٍ واحد " استحقاق أيلول " نسيت أن هذه الكلمات هنالك الكثير لا يعرف ما بأحشائها و البعض الآخر يعرف نغمتها الموسيقية التي سُتلقي بنا في مهاوي الردى , سنخسر الكوفية السوداء , مواويل الجدة التي تغذي حواسنا , شجر الزيتون الذي نختبئ في جوفهِ عند سماع موسيقى القصف الذي لا ينتهي , اللاجئين الغرباء حتى في منازلهم غرباء فالوقت يحركُ عقاربه اتجاهنا , الشوارع الضيقة الممتطية في المساء و الصباح تلتصق بها أحبال غسيل الجيران , الصبية الذين يتسامرون مع كرةٍ صغيرة ميسورة الحال , ضجيج الجارة كل صباح على هؤلاء الصبية , المنازل الباهتة التي ذبلت عيونها من الفارين إليها , علب اللحم الفارغة التي تتدحرج على سقف المنزل ( الزينقو ) الذي يضجر الحواس ساعة سقوط المطر يالها من غصةٍ شتوية , زجاجاتِ الحليب مكسورة العنق لا شيء يحتويها كل مساء , أوقاتٌ لاظية تسكن هؤلاء اللاجئين, الكلام الساخر , الاستهزاء المفرط في أمره , كلها تراهات ...
حتى مقتعدي المقاهي ليل نهار ينفثون هواءهم الشاحب بهم , متهجئي الجرائد الذين أصبح عملهم البحث عن خبرٍ سار في العودة إلى الوطن أو عن قيام دولةٍ بدون نقض فيتو أو أي محاولات شغبٍ صهيوأمركية .
- آلاء عوض