أفتى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور سعد الدين هلالي بجواز فك شيفرة القنوات الرياضية التي تحتكر إذاعة مباريات كأس الأمم الإفريقية واستخدام الوصلات غير الشرعية بعيدا عن المشاهدة الرسمية.
ونقل موقع قناة "العربية" السعودية على شبكة إنترنت عن الدكتور هلالي قوله "يجوز للمصريين أن يشاهدوا مباريات كأس الأمم الإفريقية على الوصلة وفك الشيفرة، ما دامت هناك حالة احتكار من قبل إحدى القنوات لبث المباريات.
وأوضح هلالي أنه "لا يوجد نص قانوني أو شرعي يمنع المصريين كأفراد من فك الشيفرة، خاصة مع وجود حالة من الاحتكار ومبالغات وتعنت إحدى القنوات في شروطها المادية، مما أدى إلى تعجيز الحكومة المصرية عن دفع هذه المبالغ".
ويأتي كلام الهلالي في إطار سلسلة مقالات وتقارير إعلامية ظهرت في وسائل الإعلام المصرية حملت قناة الجزيرة الرياضية التي تحتكر نقل البطولة، مسؤولية عدم الوصول لاتفاق بين اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري وقنوات الجزيرة الرياضية لنقل مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة في أنجولا والتي تشارك فيها مصر.
وردت القناة القطرية أمس الإثنين بإصدار بيان قالت فيه إنها طلبت من الاتحاد المصري مبلغا تم رفضه من الجانب المصري وعادت وخفضت المبلغ لكن الموقف المصري بقي كما هو بعد شراء حقوق النقل، مبينة أن مصر تعد من أوسع القواعد الجماهيرية للقناة.
وأكد الهلالي أنه "إذا كان هناك اتفاق بين المؤسسة المصرية المتمثلة في اتحاد الإذاعة والتلفزيون وإحدى القنوات الرياضية، أيا كان الاتفاق على نقل المباريات، فهذا الاتفاق يجب أن يحترم، لكنه لا يخص الشعب المصري، بل يخص المتعاقدين فقط، وبالتالي لم تتفق هذه القناة مع جموع الشعب المصري حتى نحرم عليهم مشاهدة المباريات ونقول إن فك الشيفرات أو استخدام الوصلات يخضع لقوانين الرقابة على المصنفات الفنية ويجب ألا يتم خرقها".
وأوضح "أن الرقابة على المصنفات الفنية داخل مصر تتعلق بالقنوات التي تعمل داخل مصر، أما القنوات الأخرى المعنية فهي لا تعمل داخل مصر وبالتالي لا تخضع لقوانين الرقابة على المصنفات الفنية، ومن هذا المنطلق يجوز للمصريين فك شيفراتها بالطريقة التي يرونها، خاصة أن القناة ترفع أسعار الكروت بطريقة لا تتحملها ميزانية الأسرة المصرية".
وأشار سعد الدين هلالي إلى أنه لا يوجد في مصر قانون يجرم فك الشيفرات صادر عن مجلس الشعب وهو المعبر الحقيقي عن الشعب، وإذا صدر مثل هذا القانون فسأكون أول من يحرم فك الشيفرات.
من جهته، قال الإعلامي وحارس مرمى المنتخب المصري الأسبق أحمد إن هناك قنوات فرنسية مفتوحة على القمر الصناعي نايل سات وبعض الأقمار الأخرى ستذيع البطولة بأكملها وسيتبرع بإذاعة المباريات بنفسه بدلا من المعلق الفرنسي إذا أمكن ذلك.
وكان رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري أسامة الشيخ قال يوم الجمعة الماضي إن المفاوضات مع قنوات الجزيرة الرياضية للحصول على حقوق بث مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية فشلت، بعد إصرار الجزيرة الرياضية على تقاضي مبلغ 55 مليون جنيه "10 مليون دولار" مقابل عرض 10 مباريات لمرة واحدة فقط على أن يدفع المبلغ كاملا عند التعاقد ودون أن يتاح للجانب المصري حق اختيار المباريات
وأوضح أن نتائج المفاوضات عرضت على وزير الإعلام ورئيس الوزراء المصري اللذان انتهيا إلى أن عرض "الجزيرة" مبالغ فيه وينطوي على تعنت ومغالاة وأن مصر لا تستطيع تلبية هذا العرض نظرا للأعباء الملقاة على عاتقها هذا العام لتلبية احتياجات المواطن الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
وكان رئيس تحرير جريدة "استاد الدوحة" قال في مقابلة مع الجزيرة إن مصر لا تفرق بين قناة الجزيرة الرئيسة الإخبارية وبين قنوات الجزيرة الرياضية، وبين دولة قطر من جهة ثالثة.
وكانت قناة الجزيرة غطت بشكل مكثف أخبار الجدار العازل الذي بدأت مصر ببنائه تحت الأرض على الحدود مع قطاع غزة المحاصر بهدف منع الفلسطينيين من بناء أنفاق تتيح لهم الوصول للأراضي المصرية لتهريب مواد غذائية وطبية وأسلحة في ظل حصار إسرائيلي مستمر على القطاع منذ سنوات.
يذكر أن قناة الجزيرة الرياضية تمتلك حاليا حقوق بث بطولة كأس العالم لكرة القدم في نسختي 2010 في جنوب أفريقيا و2014 في البرازيل، وكأس أمم أفريقيا 2010 في أنغولا، ومباريات الدوري الاسباني والايطالي ودوري أبطال أوروبا وكأس أوروبا إضافة إلى عدد من بطولات كرة القدم التي تبثها بالاشتراك مع قنوات أخرى، وأضافت مع مطلع العام 2010 حقوق نقل مباريات الدوري السعودي.
عن أرابيان بزنس ـ بقلم.: قحطان قبوش