عوى الذئب فاستأنست بالذئب لما عوى!!!

PWo26977 هل كتب كاتب قبل أو بعد المنفلوطي حرفا عن الفضيلة ..فبرز وتسامى لفظه بهذه المفردة السحرية .هل علا حرف في قلم أحد مثلما علا وتنامى وتباهى جمالا في قلم سوى المنفلوطي ؟؟

لقد أحال المنفلوطي مصطلح الفضيلة إلى مجهر يرى به احوال الدنيا العجيبة في مساربها وأكنانها وغاباتها فيفند كل جانب بمقياس الفضيلة ..حتى أنه جسد الفضيلة جسد عشيقة خيالية ما تناهى لها وصف في ذهن شاعر ولا خطرت صورة لها في عين عاشق ..ولكنه بحث عنها فلم يجد لها سبيلا ...و احببت هنا أن أصحبكم كما صحبني المنفلوطي في عالم الفضيلة ونطوف معا كما طاف بي المنفلوطي هنا وهناك باحثا عن الفضيلة ..وأول المواطن التي بحث فيهاعن الفضيلة عالم التجارة ..الفضيلة في عالم التجارة ليست هنا ..لأن التاجر -عنده- هو لص في ثوب بائع .

وأما في عالم القضاء فهي ليست هنا يضا لأن القاضي أكثر ما يهمه هو تطبيق القانون مهما تهلهلت أردية ذلك القانون في خانة العد..

والفضيلة في قصور الأغنياء ليست هنا لأن الغني إما أن يكون شحيحا أو متلافا ..والأدهى من كل ذلك عالم السياسة..وما أدراك ما عالم ما لسياسة وهنا لا فضيلة فعلاً, فلم يجدها المنفلوطي في عالم الساسة المسيسون لكل شيء لأن المعاهدة والإتفاق والشرط والقاعدة ألفاظ مترادفة معناها الكذب ..(رأيت أن الملك في كرسي مملكته كالحوذي في عربته)

حسنا وماذا عن رجال الدين يا سيدي ؟؟

الفضيلة بينهم - الا من رحم ربي-يتاجرون بالعقول في أسواق الجهل..

ترى أين الفضيلة من عالم البشر ..بحث عنها المنفلوطي ولم يجدها فهل كان ذلك تشاؤما أم رسما دقيقا للواقع ؟؟

عوى الذئب فاستأنست لما عوى الذئب....وصوت إنسان فكدت أطير

..هل تخيل كاتب الفضيلة بهذا الجمال في التعبير ومررها على مناحي الحياة بهذا الأسلوب الرشيق.

 

  • بقلم: هاجر شرواني

1 تعليقات

أحدث أقدم