تأييدٌ عربيٌّ لمقولة "إن المرأة أكثر تفوقاً من الرجل"
الدوحة - 24 مايو 2010
احتفاءً باختتام موسمها السادس، قامت مناظرات الدوحة بإدخال تغييرٍ جذريٍّ على مضمون حلقاتها حيث أنها ابتعدت عن الجدل السياسي المعتاد لتستبدله بمقولةٍ تسأل من خلالها جمهورها إذا كان بالإمكان اعتبار المرأة متفوقةً عن الرجل.
وقد أظهرت نتائج التصويت تأييد نسبة 67% للمقولة المطروحة "إن المرأة أكثر تفوقاً من الرجل" مقابل 33% خلال الحلقة التي طغت عليها أجواء المرح، كما أن هذه المقولة كانت مثيرة للجدل في مجتمعٍ يسيطر عليه الرجال.
انطلقت المناظرة بدخول مايكل ليدج - الممثل الكوميدي الأيرلندي- إلى خشبة المسرح في إشارةٍ إلى أجواء المناظرة غير الاعتيادية والمليئة بروح الدعابة.
وبعفوية تمكّن الجمهور على الفور من فهم روح الدعابة المعتمدة من قبل معظم البريطانيين حيث بدأوا يضحكون ويصفّقون للنصائح التي قدّمها مايكل ليدج إلى النساء الحاضرات عن كيفية استخدام الأجهزة الإلكترونية للتصويت في نهاية المناظرة. وأضاف: "في حال لم تتمكني من العثور على جهاز التحكّم من أجل الإدلاء بصوتك، فاطلبي ذلك من الرجل الجالس بقربك".
أيَّدت المقولة ميسون زايد - الممثلة والكوميدية الفلسطينية الأمريكية - المعتادة على الظهور أمام جمهور نوادي نيويورك صعبي الإرضاء أكثر من وجودها ضمن أجواء مناظرات الدوحة الثقافية. ولم تتردَّد عن لفت نظر الجمهور إليها من الذكور والإناث قائلة: "لو لم يكن الموضوع يتعلق بنا لما كنتم حضرتم إلى هنا"، وتضيف: " نحن النساء اللواتي كنَّا سبباً في قدومكم إلى هذا العالم، ونحن من نستطيع قتلكم".
وأوضح زايد - الشاب الأنيق ذا القامة الطويلة - أن هؤلاء الذي ترنَّموا بمفاهيم مثل "الجنس الأضعف" ليسوا إلا مجرد أشخاصٍ مخدوعين. واستطرد: " فنحن يا رفاق قمنا بخداعكم ولم نتمكن من القيام بأي شيء. لذا؛عليكم أن تفعلوا كل شيء لنا".
وأوضحت ميسون بأن على الرجال في الغرب التسوّل أمام المرأة لقبول الزواج منها، وأن الرجال في الشرق يدفعون لها، فليس هناك من امرأةٍ مستعدّة أن تُقبل على الزواج كعمل تطوعي.
وأيَّدها في هذا الكلام عثمان أزهر - المسلم الأمريكي والمؤسّس المشارك في فرقة "الله جعلني ضاحكاً" الكوميدية التي تحاول من خلال جولاتها تقديم صورة جيّدة عن المسلمين.
ووسط تصفيق الجمهور الحادّ أكد عثمان الذي سبق وأن تخلى عن مهنة المحاماة لصالح الأداء الكوميدي أن المرأة تبدو ألطف من الرجل وتفوقه ذكاءً. وأضاف: "تبدو المرأة أكثر جاذبية وجمالاً، بينما بيدو الرجل مثيراً للاشمئزاز".
وأشار عثمان إلى أن الرجل قد يبدو أقوى من المرأة، ولكنه يستخدم هذه الطاقة لغايات شريرة. فمما لا شك فيه أن هوليوود هي المسؤولة عن هذه المعتمدات النمطية الغير دقيقة لكثير من القضايا التي تتناول قضية المساواة بين الجنسين.
وتطرّق في سياق حديثه إلى مسألة الرجال المسلمين الإرهابيين والنساء المسلمات المضطهدات التي تحتاج إلى تصحيح. فتوجه بسؤاله إلى الجمهور الذي تلقَّاه ضاحكاً: "هل سبق لكم أن قمتم بزيارة عائلة مسلمة؟" وأضاف موضحاً: "الأمر على العكس من ذلك؛ فالمرأة في العائلة المسلمة هي الطرف الإرهابي الذي يقوم باضطهاد الرجل".
وأما بالنسبة للطرف المعارض للمقولة فقد تحدث كل من روبن إينس وكاري كوينلان - الكاتبين الممثلين الكوميديين البريطانيين- الذين أعطيا في سياق حديثهما انطباعاً بأنهما كانا يلعبان دعاة الشيطان بدلاً من إبداء أيِّ التزامٍ حقيقي لقضيتهما.
وفي سياق طرحه لمسألة جماعة "Spice Girls "وعلاقتها بمبدأ " Girl Power" سأل إينس: "هل تمّ استخدام المجموعة من أجل التوصّل إلى بناء مزايا لقضيتهم؟ فالجواب كان لا؛ لأنهم استخدموا مبادىء المجموعة من أجل الرقص على الطاولات والإكثار من شرب الكحول حتى الوصول إلى حالات الثمل".
كما ذكر أن النساء كانت سبب المحن العظمى في العالم بما فيها الموت الأسود الذي اجتاح بريطانيا بسبب الجرذان التي قدمت على زوارق الرجال بعد أن جالت العالم من أجل إيجاد التوابل للنساء.
وأكدت كاري كوينلان التي كان من المفترض أن تناقش المقولة أن لحية الرجل تشكّل رمز التفوق الفطري قائلة: "إن أعظم الرجال في هذا العالم أمثال أفلاطون وسقراط ودافنشي وداروين وشكسبير لديهم لحية. ويدل هذا على تفوقّهم الفكري، الأمر الذي لا تستطيع أن تحصل عليه المرأة".
وعلّقت ميسون على كلام كوينلان معتبرة أنه بإمكانها كسب نقاطٍ لصالحها لو أطلقت لحيتها.