نعم لقد تحدث سمو أمين منطقة الرياض ووضع النقاط على الحروف في حل أزمة بل أزمات المرور في مدينة الرياض ، ففي حفل تدشين الادلة الهندسية المرورية قال سمو الأمين: إن حل أزمة الازدحام المروري في مدينة الرياض ليس بتهيئة الطرق وتنفيذ الكباري والأنفاق فقط وإنما الحل هو وضع نقل عام متطور لمدينة الرياض يستخدمه الجميع.
وما عدا ذلك فان الحلول الأخرى لن تفي بالغرض ومن ضمن مشاريع حل الأزمات المرورية في مدينة الرياض إلزام أصحاب العمائر والمجمعات السكنية والتجارية بإيجاد مواقف خاصة لمجمعاتهم التجارية والسكنية وإعادة ما وضع في المخططات التصميمية ًمواقف ثم تحول إلى مستودعات إلى الغرض الأساسي الذي أنشئ من اجله .
الحقيقة ان عاصمتنا الحبيبة تواجه أزمات مرورية عديدة منها الازدحام في الشوارع والطرق ، حتى أصبح الزمن الذي يحتاجه مستخدم الطريق يقاس بالساعات بعد أن كان يقاس بالدقائق ، ولقد كان لهذا الازدحام أثره البالغ في تأخر الموظفين في القطاعين العام والخاص عن أعمالهم ، وفي تأخر الطلبة والطالبات عن الوصول إلى جامعاتهم ومدارسهم ومن ثم منازلهم ،وقد اثر هذا الازدحام تأثيرا بالغا على الصحة النفسية للكثير ممن يقودون السيارات وتسببت هذه الحالة النفسية في الكثير من الحوادث ثم أزمة المواقف حيث نعاني من أزمة وقوف أكثر مما نعانيه من أزمة مواقف حيث انعدمت تقريباً المواقف للسيارات في جوار المجمعات التجارية ومحلات تأجير وبيع السيارات حتى أصبحت بعض شركات تأجير السيارات تستخدم مسارا وأحيانا مسارين من مسارات الطرق التي تقع عليها مواقف لسياراتها . وأزمة الحوادث وما ينتج عنها من وفيات وإصابات حتى أصبحت تقاس معدلات الحوادث بالدقيقة إذ لا تكاد تمر دقيقة دون وقوع حادث مروري ضحاياه اما بشرية أو مادية أو كلاهما. لقد تحولت شوارعنا إلى مراكز للتدريب على قيادة السيارات لمواطنين من كل بلاد الدنيا حتى أن بعضهم يأتي للمملكة للعمل في بيع الخضار أو للعمل في شركة نظافة ويتحول بين يوم وليلة إلى سائق سيارة خاصة وأحيانا سيارة أجرة.كما أن كثرة السيارات وازدحامها ساعد على اختفاء بعض المجرمين وسهل لهم الهروب من خلال سرقة سيارة والهروب عليها والتخفي بين مئات الآلاف من السيارات، هذا غير ما تسببه عوادم هذا العدد الضخم من السيارات من أضرار بيئية ومن ثم صحية على هواء الرياض التي تغنى به الشعراء في يوم من الأيام وقد اقترب اليوم الذي سوف يحذر فيه الأطباء من استنشاق هذا الهواء.
أعتقد أن الحل النهائي لكل أزمات المرور ومضاعفاتها في مدننا الكبيرة وخصوصاً العاصمة الرياض هو ما أشار إليه سمو الأمين وذلك بإيجاد نقل عام منظم. وهنا يأتي دور قطاعنا الخاص في أخذ المبادرة في دراسات علمية مستفيضة لمثل هذا المشروع، ومن ثم الإعلان عن شركة مساهمة كبرى للنقل العام بالقطارات السريعة داخل المدن، والتي تحمل في عرباتها المئات من الركاب للانتقال بين مختلف أحياء المدينة.
لقد فكرت القاهرة في ذلك وتم تنفيذ مترو الأنفاق قبل أكثر من عشر سنوات. وها هي إمارة دبي تشرع في إقامة قطارات النقل السريع، بعد ما شهدته من ازدحام غير مسبوق في السيارات ترى هل نصبر حتى تزداد الأزمة سوءا عما هي عليه اليوم أم نبادر بتنفيذ هذا المشروع على مراحل حتى تستفيد منه العاصمة ويعود هواء الرياض العليل ملهماً لكل الشعراء.
(1)مصدر : نشر في موقع أمانة مدينة الرياض