في زاويته (أشواك) المعنونة بـ (طقطقة الفصفص), والمنشورة في صحيفة عكاظ, الثلاثاء 8/9/2009م؛ ردّ الكاتب والروائي عبده خال على ما قاله الشيخ الدكتور عائض القرني, وهو يصف من انتقدوا قصيدته (لا اله إلا الله) التي أنشدها الفنان محمد عبده بأنهم لا يفقهون شيئا في الشعر, وأن (بائعة الفصفص) النيجيرية تفهم أحسن منهم, وكان يقصد (عبده خال والكاتب قينان الغامدي), كذلك قال (عبده خال) كلاما مشابها في تصريح له لصحيفة الحياة في عدد الثلاثاء 8/9/2009م, واعتبر الخال ما قاله القرني نوعا من العنصرية التي تفوح بها آراؤه دائما, وأنه يمكن ملاحظة ذلك من خلال ما يقوله الشيخ القرني في محاضراته, وخاصة عندما يأتي ذكر الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه, حيث يشدّد عندما ينطق (العبد الحبشي), وأن أصواتنا دائما تخرج ما نبطن. كذلك كتب الكاتب (صالح إبراهيم الطريقي) في زاويته المنشورة في التاريخ نفسه تحت عنوان (القرني وبائعة فصفص نيجيرية), كلاما مشابها لما قاله عبده خال, متهما الشيخ بالانحياز إلى الفكر الجاهلي الذي نبذه الإسلام تجاه الآخرين عندما قال: عجوز نيجيرية.
الكتاب (عبده خال والطريقي وقينان) وجدوا فيما قاله الشيخ القرني ما اعتبروه عنصرية يرون أنها لا تليق بشيخ جليل وداعية إسلامي, على الرغم من أن بعضهم جرّده من رجل دين وأنه راوٍ فقط, لأنه حافظ للحكايات والحواديت, وأنه ليس شاعرا, بل هو ناظم للشعر, إضافة إلى أنه لا يتقبل الرأي الآخر. اتهم الجميع الشيخ القرني بالعنصرية, وقال الخال: المحيط الذي يتحرك فيه الدكتور القرني يبجله لدرجة القداسة, وأنه لا يقول إلا دررا.. قال الخال الكثير في مقالين, والقصة بدأت منذ زمن عندما انتقد عبده خال قصيدة الدكتور القرني.. ولكن هل نقد خال للقصيدة كان يسمح للشيخ بقول ما قاله؟؟! تقبّل النقد شيء مطلوب, ويجب أن يكون الرد في حدود النقد الفني فقط لا يتعدّى إلى أشياء شخصية, وخاصة إذا كان الشخص الذي وجّه له النقد من الأسماء المعروفة في المجتمع.. أما إذا كان الشيخ عائض يقصد التقليل من شأن بائعة (الفصفص) النيجيرية, فنحن لم ندخل إلى قلب الشيخ لنعرف (توجهه العنصري), فربما أطلق الشيخ الكلمة في محاولة تشبيه بحسن نية لا بقصد عنصرية اللون أو الجنس.. والله أعلم. وأنا هنا لا أدافع عن الشيخ, لكني أفترض حسن النية, لكن أعتقد أن الشيخ وغيره يجب أن يكونوا واسعي الصدر, وأن يتقبلوا النقد الفني, فهي مجرّد قصيدة كتب قبلها ملايين القصائد, وسيكتب بعدها ملايين القصائد, فنحن يجب أن نغضب لما يسيء لديننا وأوطاننا وأمتنا, لا إلى عمل أدبي. وفي الختام, اعتذر الشيخ القرني في قصيدته التي نشرها في صحيفة الشرق الأوسط, الثلاثاء 8/9/2009م, وهي بعنوان (بائعة الفصفص)؛ لبائعة الفصفص بكلام وشعر, مؤكدا أنه لا يقصد أي نوع من العنصرية أو التقليل من شأنها. الكاتب عبده خال أشار إلى نقطة جوهرية بعيدا عن (بائعة الفصفص) وما قاله الشيخ, وهي أنه للأسف تديّن بعضهم لا يغير ما يحملون من سلوكيات؛ على سبيل المثال (بعض البخلاء يستمرون في بخلهم حتى بعد التزامهم الديني), و(بعض الأنانيين) يستمرون في أنانيّتهم حتى بعد التزامهم الديني, وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام), ونحن نتمنى أن نتقبل وجهة النظر الأخرى, وألا نتصيد زلات اللسان, وخاصة أن الكتاب والإعلاميين هم قادة رأي للمجتمع.
المصدر: عناوين
(قراءة: خالد الشيخ)