عينايَ خلفَ حدائقِ الزمنِ
الغضوبْ.
ما بينَ أرصفةٍ
وأشجارٍ
وأزمنةٍ
تموتُ وفي أجنّتها المشوهةِ
اختناقاتُ
الغروبْ.
أوراقها- أفنانها
نَسَجَتْ خيوطَ الفجرِ، والأطيارُ
تنتظرُ
الهروبْ.
آمالُهُ وهمٌ، وأحلامٌ، وقهقهةٌ
وراياتٌ
تبددها الرياحُ على السفائنِ
في
البحارْ.
وصحائفٌ
جفّتْ على راحاتها تلكَ
المحابرُ والرياشُ ولا
رياشْ.
عبثاً
تجاوزتِ السطورَ الذابلاتِ
حروفُها الزرقاء والسوداء
تبكي الهمَّ أو
تجترُّها الأيامُ في غسقِ الليالي
وتمتطي الكلماتُ ناصيةَ
السطورْ.
لا تعرفُ النومَ الرتيبَ
على الوسادةِ في
الفِراشْ.
وقفتْ تمزقُ وجههُ الشّرقيَّ
والمألوفَ في طرفِ
النهارِ وفي المساءِ
وفي النفوسِ وفي
القلوبْ.
والغيمُ خلفَ الغيمِ خلفَ الغيمِ
يقتحمُ السّماءَ
ويركبُ الأُفقَ المطرّزَ
بالغروبْ
زمنٌ
سيسجنُ ضوءَ مصباحي
وأصواتَ العصافيرِ التي
وقفتْ على أفنانِ قريتنا
الصغيرةِ وهي
تسبحُ في
الفضاءْ.
والصّمتُ
يزحفُ في مداهُ الرحبِ
يخترقُ
الصدورْ.
وتغيرُ مِنْ خلفِ البحارِ
مراكبُ الرعبِ الطليقةُ والعواصفُ
والرياحْ.
وصهيلها لا لم يكنْ زبداً
على الشطآنِ أو قممِ
الجبالِ وفي السهولِ
وفوقَ أسيجةِ المنازلِ
أو على وهمِ
الخيالْ.
والموتُ
يعزفُ لحنهُ الأبديَّ
يختطفُ
الجَمالْ.
والصبحُ أجملُ ما
يكونْ
هيهاتَ... يأتيكِ الصباحُ
مِن الفراغِ أو
السكونْ.
- هاجم العيازرة
- درعا 1997.