حسب !

success-and-failure-sign

    قديماً كانت الإجابة بالإيجاب أو بالسلب.. بالقبول أو بالرفض.. ربما كانت صحيحة.. ربما كانت غلطة من أولها لآخرها.. ترى كيف وصل الإنسان لأن يجيب حسب السائل و ليس السؤال؟ و و يدير و يرسم كل خطوط حياته بلا خطة؟ كثيراً ما كنت أخطط لحياتي كل شيء و أدق شيء.. كنت أتجاهل العامل الزمني و المكاني و كل الظروف.. كانت جريمتي هي لاواقعيتي.. و آلامي كلها وقائع.. لكن مع تراكم الأيام و دوراني حولها و دورانها حولي تعلمت الاحتراز من الوقت..وصرت أنتبه لكوني لست المخطط الوحيد لحياتي حتى لو كانت لي أنا و أنني المسئول عنها و من سيعيشها و يحتمل نتيجة قراره كاملاً.. و مع الأيام بدأت خطوطي تبهت بهدوء.. كسواد الشعر ان اجتاحه الشيب.. خطواتي لم تعد مؤثرة في الطريق.. لم أعد أسمع صوتي فما بالك بغيري.. لم أعد كثير الغضب و مللت الشكوى.. أحببت لغة العيون كما أحببت الليل.. صادقين رغم كل هذا القلق و كل تلك الظلمة..نسجت من الصمت حروفي.. كنت أصدق الكثير و لا أقرأ.. أقرأ الآن كثيراً و يندر أن أصدق.. حتى لو كانت كلماتي.. أو خاصة لو كانت كلماتي.. صرت أتقي شر الحليم و اللئيم و خيرهما.. و أفكر مرتين و أنا على صواب و أفكر أكثر بعد أخطائي.. و رأي الخاص كله عموميات.. و ابتسامتي لا تعني البهجة.. يا صاحبي لست متناقضاً لأن نقيض الأبيض ما هو ليس بأبيض.. ربما الأسود.. ربما الأخضر.. المهم أنه ليس بأبيض.. لكني محاولة تعايش ضدين تحتمل النجاح و الفشل.. روح و جسد.. مهاجر و خائف و هارب و عابر و تائه.. هكذا أصبحت.. تماماً كالإجابة.. حسب..

4 تعليقات

  1. زاهد ناهي09 مارس, 2011 15:18

    مقال طريف ورائع جدا اسلوب رائع يا سلامة
    اسأل الله لك التوفيق والنجاح

    ردحذف
  2. زاهد ناهي09 مارس, 2011 15:18

    مقال طريف ورائع جدا اسلوب رائع يا سلامة
    اسأل الله لك التوفيق والنجاح

    ردحذف
  3. طاري الفرقا09 مارس, 2011 15:19

    الفشل هو طريق النجاح

    ردحذف
  4. شكراًجزيلاً على القراءة و التعليق، لكم وافر الحب و التقدير.

    ردحذف
أحدث أقدم