لا أتحدث عن البث الفضائي المتلفز في جوانبه الترفيهية التي لا هم لها الا إثارة الغرائز,, كلمات اليوم عن ما كشفه البث المباشر عبر القنوات الفضائية وعبر البرامج الوثائقية بالتحديد لكل الاقنعة التي كان يرتديها ادعياء الديمقراطية والحرية والثورية والوحدة والقومية,,, الخ, لقد كشفت بعض البرامج الوثائقية في بعض القنوات الفضائية العربية الستر وأوضحت للمتلقي العربي ان معظم من كان يقرأ لهم ويردد اقوالهم وآراءهم هم مجرد طبول جوفاء, في احد هذه البرامج الوثائقية تحدث احد ادعياء العروبة والقومية,, وغير ذلك عن الغرب وما يكنه للعرب والمسلمين من عداء ودعاء كل اصدقاء الغرب من العرب الى مناصبة الغرب والغربيين كل العداء، وطالب بطرد كل الاوروبيين من العالم العربي بل والعالم الاسلامي وكذلك الامريكيين، واتهم كل غربي وامريكي بأبشع الصفات من الامبريالية الى الاستعمار الى الصهيونية,, وان الغرب لا هم له الا التآمر على كل الامور العربية والاسلامية، وان ما يحدث في افغانستان والصومال والجزائر وغيرها من بلاد العرب والاسلام هو نتيجة حتمية لمؤامرات الغرب وتآمره,, وقال : ان الانظمة الغربية الرأسمالية هدفها اضطهاد الشعوب وسلب حقوقهم والتآمر على مصالحهم,, الخ, وبعد تلك المحاضرة وجدنا ان هذا ·المثقف يحول هجومه الكاسح ولسانه الشاتم الى الانظمة السياسية في العالم العربي والاسلامي، ويطالب هذه الانظمة باستيراد الديمقراطية الغربية بكل ما فيها، وان ديمقراطية الغرب ستكون الحل الناجع لكل مشاكل التخلف والجهل والفقر التي تعاني منها بعض الشعوب الاسلامية والعربية على وجه الخصوص, بل ويدعو إلى دعم كل توجه ثقافي واجتماعي وسياسي واقتصادي يسير بالامة نحو النظام الغربي في التعامل مع كل شيء, وفي نهاية هذا البرنامج الوثائقي تحدث المذيع عن ضيفه ولمحة تاريخية عن خلفياته وكان بين تلك المعلومات انه يعيش في احدى الدول الغربية التي هاجمها وهاجم أنظمتها قبل اقل من نصف ساعة ثم طالب باستيراد انظمتها وديمقراطيتها للعالم الاسلامي قبل عشر دقائق, لقد هرب هذا المثقف من وطنه ولم يشارك في تنميته ولا في محاربة الفقر والجهل الذي يدعي ان المواطنين يعانون منه ,, وهرب الى اين الى بلاد الغرب التي يدعي انها استعمارية ومتآمرة, نعم لقد كشفت المحطات الفضائية وفي برامجها الاخبارية والوثائقية الكثير من المستور حول بعض ·المثقفين العرب الذين طالما خدعونا وخدعوا قراءهم في الوطن العربي بشعاراتهم البراقة ودعواتهم المشبوهة, المحطات الفضائية فيها من الشر الشيء الكثير الا ان كشف المثقفين المزيفين تحسب لها لاعليها,, ودعوة الى المزيد من تسليط اضواء التلفزيون الكاشفة على هذه العقليات المخادعة لتقديمها امام جمهورها المخدوع.
- الكاتب/ الدكتور محمد بن سليمان الأحمد
- التاريخ/ 16-1-1998