عندما كتبت مقالة (ما في داعي يامحمد عبده) قبل مدة حول قصيدة الدكتور عائض القرني التي سينشدها لم أكن أتوقع أن رأيا فنيا سيثير الدكتور عائض القرني ويغضبه لهذا الحد.
ويبدو أن المحيط الذي يتحرك فيه الدكتور عائض يبجله لدرجة القداسة ويصبغ عليه كل الألقاب التي تعصمه من أي رأي نقدي حول مايكتب أو يتفوه به، هذا التبجيل وقر في صدره لدرجة اليقين بأنه لا يقول إلا دررا ولا ينضم إلا شعرا مما جعله يظن أنه المتنبي (بحق وحقيق) بينما واقع المنضومات التي يكتبها تصنف في خانة النضم ولا يمكن لها الارتقاء إلى مستوى الشعر بأي منظور فني يمكن قياس ما ينضمه عليه.
ورده الحانق على ما تفوهت به عن منضومته (لا إله إلا الله ) جعلته يؤكد الوعاء العنصري الذي يتحرك فيه كوعاء ثقافي فحين كنت أنصت إليه في دروسه ومحاضراته أجده ميالا لتأكيد النظرة من حيث لا يعلم، فأصواتنا تخرج ما نبطن، والدكتور القرني عندما يأتي على سيرة بلال بن رباح مثلا يقول (وهو العبد الحبشي) ومن يسمع نطقه لمفردة (عبد حبشي) واتكاءه عليها يجزم ببقاء هذه الخصلة الجاهلية في الدكتور القرني حتى وإن لم يصرح بذلك وما رده الأخير ومثاله إلا تأكيد للجانب الذي نهى عنه الإسلام، وإذا فتح هذا الجانب من قبله، فلكل منا جذر قبلي يمكن لنا المفاخرة به عليه وغلبته في هذا الجانب إن أرادها جذعة أو طلب بها نسبا يطاول السماء لكن هذا الأمر ظننا أنه مسلك الجهلة والعجزة الذين لا يقدرون تمثل قول الشاعر: (ليس الفتى من قال كان أبي إن الفتى من قال ها أنا ذا) أو على طريقة (أنا من غزية..) فهذه الطريق طريق جاهلي أوصده الإسلام.
واستغرابه من قولي إن ما كتبه لا يبتعد عن النضم (وكذلك تأييد الزميل قينان الغامدي في مقالة تعقيبيه على مافي داعي يامحمد عبده) جعل غضبه يشتط ويبعده عن التريث في ضرب الأمثلة حيث يقول: (كيف ينتقدان القصيدة.. ولو أحضرنا عجوزا نيجيرية تبيع الفصفص لعرفت في الشعر أفضل منهما، ولو مكثا ليالي لينضما بيتا واحدا من الشعر لما استطاعا، ولذلك يجب على من ينتقد أن يكون شاعرا).
وهو بهذا القول يعري مالم نكن نود تعريته، من كونه حافظا لمرويات تاريخية يدور بها في برامجه وكتاباته، وملخصا لتلك الحكايات ولو أن أي قارىء مسك بكتاب البداية والنهاية لابن كثير أو كتاب تاريخ الطبري (تاريخ الأمم والملوك) لاستطاع أن يبزه في ذكر المرويات التي ينهض عليها وجوده وحضوره في المحافل إلا أن قصور الكثير من قراءة كتب التاريخ والتراث جعل من الدكتور القرني ملخصا جيدا لمستمعيه، ومن لا يقرأ يظن أن الدكتور القرني جاء بما لم يأت به الأوائل.. بينما كل مايقوله ماهو إلا إعادة لحكايات ليس له فضل إلا حفظها وإعادة روايتها.
ولم أسمع للدكتور أية محاضرة يمكن لقارىء أن يخرج متيقنا بأن المتحدث على علم ودراية بمختلف المعارف الإنسانية بحيث يستطيع تعميق أي مفهوم إنساني فيما يرويه.
ثم نأتي لقوله (يجب على من ينتقد أن يكون شاعرا) وهذه لعمري مزلق آخر، حيث لا يفرق الدكتور بين المعرفة والموهبة، فالنقد معرفة وهناك عشرات ممن يعرفون كيف يكتب الشعر (معرفة بحور الشعر) ولكنهم لا يستطيعون كتابة بيت واحد، وعلى رأس هؤلاء واضع العروض نفسه (الخليل بن أحمد الفراهيدي ) أي أن المعرفة لم تستطع الوصول إلى الموهبة.
أما الحط من معرفة بائعة الفصفص فهو أيضا مزلق آخر فالدكتور القرني كتب نضمه بعيدا عن لغته، ويمكن لبائعة فصفص أن تبزه لو قالت شعرها بلهجتها، فما أدراه أن تكون هذه البائعة شاعرة بالرغم لا تحمل لقبا أكاديميا.. فالشعر هبة إلهيه لا يحتاج لمعرفة كيف تكتب الشعر.. إضافة لذلك لم يترك الله إنسانا بلا معرفة، فكل منا عليم خبير في جزء من هذه الحياة.. فهل الدكتور القرني يعرف مثلا في كيف يحمص الفصفص أو أنواعه أم أنه يعرف فقط كيف يطقطق الفصفص. فإن كان يعرف هذا الفعل فقط هنا نسميها معرفة عامة، أي أن ثمة معارف يجتمع فيها جميع البشر من غير تميز عرقي أو ديني!!
ويبدو أن المحيط الذي يتحرك فيه الدكتور عائض يبجله لدرجة القداسة ويصبغ عليه كل الألقاب التي تعصمه من أي رأي نقدي حول مايكتب أو يتفوه به، هذا التبجيل وقر في صدره لدرجة اليقين بأنه لا يقول إلا دررا ولا ينضم إلا شعرا مما جعله يظن أنه المتنبي (بحق وحقيق) بينما واقع المنضومات التي يكتبها تصنف في خانة النضم ولا يمكن لها الارتقاء إلى مستوى الشعر بأي منظور فني يمكن قياس ما ينضمه عليه.
ورده الحانق على ما تفوهت به عن منضومته (لا إله إلا الله ) جعلته يؤكد الوعاء العنصري الذي يتحرك فيه كوعاء ثقافي فحين كنت أنصت إليه في دروسه ومحاضراته أجده ميالا لتأكيد النظرة من حيث لا يعلم، فأصواتنا تخرج ما نبطن، والدكتور القرني عندما يأتي على سيرة بلال بن رباح مثلا يقول (وهو العبد الحبشي) ومن يسمع نطقه لمفردة (عبد حبشي) واتكاءه عليها يجزم ببقاء هذه الخصلة الجاهلية في الدكتور القرني حتى وإن لم يصرح بذلك وما رده الأخير ومثاله إلا تأكيد للجانب الذي نهى عنه الإسلام، وإذا فتح هذا الجانب من قبله، فلكل منا جذر قبلي يمكن لنا المفاخرة به عليه وغلبته في هذا الجانب إن أرادها جذعة أو طلب بها نسبا يطاول السماء لكن هذا الأمر ظننا أنه مسلك الجهلة والعجزة الذين لا يقدرون تمثل قول الشاعر: (ليس الفتى من قال كان أبي إن الفتى من قال ها أنا ذا) أو على طريقة (أنا من غزية..) فهذه الطريق طريق جاهلي أوصده الإسلام.
واستغرابه من قولي إن ما كتبه لا يبتعد عن النضم (وكذلك تأييد الزميل قينان الغامدي في مقالة تعقيبيه على مافي داعي يامحمد عبده) جعل غضبه يشتط ويبعده عن التريث في ضرب الأمثلة حيث يقول: (كيف ينتقدان القصيدة.. ولو أحضرنا عجوزا نيجيرية تبيع الفصفص لعرفت في الشعر أفضل منهما، ولو مكثا ليالي لينضما بيتا واحدا من الشعر لما استطاعا، ولذلك يجب على من ينتقد أن يكون شاعرا).
وهو بهذا القول يعري مالم نكن نود تعريته، من كونه حافظا لمرويات تاريخية يدور بها في برامجه وكتاباته، وملخصا لتلك الحكايات ولو أن أي قارىء مسك بكتاب البداية والنهاية لابن كثير أو كتاب تاريخ الطبري (تاريخ الأمم والملوك) لاستطاع أن يبزه في ذكر المرويات التي ينهض عليها وجوده وحضوره في المحافل إلا أن قصور الكثير من قراءة كتب التاريخ والتراث جعل من الدكتور القرني ملخصا جيدا لمستمعيه، ومن لا يقرأ يظن أن الدكتور القرني جاء بما لم يأت به الأوائل.. بينما كل مايقوله ماهو إلا إعادة لحكايات ليس له فضل إلا حفظها وإعادة روايتها.
ولم أسمع للدكتور أية محاضرة يمكن لقارىء أن يخرج متيقنا بأن المتحدث على علم ودراية بمختلف المعارف الإنسانية بحيث يستطيع تعميق أي مفهوم إنساني فيما يرويه.
ثم نأتي لقوله (يجب على من ينتقد أن يكون شاعرا) وهذه لعمري مزلق آخر، حيث لا يفرق الدكتور بين المعرفة والموهبة، فالنقد معرفة وهناك عشرات ممن يعرفون كيف يكتب الشعر (معرفة بحور الشعر) ولكنهم لا يستطيعون كتابة بيت واحد، وعلى رأس هؤلاء واضع العروض نفسه (الخليل بن أحمد الفراهيدي ) أي أن المعرفة لم تستطع الوصول إلى الموهبة.
أما الحط من معرفة بائعة الفصفص فهو أيضا مزلق آخر فالدكتور القرني كتب نضمه بعيدا عن لغته، ويمكن لبائعة فصفص أن تبزه لو قالت شعرها بلهجتها، فما أدراه أن تكون هذه البائعة شاعرة بالرغم لا تحمل لقبا أكاديميا.. فالشعر هبة إلهيه لا يحتاج لمعرفة كيف تكتب الشعر.. إضافة لذلك لم يترك الله إنسانا بلا معرفة، فكل منا عليم خبير في جزء من هذه الحياة.. فهل الدكتور القرني يعرف مثلا في كيف يحمص الفصفص أو أنواعه أم أنه يعرف فقط كيف يطقطق الفصفص. فإن كان يعرف هذا الفعل فقط هنا نسميها معرفة عامة، أي أن ثمة معارف يجتمع فيها جميع البشر من غير تميز عرقي أو ديني!!
ياسلام عليك
ردحذف