على وجعٍ أحتوي زمني
زمن الآخرين يعاودني .. ويفيض الكلام
كل هذا الرنين الأنين الحفيف الرفيف
يحاورني بهمهمة الريح بين طيوف الذي كان ..
هذا الحنين الشفيف ..
٭٭٭
أصداء من تستبيح سكوني فأسهد .. ؟
لا وجه يلهمني جذوةً من ملامحه
لأعرف وجهي
ولا زمناً يومض الآن فألاً بدربي
و لا شهقةً ليمامٍ يبادل شوقي جوىً من جوانحه
لأرتجل الليل أزمنة لا تنام
٭٭٭
تراودني سطوة الكون كي أتصدى لموتي
لأستنهض الصوتَ ..
راعفةً بجروحي
فاضحةً ما يساورني من أنين الدفوف
ما اختفى في السكون الكثيف ..
وما يحتفي بوعود الغمام
و ما يكتفي بالحنين .. وما يحتمي بالكلام
٭٭٭
كل هذا الكلام ..!
سؤالا سؤالا يقطِّر أشجانه في حرير الوساد ..!
لماذا ؟ وكيف ؟ وأنَّى يجييء ؟ و كيف يفييء
ليلغي خبايا السجوف الحميمة ؟
يستلُّني - وأنا الجرح - من غمدِه ،
يتحدى انكسارَ سيوف التمني
مواقيتُها في الثواني تعود نذيرَ حِمام
٭٭٭
تراه بقايا الذي قيلَ ؟
رجعُ السراب الذي سنقول ؟
تلهّفُ حلمٍ طموح ٍ تسرِّبه الريح للروح
.. نبض دفوفٍ ..؟ .. طبول ؟.
تراه خطايا الذين مضوا ؟
خطايا الذين سيأتون بعد ؟
و يخطون في وهنٍ مثلنا .. ! بين مهد ولحد
.. حديثٌ قصيرٌ يطول
٭٭٭
«ألا خَفِّف الوطأَ .. » يهمس باكٍ ..
ويصدح شادٍ : « ستبقى الحروف إذا ما نُقشنا
على الصخر وجداً..» فأزهر أسماءنا في البلاد
«ؤوبار» و ما مثلها في البلاد ..
إذا مثلها يتحدى رهان الفصول ؟
و يودي بنا الوجد عَوداً يحملنا إثم « عاد» ..
٭٭٭
أ أعصف يوماً بحلم « ؤوبار» .. مدى للوصول ؟
أ أرقص في نشوة تشتهيها خلاخيلها ..؟ ..
تلك الصروح التي حصحصت في الرمال ،
أتسمح أن أتفاءل ما حملت من حروف
.. تبوح بأسرارها من جديد ؟
أ تلهمني الآن ما قيلَ ؟ ما سيقال ؟
سرَّ الذي في الحنايا يجول ؟
ولو أن لي أن أقول ..
ألامس ما كان من حلم الآخرين
لأرسم حلمي ؟ ..
أطوف وأزمنة الآخرين تطوف ؟
وشاحاً وشاحاً أساقط خوفي وأخلعه
زمنٌ سوف يأتي ، أناغيه كالطفل ..؟ أم ..
زمنٌ قد مضى في الطلول
يخاتلني بوشوم الحكايا القديمة
تراوغني .. تتطاول في لهفتي فأطول البعيد
.. و ما ظل غير حفيف كلام ؟
٭٭٭
على وجعي أستدير .. أكابر
أستنزف الآن جرحي ليغسل ريحانة القلب
والخصب
و الليل يمحو من الوقت ذاكرتي والفصول
أستمطرُ الليلَ أغنيةً
هطلت ذات حدسٍ بأعشاب ذاتي
و عايشتها .. أزلا ؟ أبداً ؟
.. ثم لا زمنٌ للهطول ..
و لم نتآخَ مع الصمت بعد ..
لم نتآخَ مع الصهد بعد
لم نتآخ مع الصخر حين تشظَّى ..
و لم .. ..
٭٭٭
قلتُ : ليل السهاد طويل ٌ إذا تستبِّد غيوم الكلام ،
ولكنني سوف أوغل في مازن الأمس
قد أتدارى به فأعانق ذاتي حين « ؤوبار» الجميلة
تصحو بقلبي و تسخر من لعنة الرمل ..
أو أهتدي
فأمد يدي لـ « ؤوبار» تصافح فيَّ الذهول
٭٭٭
كل هذا الكلام المؤرخ
هذا الكلام الذي لم يوثّق ..
هذا الكلام الذي نتنبؤه ونصادر أرواحنا
كي نقول الذي نتكبَّد من وجع وحروف
عندما العشق ، عشق الحقيقة ، يملأ روحي
أنادي : ؤبار .. ؤبار أطِلِّي
على زمن الصمت كي نقرأَ الحقَ في النحت
أسرار ذاك الوجود الأنوف
إذا ماتراجع في وجدِنا كاد
يطفئ شمس الحقيقة فينا
ليشرق ملتبساً بهوانا ومعتذراً بالأفول .
حين غادرنا ما توقف كي يتهجَّى جوامحنا
و يقرأنا في الذي كان ذات العماد
٭٭٭
«ؤوبار » التي تشرق الآن في وجعي
كلاماً تسرمد في الصخر
يقول : « عليكم مع الرمل إثم الرماد»
٭٭٭
كان أن مرت العاديات
وأيقظني وابل من تباريح ذاتي
و ها أنذا
مثلما كنتُ ما زلتُ ، يسألني زمن الوصل
إطلالة ، فأحلم بالأرض تعشب لكنها
تختفي في عصور الظلام
٭٭٭
تلفَّتُّ للشمس - ما كان في الليل شمس ٌ
ولكنها سطعت في شرايين حزني -
و قلت : .. سأهدل ! إن تمطري فاغمريني ..
هبيني البدايات ، كيف البدايات كانت
وللعشب صوت الربيع ؟
لماذا اليمام استغاث وغادر؟
هاجر والأرض تبحث عن صوته
و ما زال حين ينوح يلام ..!
تنهّدَت الأرض في وجعي والصدى يتخاذل :
ما زال ليلاً طويلا ..
و حتى متى يستجيب الربيع لِغَيِّ اليمام ؟
٭٭٭
قلت : حقاً يمامٌ .. و بالعشق أدرَى َ
و بالحلم أدرَىَ
و بالشوق أدرَىَ
أعود لِعشِّي .. و لو عاث بي الوعد
يا رفقة الدرب لا تنقشوا اسمي على شجرٍ
ناحلٍ في مدى الصهد ..
بل صخرة من نقوش « ؤوبار»
- و كانت ؤوبار عروس الحروف -
« .. نَقشتُ وما كان للموت أن يتلمّس نقشي
أردتُ فألغيتَني من سطور الختام
و أحرقتُ نعشي ..»
أنا لا أطل على حلم ٍ من بعيدٍ
و لا يتناوبني حدُّه في انشراخي
و لا أتنبؤني في صدوع الوعيد .
كائنٌ زمني و سيأتي
سيأتي وأعرف درب « ؤوبار» التي حملت نبأي
وارتداد الحنين الى زمن و هديل
٭٭٭
كأن الربيع الذي استودعَتني يناورني ويهاودني
ثم لا يتآخى مع الصوت حين نداء الرحيل
و يهجرني ليختنق الصوت في حشرجات الكلام
٭٭٭
لمن تصرخ العاديات « كانت ؤوبار وبادت »؟
أسمعها كالصدى المستباح ولا أكتفي بتفقد نزفي ..
وحزني كحرف « ؤوبار» الرهيف
....
أ أقبل أن يهدر الليل أغنيتي ؟
من إذن سيؤججها بالتباريح والرفض
حين التضاريس تعلن « كانت ؤوبارُ ..
وما اندثرت
إنما طُمست في زمان الرغام » .. ؟
د. ثريا العريض
*ؤبار المدينة المندثرة التي اكتشفت الأقمار الصناعية أثارها مدفونة تحت الرمال بين عمان و الإمارات و المملكة