من مواليد مكناس. ارتاد مغامرة البحث التشكيلي العميق عن الاشياء المختلفة والحديثة والاصيلة فبدا اعماله الصباغة ذات المسافات الجميلة منسجمة و متناغمة سواء على مستوى اختيار الالوان ودراستها او على مستوى اختيار الالوان ودراستها او على مستوى الاشكال الهندسية والخطوط الا نهائية ولها بعد عميق, لعالم من الصورة التخيلية التي ترمز الى اللحظات الهاربة للفكر والاحساس معا.
هكذا يسافر بنا المبدع داني زهير الى عالم مغاير من الاشارات الرمزية المفتوحة على كل التأويلات الممكنة والمحتملة, ذلك ان الفنان منذ سنة 1982 معرضا فردي الاول ارتف الابداع التشكيلي اداة ورؤية واطار تعبيرا عن طاقة معنوية وعن الجوهر المشترك والثابت في النفس الانسانية.
"السفر الداخلي"
ان العملية الابداعية لدى هذا الفنان العاشق لكل ما هو اصيل وصادق ومستقل تعد تعبيرا عن حاجة اعادة الصلة بين الخاص والعام في الفن والحياة. اذا لا يمكن بتعبيره الجمالي الفصل بين تجربته الانسانية الشخصية و الثقافية والحضارية اننا بعد اعادة الحياة الابداع والابداع الى الحياة تحت هاجس تجاوز انحسار الدائرة الضيقة لفنوننا التشكيلية؟
فالمتأمل لأعمال هذا الفنان الاصيل السوريالي يلاحظ مجاله مدى انجذابها الواعي الى التحرير من عبودية الاسلوب الموحد وقيود الفكر وقيود الخيال بحثا عن تغيير جديد اكثر انسجاما حاجاته التفسير وتألمه الكوني واقول نفاذا الى اعماق الواقع المحيط به.
وهذا ما يمكن ادراك بعض مرجعياته في التجارب "الاشكال" ومع رواد"العلامة" في ابعاده المرئية ولا مرئية.
ومن المعلوم ان الفنان المغربي داني زهير عرف بتجربته العميقة مع الامكنة بمختلف مرافقه .
"الاقامة-السفر-والاحتراف"
وهي اماكن بعيدة وقريبة, حاضرة وغائبة.
محسومة ومدركة. اماكن تشعر ك حتما بان لحظات الابداع اشبه بالسفر, ذلك ان المبدع يتملكه بعد انتهاء تشكيل القماشة شعور العائد الى وعيه كالعائد من رحلة حالمة وهادئة؟ اليس هذا الاحساس هو الذي يبرز شعوره.
ان هذا السفر الداخلي لا يتحقق مدارجه بفضل الطاقة الخلاقة والشعور بالإنشاء الكوني الخارج من الزمن؟
هل هو التفاؤل بالمعنى او ياس منه؟ هل هو مجابهة للفراغ المطلق في كل شيء اختفاء ذاتي بامتلاء الواقعي ؟ هل هي لحظات تامل كوني, كحلم لا يقوى الحاكم على التخلص منه, والحلم مستمر بايقاعاته واشكاله ودلالته اليس الفن هو الحلم الذي افصح الانسان عنه؟ الا يترافد الحلم والواقع معه ؟
أن يحلم الانسان حياته أعظم من أن يعيشها؟
إن اعمال الفنان المغربي داني زهير ينهض كطاقة دائبة الحركة وكمقاومة سرية وهادئة ضد المعاني الجاهزة وعمليات البحث المجانية ان الايقاع هو سيد الزمن والمكان في اعماله المتقدمة, ايقاع انساني بهندسة الفنان بمتعة واقرار في صيغة اشكال, وتراكيب واشارات فيها القراءات السريعة والمطمئنة.
واثق بموهبته. الحرة وملتزم بشخصيته المستقلة, اختار الفنان المغربي داني زهير البحث في اطار ورشة مفتوحة بنواحي مكناس منصت لطاقاته التخيلية الجامعة المشدودة الى اعماق دائمة التامل والتساؤل .
فكانت الحصيلة غرابة صامدة الاشكال والتركيبات والايقاعات الخاصة تعطينا الانطباع على تلك الكتابات الشعرية القديمة التي امتلكت عن جداره الحق في الانتماء الى ما هو باق على مر الزمان من كتابات الانسان الموشومة.
كلن يستطيع أن ينظم الشعر أو يرسم لوحة أو يعزف مقطوعة موسيقية لكن فلة هم المجيدين المبدعين و هنا يكمن الفرق ، أتمنى لك التوفيق أستاذ داني و السداد .
ردحذفكل الشكر يا فهد
اخي الغالي خالد الزهراني
ردحذفشكرا لك على مرورك السامي لك مني التحية