أوباما: عودة «الحرب على الإرهاب»!

بعد أن أقدم طبيب جندي أمريكي مسلم على قتل عدد من زملائه في قاعدة عسكرية، قال أوباما إن الجريمة وليدة حالة نفسية لا مبرر لإقحام الدين فيها، إلا أن التيار الداخلي الذي يجمع الإسلام بالإرهاب وجد إثباتاً جديداً لنظريته.
وحين رسم الرئيس الأمريكى باراك أوباما ملامح إستراتيجيته الجديدة في أفغانستان، التي تعتزم نشر 30 ألف جندي إضافي، لمحاربة حركة طالبان التي يتوسع نفوذها، وتنظيم القاعدة الذي قال أوباما إنه لا يزال يمثل خطراً على أمن أمريكا والعالم كله، كانت صورة أوباما تتغيَّر، كما نبرات صوته.
في الأسبوع الأول من العام الجديد، أعاد شاب نيجيري أجواء الرعب التي شهدتها أمريكا في أعقاب تفجيرات نيويورك، صحيح أن محاولة تفجير طائرة ديترويت فشلت، لكن الخطر عاد ليغيّر وجه أوباما الذي قدم للبيت الأبيض ليعمل خلافاً لبوش وإدارته، وليستخدم مجدداً تعبير (الحرب على الإرهاب).
أول أمس أعلن جناح القاعدة في أفغانستان المسؤولية عن الهجوم على قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان قتل فيه عميل مزدوج في هجوم انتحاري سبعة من ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي. اي.ايه)، وهو ثاني أكبر هجوم من حيث عدد القتلى في تاريخ هذا الجهاز.
الآن بقيت تلك الأماني الطيبة لإغلاق معتقل غوانتانامو، وإيقاف أساليب التعذيب للحصول على المعلومات، والتوجه نحو محاكمة المتهمين بالعمليات الإرهابية في المحاكم الجنائية لا العسكرية، ودعوة العالم الإسلامي لتجاوز أخطاء الماضي، مدونة إلا أنها لم تعد كافية أمام واقع يعيد نفسه، لكن الجغرافيا تتمدد.
بين صورة أمريكا أوباما وأمريكا بوش كان الفارق يتسع، لكن تطور الأحداث الدرامية بدأ يقرِّب الملامح: «إن الحرب على الإرهاب ليست سهلة.. ولن تنتهى بين عشية وضحاها، وإنها لا تقتصر على باكستان وأفغانستان، بل ستمتد إلى كل مكان يكتسب فيه التنظيم أرضاً جديدة، وبخاصة في الصومال واليمن»، هذا كان جزءاً من بداية خطاب أوباما الجديد.
الواقع أن أميركا تقاتل الإرهاب في دول هي في الغالب تحت أنظمة ضعيفة وغير شعبية، بلا تنمية وتحت خط الفقر، وهناك تنمو الأصولية دائماً، حيث يسهل على ما يُسمى بالقاعدة، أو غيرها تجنيد العدد الذي تريد لأسباب أيدلوجية نفسية أو مادية، وهنا يفترض أن تبدأ الحرب ضد الإرهاب، وليس في تحصين المطارات و»تثكين» الدول».
الواضح أن أوباما يعود لمطالعة الواقع كما هو، وأن الولايات المتحدة تشهد بالفعل عودة إلى منطق (الحرب على الإرهاب)، لكن الذي تغيَّر، أنها هذه المرة بقيادة أوباما، الذي لن يتسامح أكثر حتى لا يُتهم بالتهاون والضعف.
إلى لقاء

http://www.al-jazirah.com/208031/ar2d.htm

2 تعليقات

  1. عباس أبو هادية13 يناير, 2010 00:06

    رائع رائع رائع تسلم الأيادي

    ردحذف
  2. الفريدة من نوعها13 يناير, 2010 00:13

    مقال قوي؟!!!!!!!!!

    ردحذف
أحدث أقدم