مشكلة شخصية عندما تضع نفسك في مكان ناطق رسمي لكل مظلوم أو من لديه وجه نظر تحل مشكلة عامة تنعكس فوائدها على الجميع.
خاصة عندما تكون هذه المشكل تتعلق بحجاج بيت الله الحرام والشركات والمؤسسات التي تقوم بالإشراف على عملية تحركات الحجاج والمعتمرين . ولا أقصد الشركات السعودية إنما أشمل جميع الشركات التي تتعلق بالحج والعمرة في جميع البلاد العربية والإسلامية بدون استثناء .
عندما تصدق مع الله ومع نفسك ومع الأخريين يصدق الله معك وهذا واقع جربته وأعيشه . بعض الكتاب والصحفيون يسعون للبحث عن المشاكل ومواضيع للكتابة . ولله الحمد والشكر وبفضله وحولته وقوته تأتيني مواضيع مقالتي في غرفتي أو مكان عملي أو زيارتي وحيث ما كنت هي التي تتبعني (مواضيع فكرة المقال) حتى إذا لم يكن في خاطري أي فكرة للكتابة فجأة تظهر الفكرة تتراقص أمامي تعرض مهارتها لتغريني أن أعبر عنها وبدون وعي أتناول اقرب يراع وورقة وأرسم صورة الفكرة الجذابة التي تستعرض نفسها أمامي .
وفكرة هذا المقال الذي بين يديكم خرجت بكل جراءة من فندق لمعتمرين من المغرب وكنا في سيارة للذهاب إلى مشوار خاص وسبب تواجدي أمام الفندق ! سائق السيارة لديه أمانة يريد أن يوصلها لراعي الفندق بتكليف من شركة العمرة التي يعمل بها وكنت استمع إلى حوار السائق مع صاحب الشركة عبر الجوال واستوعبت بدون قصد كل المشكلة القائمة أو معظمها بين شركة العمر ومدير الفندق . وما لفت نظري عدم وجود إضاءة في الفندق رغم وجود كهرباء في المباني المجاورة . ومن فهمي للموضوع علمت أن الفترة القانونية الموجودة في العقد بين الشركة والفندق انتهت وعلى المعتمرين الخروج من الفندق إلى الشارع أو تدفع الشركة قيمة الأيام التي سوف يجلسها المعتمرين . لذلك قام صاحبه بقطع التيار الكهربائي عن الفندق بكل وقاحة وعدم إنسانية وتقديس لحرمة وقدسية المكان والزمان أو حتى قليل من الاحترام لكبار السن .
تعجبت من هذا التصرف وقلت هل راعي الفندق مسلم ينتمي إلى بني الإسلام ؟!أم هو يهودي مدسوس بين المسلمين لجني الأرباح وكسب المال في أرض الحرمين وعلى بعد خطوات من الحرم الشريف قبلة المسلمين ؟!.
هنا استيقظت أجاثا كريس المتمركزة في عقلي وأصرت أن تعرف تفاصيل القصة والواقعة حتى تعرف من هو المسئول الحق الذي تسبب في المشكلة من جذورها حتى ارفع الموضوع إلى الجهات المختصة عبر جريدة الرياض . لأن مثل هذا التصرف يسيء إلى كل الشعب السعودي وحكومته الذين وطنوا أنفسهم لخدمة الحجاج والمعتمرين وبالذات حكومة خادمة الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وأمده بالصحة والعافية .
والمعروف أن الشر يعم والخير يُخص . وبعد التحقيق والتتبع والتدقيق علمت أن الموضوع كبير وخطير ومحتاج وقفة جبارة من قبل الحكومة متمثلة في وزارة الداخلية ، ووزارة الحج ، في كيفية إدارة الشركات عامة في جميع الدول وليس الشركات السعودية فقط التي يُحملها المعتمرين والحجاج كافة المشاكل ويتضح في نهاية المطاف أن المتسبب الحق فيها هي شركات الدولة المرسلة للمعتمرين أو الحجاج .
علمت أن مدير الشركة المغربية التي تعاقد معها المعتمرين حددت أيام معينة على بقائهم قاموا بدفع التكاليف كاملة .
وجاء هذا المدير للتعاقد مع الشركة السعودية الوسيط وتعاقد مع صاحب الفندق على أيام اقل من تلك التي تعاقد فيها مع المعتمرين في المغرب
وظل في بند الشركة السعودية أن عدد بقاء المعتمرين في الفندق هي نفس أيام العقد وفي ذهن المعتمرين المغاربة أن الأيام في العقد هي التي اتفقوا فيها مع مدير شركة المغرب .
هنا حدثت المفارقة ما بين والضحية هما المعتمرين الذين لا حول لهم ولا قوة والشركة السعودية المشرفة على مغادرتهم
وهي من تتحمل المسئولية في طرد المعتمرين إلى الشارع أو تدفع قيمة الأيام التي اتفقوا فيها مع الشركة المغربية.ووزارة الحج لا تعرف أحد مسئول غير الشركة السعودية
سألت نفسي لماذا شركتين ؟..لماذا لا تكون شركة واحدة هي المسئولة عن العقد ولماذا عقدين إذن هناك خلل إداري في إعطاء التصاريح وفي توزيع المهام وفي عدم وجود لوائح قانونية تحمي المتضرر وتعاقب المتسبب في الضرر
وعدم وجود تنسيق واضح المعالم يربط بين شركات الحج ومؤسسات العمرة .حيث علمت أن سيارة وزارة الحج لا يمكنها الدخول إلى موقع شركة مؤسسة للعمرة وعدم وجود علاقة واضحة بين الاثنين رغم أن إدارة المؤسسات التي تتعلق بالعمرة تتم على أسس نظام شركات الحج.
وعدم وجود تحديث أو تطوير لهذا الإدارة التي ظلت تسير على نفس النهج الروتيني الممل لأكثر من 13 عام دون أدنى تغير يُذكر.
ويطالب أصحاب شركات العمرة فصل إدارتهم عن شركات الحج يعرفوا ما لهم وما عليهم ولا ينكرون من وجود شركات تتلاعب في العقود ولكن الظلم الأكبر يقع على الشركات التي تعمل بجدية وإخلاص أو تكون ظالمة وتتحول إلى التلاعب والضحية المعتمرين الأبرياء ضيوف الرحمان وسمعة الشعب السعودي وحكومته التي صبت كل اهتمامها من أجل راحة المعتمرين والحجاج وخدمتهم.
كما بينت لكم في البداية الموضوع كبير ومتشابك والحل إداري بحت.
بوضع قوانين ولوائح صارمة وواضحة المعالم في تحديد المسئوليات والمهام.
كما يطالب أصحاب الشركات بوجود إدارة حكومية خاصة تهتم بتيسير العلاقة بين الفنادق وشركات الحج والعمرة ويكون لها قوانين ولوائح.
وأتمنى من خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره أن يتدخل في إصدار مرسوم ملكي يمنع أي فندق من طرد المعتمرين أو قطع التيار الكهربائي عن الحجاج والمعتمرين بدون تصريح من الجهات العليا المختصة التي لها مكاتب ميدانية تمكنها من منح التراخيص خلال ساعة ويكون تصريح ورقي واضحة أسباب صدوره.
ويُحاط المعتمرين بهذه الأسباب التي أُوجب بصدها إصدار التصريح لطردهم من الفندق أو قطع الكهرباء عنهم
وفي نهاية مقالي أريد كل من يقرأه أن يتخيل ويتصور معي ما هي ردة فعل المعتمرين والحجاج المتلهفين للقدوم لبيت الله لأداء المناسك.
الذين قاموا بالتضحيات المادية والجسدية والنفسية وكلهم لهفة وشوق للقدوم لمكة المكرمة التي يقوم فيها صاحب فندق بطردهم أو قطع الكهرباء عنهم نتيجة لمخالفة تتعلق بالعقد لا ذنب لهم فيها.
تخيلوا كيف يكون موقفهم من هذا المواطن السعودي الذي تعامل معهم هكذا ومما لا يدع مجال للشك رائيهم سوف يكون معمم لكل الشعب السعودي خاصة إذا تكرر الأمر مع كذا مجموعات وشركات مختلفة.
وما يسبب الدهشة والألم بقاء هذه الفنادق فارغة بعد طرد الحجاج والمعتمرين منها إلى الشوارع فلا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم لا تؤاخذني بما يفعل السفهاء منا.