أكدت الملكة رانيا العبدالله زوجة العاهل الأردني أهمية الاستثمار في تعليم البنات في العالم وأنه أفضل وسيلة لتقدم البلاد، حيث أن فوائد تعليمهم يؤثر على العديد من القطاعات الأخرى في الدول والفتاة المتعلمة والمثقفة لديها ثقة بالنفس، و قد تتزوج في وقت لاحق في الحياة و تؤسس عائلة. وتكسب المزيد من الدخل التي تنفقه على تعليم وصحة أسرتها ، كما تسهام في بناء مجتمعها.
جاءت تصريحات الملكة رانيا العبدالله في لقاء أجرته كريستيان أمانبور مذيعة برنامج ‘أمانبور’ على شبكة سى إن إن، حيث أشارت الملكة خلال اللقاء أنها تقود حملة إعلامية عالمية لمحاولة لحشد تأييد الشعوب لأهمية التعليم وقالت " يوجد اليوم 75 مليون طفل لا يزال خارج المدرسة و وحصولهم على التعليم سوف يكلف العالم 11 مليار دولار لتوفيره لهم، وعلى الرغم من أنه مبلغ ضخم إلا أنه يساوى ما تم إنفاقه على الحروب فى أفغانستان و العراق فى شهر واحد، كما يساوى هذا المبلغ ما ينفقه الأمريكان على حيواناتهم الأليفة فى ثلاث أشهر".
وتابعت الملكة "إن دعم وتأييد الشعوب لأهمية التعليم يحفز الإرادة السياسية، لذا ، نحن نأمل في جمع ما يقرب من 30 مليون اسم و توقيعات من الناس في جميع أنحاء العالم في محاولة للضغط على قادة الشعوب و إجبارهم على الوفاء بالتزاماتهم تجاه التعليم".
وقالت الملكة رانيا " إن الشعوب في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة شمال إفريقيا ، من أكثر الشعوب إنفاقاً على التعليم، ونتيجة لذلك ، أننا حققنا نتائج عالية جدا فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين في التعليم والالتحاق بالمدارس. لكن ما علينا فعله هو التركيز على نوعية التعليم. ليست المسألة مسألة وجود الأطفال فى المدارس و لكن المهم هو ما يستفيدون منه، كما يجب إعدادم لمجال العمل".
وحول البطالة في الدول العربية أشارت الملكة أنه نحن بحاجة إلى 3.5 مليون فرصة عمل لشبابنا للحيلولة دون ارتفاع معدلات البطالة، و ذلك يتطلب إصلاح في جميع المجالات سواء كان ذلك إصلاح الاقتصادي و سياسي و اجتماعي. في نهاية المطاف ، ما يريده الشباب من زعمائهم هو القدرة على الحلم والأمل والحصول على الأدوات اللازمة لتكون قادرة على تحقيق تلك الأحلام. وهذا يتطلب خلق فرص عمل".
وأشارت الملكة إلى أهمية استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في الإصلاح الاجتماعي، سواء أكان ذلك على تويتر أو فيس بوك معتبرة إياها من وسائل الإعلام الاجتماعية وأداه هائلة للتغيير الاجتماعي، وهى وسيلة عظيمة بالنسبة لي لمد يد العون إلى الناس و لزيادة الوعي حول قضايا معينة، و لحشد التأييد."كما تعلمون، فإن معظم هذه القضايا تتطلب الوعي العالمي، لذلك ، فهى حقا تعطينى فرصة للاستماع إلى أراء الناس، لاكتساب نظرة عميقة على وجهات النظر وحول عقليات و تفكير الناس".
وفي رد للملكة رانيا حول " الحرب في غزة " ودور الإدارة الجديدة للرئيس أوباما في أيجاد فرصة لإحياء عملية السلام المفقودة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أجابت قائلة " و هل لدينا خيار لا؟ إن وجود ذلك الاحتلال الغاصب المستمر يعتبر وصمة عار على البشرية و أيضاً أن هناك شعبا بأكمله لا يشعر بإنسانيته و لا يزال تحت الاحتلال والمعاناة. إذا نظرتم إلى غزة اليوم، و إلى حال حياة الناس هناك إنهم شعب محاصر حصار جماعي. فى غزة واحد من كل اثنين عاطلين عن العمل وسبعة من أصل 10 يعيشون في فقر، فإنها لا تزال تبدو وكأنهل موقع وقوع زلزال.
وحول دور النظام الملكي الأردني خصوصا بعد مرور 10 سنوات للملكة رانيا العبدالله وزوجها العاهل الأردني كملك وملكة ، ودى رؤيتهم أن تكن هناك أي فرصة للتقدم فى هذا الشأن، أجابت قائلة " استغراق هذه العملية لفترة أطول يجعلنا اكثر تصميما. لأننا ندرك أن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين مصلحة وطنية، وليس فقط لهم ولكن لنا وللولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأسره، وما لمسناه من الرئيس أوباما امس أنه كان هناك تأكيد على مشاركة الولايات المتحدة والتزامها بعملية السلام. وقال واضحا أننا في حاجة إلى التحرك إلى أكثر من مجرد بدء مفاوضات سلام. نحن بحاجة للتحرك نحو مفاوضات نهائية و دائمة - الوضع. و هذا موضوع ملح الأهمية. لا يمكن لعملية السلام أن تظل رهينة لسياسات قصيرة الأجل ، وجداول أعمال الشخصية.
وتابعت "يتعين علينا حقا الظر إلى المستقبل بعيد الأمد في منطقتنا. ماذا تريد إسرائيل أن تكون في 10 و 20 سنة من الآن؟ ماذا سيكون وضع للفلسطينيين؟ نحن بحاجة لمعالجة مخاوف الجانبين. وأمن إسرائيل يعتمد في نهاية المطاف على أن يكون مقبولا في المنطقة. و لا يأتى ذلك من خلال القوات المسلحة أو من الجدران العازلة. انها تحتاج الى القبول. ولكي يحدث ذلك ، فإن حق الفلسطينيين في إقامة دولة لابد من تحقيقه.
- بقلم سامية كردية
- المصدر: مجلة الأعمال العربية