أعرف..!

0000000000000000000000000000000000000000000000000000

    الأّذن لا تختلف كثيراً عن العين، كلتاهما تلتقط ما يروقها و كلتاهما تميل لما هو غير مكرر ولا معاد و لا بديهي، لأن كلتاهما مرا بتجربة مكتسبة من الفرد نفسه أو ممن يمر حوله، لذلك نكتفي بالابتسام لو حذرنا أحدهم بالانتباه من السيارات أثناء قطع الطريق، نصيحة قديمة و باهتة و لا تخزنها الأذن من جديد رغم أن موتى الحوادث كانوا حولنا ذات مساء، و لذلك لن نلتفت كثيراً لمن يحدثنا عن أدوات النجاح من صبر و كفاح و عزيمة و تعلم من أخطاءنا و أخطاء غيرنا، حتى العين تمل أن تقرأ ما تعرفه و تفهمه حتى لو كانت لا تعمل به، لأن الإنسان كثيراً ما يعتقد أنه يعرف رغم أنه لم يعمل بما يعرفه، و ربما أنه يعرف من يعرف فقط لا أكثر.. و الدليل أن واحد زائد واحد يساوي اثنين.. و لذلك أحاول أن أقول ما هو غير مكرر كي لا يملني القارئ و يتركني مع تلك الأحرف الكثيرة دون أن أنتبه.. لكني عادة لا أجد سوى أن البدايات صعبة، و أن الفشل غير موجود و لكنها فقط النتيجة تختلف بعض الشيء، رغم أني لا أعتقد بأن النجاح موجود و نقيضه غائب، و أعترف بأن النجاح في نفس الوقت غير متعارف عليه تحديداً.. هل هو نتيجة مكونة من عدة عناصر تشمل المال و السلطة و الجاه و الكثير من أسلاك الترفيه المرئية و الغير مرئية؟ و هل تلك العناصر تضمن السعادة المنشودة في كل الحكايت؟ كحكاية الأمير قمر الزمان و الأميرة بدور مثلاُ؟  أم أن النجاح هو مجرد خطة تم رسمها للانتقال من حال إلى حال لا تدوم؟ هل لو خططت لمتابعة فيلم السهرة بكل هدوء في نهاية الأسبوع و حققت مرادي أعد من الناجحين؟ و هل التخطيط للمليون يختلف عن التخطيط لمتابعة فيلم السهرة؟ كلها أشكال لحسن قراءة الحاضر و الماضي مع سرعة في اتخاذ القرار و مخاطرة و قدرة على التركيز لا أكثر.. و مالي أبدو كأني لست من السعداء و لا من الناجحين طالما أني أعرف؟ أتراها المعرفة هي سر البؤس كما يلمح الراوي لحاضريه؟ لكني أحياناً أمل ممارسة ما أعرفه خوفاً من المرور بخبرة أعرفها.. لذلك تجد عندنا الكثير من الفروض قبل الإقبال على التجربة... فقط حاول أن تنصح أحدهم بإرسال سيرته الذاتية لأي عنوان حيث أنه باحث عن عمل، و بعدها استمع للردود و قارن كل رد بتجربة حقيقية كاملة.. و ساعتها اسأل صاحب الردود ببساطة: هل جربت؟ و لو كانت الإجابة بالنفي فاعلم أنها كانت مسألة فضفضة و ليست مسألة بحث عن حلول... و اعلم أن أذنه و عينه تبحث عما هو غير مكرر.. و أنه يعرف ما عليه فعله بالحرف لكنه كان بشكل أو بآخر بحاجة إليك.. ربما!

  • سلامة عبد السلام
    11/8/2011
    Solo_450@hotmail.com

إرسال تعليق

أحدث أقدم