MrJazsohanisharma

سندريلا.. والرجل العربي..!

gallery_79554

حينما أطلعت على خبر يتناول قصة شاب سعودي تأثر بقصة سندريلا.
وقرر أن يلبس عروسه الحذاء أمام المدعوات في حفلة الزفاف فضربته والدته.
شعرت بالإمتعاض والسخرية .
ما بال الرجل العربي لا يعرف الإعتدال و الوسطية؟!
إما أن يلبسها الحذاء أو أن يضربها به!
بعيداُ عن قصص السندريلا والحذاء المفقود.
المرأة العربية تريد رجلاً نبيلاً لا يختفي حينما تدق الساعة الثانية عشر ليذهب للاستراحة أو شلة الإنس!
بمناسبة الحديث عن الأحذية.
قام مجموعة من الرجال في أمريكا بعمل حملة اسموها "ألبسها حذائها"
وقاموا جميعهم بلبس أحذية نسائية وذلك للإحتجاج على العنف ضد النساء !
حينما اطلعت على الخبر صعقت وخطرت ببالي فكرة مجنونة .
هل يمكن أن تقام حملة كتلك الحملة في الرياض أو القاهره أو أحد المدن العربية؟!
يركض فيها الرجال الذين يدعون الدفاع عن حقوق المرأة العربية المهدورة وهم يلبسون الأحذيه النسائية إكراماً للنساء ولدعم قضايا المرأة العربية.
كما فعل أولئك الرجال في أمريكا.
لا أتخيل منظر الرجل العربي وهو يلبس حذاء زوجته!
ما فعله هؤلاء الرجال ربما يبدو للوهله الأولى سلوكاً متطرفاً بالنسبة لنا كعرب وكمجتمعات شرقية تقدس العنصر الذكوري ولا يمكن أن يفعلها "طوال الشوارب"
من وجهة نظر محايدة لا يعدوا الأمر أن يكون سلوكاً رمزياً.
وإثارة متعمده للتنبيه ولفت الأنظار لقضايا العنف ضد النساء ومدى معاناة المرأة في تلك المجتمعات.
لبس الحذاء العالي مؤلم جداً وأضراره الصحية معروفه للجميع وما فعله هؤلاء الرجال كان من باب لفت النظر لقضية مهمة وخطيرة.
في ظل معاناة النساء من ظاهرة العنف وما يتضمنه من عنف لفظي وجسدي في بلد تشكل النساء ما نسبته 90ـ95% من ضحايا العنف.
كما أنه من المثير للسخرية أن تلك الدولة التي ترفع عصاها على كاهلها لتعيد ترتيب العالم وتنظيم الدول وتأديب رجاله عبر العقوبات.
وتغيير منظومة الشرائع والأحكام غير قادرة على حماية نسائها من هذا الكم الهائل من العنف ضد المرأة سواء كانت زوجة أو شريكة!.
المرأة العربية قنوعة لا ترغب بأن يُلبس الحذاء من أجلها بل أن يعاد برمجة العقل العربي لتخرج تلك المسكينة من دائرة المهانة والقهر
والاستبداد وممارسة العنف الجسدي واللفظي ويعاد العمل بالوصايا النبوية "رفقاً بالقوارير"
وما دعى له المصطفى من حسن المعاملة قال عليه أفضل الصلاة : ( ما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم)
ونحن الآن في عصر اللئام وأشباه الرجال ممن منح عقله وضميره إجازة مفتوحة وشرع في سلوك نهج رجل الغابة وتفريغ شحنات غضبه وسخطه على تلك الأنثى المسكينة .
نحن نعلم علم اليقين أن منظومة التربية في أوروبا وأمريكا فاسدة ولا مكانة للمرأة فيها , فهي سلعة رخيصة وقطعة لحم على قارعة الطريق
لا تنال الاحترام إلا بقوة القانون .
نحن كمسلمين لدينا دين وشريعة نفتخر بها تحث على الاحترام المتبادل بين الزوجين وعلى مكانة الأم ,وعلى حقوق النساء باعتبارهم نصف المجتمع, والابتعاد عن تلك الأوامر الصريحة والانغماس في الموروثات الشعبية التي تقدس الرجل ومكانته وتغذي في النشء النظرة الدونية للنساء , وتفوق الذكور وإمكانية ممارسة العنف بأنواعه ضدها دون خوف أو خجل هو السبب في تدهور حال النساء وزيادة معدلات العنف الأسري وضياع الحقوق, وتظهر بشكل لا يقبل الشك مدى ابتعاد المسلمين عن دينهم والتمسك بتعاليمه بشكل صوري.
فقدان المرأة لحقوقها يبدأ من فقدان الاحترام داخل الأسرة وضياع مكانتها ونظرة الرجل الدونية للمرأة، ومعاملتها معاملة ناقصي الأهلية
رغم أنها مربية الأجيال ومن يقوم على سواعده معظم المنازل وليس أقسى على الأم من أن تضرب وتهان أمام أطفالها ويمارس بحقها
الشتم والضرب والنعت بأقبح الصفات .
وإن حاولت الهرب من هذا الجحيم بطلب الطلاق تهدد بحرمانها من أطفالها رغم أن الحياة الزوجية لا تبنى على الابتزاز
والعشرة لاتقوم على الإكراه , وفي معظم الحالات تستمر معه كارهة لتلك الحياة وهذا الواقع المرير في ظل صمت مجتمعي مخجل
فالإحجام عن التدخل لحماية المرأة قد يؤدي في النهاية إلى اضطرابات نفسية قد تصيب المرأة وتصل بها لحافة الانهيار
و محاولة الانتحار, وربما الإدمان , وكذلك الهرب من منزل الزوج أو ذويها .
للأسف الشديد لا يوجد إحصاءات دقيقة في السعودية والبلاد العربية عن حجم العنف الممارس ضد النساء رغم ارتفاع حالات الإيذاء الجسدي والنفسي وسوء المعاملة !
العنف ضد المرأة العربية تابوت محرم ومن الموضوعات الشائكة وأكثرها حساسية ورغم تزايد الحالات التي تتعرض للعنف الجسدي والنفسي.
إلا أن الإجراءات المعتمدة ليست على المستوى المطلوب وقد بدأت الدول العربية بإجراء إصلاحات في قطاعات مختلفة , ونحن لا نريد أن تكون نتيجة ضغط دولي بل نتيجة رغبة شعبية قائمة على الرجوع لتعاليم الدين الحنيف ووصايا المصطفى
نحن في حاجة ماسة لإنشاء دور إيواء في مختلف الدول العربية لحماية واحتواء وتأهيل النساء المعرضات للعنف الأسري
وإعطائهم الفرص التعليمية والوظيفية التي تساعدهم لتحسين أوضاعهم المادية وتساهم باستقلاليتهم,وتوعية المجتمع بخطورة الآثار الصحية والنفسية والسلوكية والاجتماعية المترتبة على ممارسة العنف المنزلي ضد النساء ,واستغلال وسائل الإعلام لإيجاد فكر مجتمعي مناهض للعنف بأنواعه وكذلك تدريس منهاج تتناول مكانة المرأة في الإسلام في مدارس البنيين.
وفي الختام أود التأكيد على أن الحاجة الماسة لمعالجة قضايا وحقوق النساء ستزداد في الفترة القادمة , ودفن الرؤوس في الرمال لن ينفع بعد الآن
علينا دعم المرأة العربية من خلال مناهضة العنف وتغيير تلك القيم البالية التي ترتكز على فكرة تفوق العنصر الذكوري.

2 تعليقات

  1. المقال لامس جوانب كثيرة من القضيّة وبقي منها جانب آخر لا يقلّ أهمّيّة هو وعي المرأة العربيّة بذاتها ومحاولتها الجادّة في بناء ثقافة ووعي قائمين لا على معرفة واجباتها فحسب بل على تطبيقها في كنف الواجبات الاجتماعيّة والإنسانيّة لأجل الارتقاء بمجتمعها ووطنها.وأن لا تنسى أنّها جزء من الكيان الانسانيّ من غير صدام مع الرّجل وإنّما في علاقة تكامل يكمّل فيها كلّ واحد منهما الآخر فيها بما أولاه الله من القوى.

    ردحذف
  2. احييك علي هذا المقال الرائع والذي نقل ما تشعر به كل امرأة عربيه او بالأحري امرأة مصرية منذ ايام بسيطه كنت اتحدث عن هذا الموضوع وعن حرية المرأة وحقوقها المهدورة وسجلت استيائي لما نراه ونعيشه من قمع وقهر وحجر علي كل حقوقنا التي كفلها لنا ديننا الحنيف ولكن مع ايقاف التنفيذ واضم ثوتي اليك في تصحيح ذلك المفهوم الخاطئ لدي المجتمع الذكوري منذ الصغر ..
    تحياتي وتقديري

    ردحذف
أحدث أقدم