همس المنبئ : « أرتجوا الأبواب
نجمة حلم مهووس ٍ سليبِ الروح قد لجأت إلينا
مرّت على أحزاننا و جثت قليلا تستجير
و ما غفت إلا غداة تجذّرت في حلمنا
فأورثتنا نارها واستولدت جمرا مقيلا ..
يا من يسمّيها فيمنحها و يمنحنا دليلا »
...
مرّت على أوجاع عتمته
تجرر في الغيوم ضياءها
وتغافلته و أومضت
قالت يدللني قليلا
لجأت الى أوتار قلبك تستغيث
لا تترك الأبواب تخذلها الرياح
يعودها ما عاد من سبقوا و يدخلها غريب
أو يصادر اسمها صخب صفيق
أو تعاودها مناحات الطريق
المر و الطرقات لا تبقي دليلا
٭٭٭
هزي بجذع الشوق لا تتساقط الألحان
حيث صهدك يستباح
تسمَّ
لا يأتي هنا غير الخفاف السابلة
لا اسم لك
و الليل تيه لا يسامح من نسته القافلة
فاهرب الي باب الصباح و سم غيرك
و انتبه لا تترك الأبواب تصفقها الرياح
السود يدخلها غريب
أو ذوائب نجمة مستعجلة
يا نجمة الأحزان .. جارتنا
- و ما في القفر جدران ولا في القلب بستان
و لا ورد - فهل في القفر جارة؟
٭٭٭
مثلي إذن يا ذا المغني اللا اسم له
ألغ التصاخب و الغناء
لا حلم في عينيك يفتتح النداء
{ لا حليف تستبيه و لا أليف تقتله }
دع عنك اسمك سمِّ غيرك قد تشق له سبيلا
فاهرب الى باب الأسامي
سم ِّ غيرك
أطلق الأسماء في تيه المرايا والحجارة
وانتبه فالعمر عمرك
و الحديث بلا ضمائر أو إشارة
٭٭
بذر الخزامى المر ليس له بشارة
كل أوجه عابري الدرب غيبّها الرواح
وأنت موهوم ونجمة حلمك لا تزال نبؤة مستبسلة
٭٭٭
قل : كلما خاتلت جوهرة العبارة
لم أبح الا قليلا
أ وَ كلما آخيت عصفوراً بلا صوتٍ تمرد واستبد به الغناء
و مسه ما مس قلبي من تصاريح الربيع
ثم لم يجد اصطباره
لم يجد للصوت دربا يحمله
قل لا طريق لمن طريق الخوف ملجؤه ووحدته مساره
أنت الغريب .. أنا الغريب و صمتنا قفر
و بسمتنا ستارة
و لن تدللنا الرياح
أنا الغريب
أنا المغني و الصدى و الصمت
و غربتي تنمو على أهداب عينك مثلما شوك الشفلح
لا اليوم يومك
لا ربيعا تحتريه
ولا الرياح تدل من في الرمل مر
مجرجرا زهواً إزاره
و لا السماء تخلّد النجمات
أو وهم الأسامي القاتلة ..
لا حلم في عينيك
لا وهماً .. حليف تستبيه و لا أليف تقتله
دع ذا السبيل وسمِّ غيرك قد تشق له سبيلا
خذ ما تشاء من الهوى ما شاءت الأنواء
و ارشقها على جدل الطريق
وقل لها: « لك أن تكوني الآن أسماء تدللها الديار
و تحتفي أصداؤها بالسابلة»
درِّبها على الإيحاء .. علمها التسامق
و التسامي في الحريق
و انتبه إن أثخنتها الريح أو جثم الصقيع
سمّها .. وتسمَّ أنت باِسمها
لا يأتي هنا غير ارتداد الولولة
و الليل غيبٌ لا يباح لمن يؤاخي البلبلة
٭٭٭
- د. ثريا العريّض