MrJazsohanisharma

من طلب طالبان إلى الدّوحة قطر.؟

image001_thumb_thumb_thumb_thumb_thu[2]

ولافتةٌ قد وضعت توّاً في الدوحة قطر..!

وما وضعت تلك اللافتة هذا الأسبوع على مبنى مجهول في الدّوحة، إلاّ وأقامت الدنيا ولم تقعدها الى الآن .. ومهما إختلفوا فيما كُتبت عليها من:

· إمارة أفغانستان الإسلامية.

· المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية.

· المكتب السياسي لطالبان أفغانستان في الدوحة.

· المكتب السياسي لطالبان في الدوحة.

· مكتب طالبان لمحادثات السلام.

الا انهم متفقون بالإجماع على ان تلك الّلافتة بما كُتبت وعُدّلت وأُستبدلت، لم تخلو من كلمة (طالبان.!)

(طالبان) كلمةٌ إن أُستدرجت إلى مطحنة الإشتقاق الصرفي لقواعد اللغة التي تعلمناها بالمدارس، سيُفرض السؤالُ نفسه: (أهى مفردةُ المُثنّى لطلاّب المدارس.؟) .. على إفتراض ان هناك طالبٌ في هذا الصفّ، وطالبان آخران في ذاك الصف، فهم (طلاّبٌ) بالجمع.؟!

ورغم إفتراضية هذا الأساس (المثنّى دون مفردة وجمع)، بإفتراض ان هناك طالبان وليس طالبا واحدا، او شخصان وليس شخصا واحدا، فإنها إفتراضيةٌ باتت منقوشة الأذهان منذ 11 عاما قد تنتقل من جيل لجيل، بثاني إثنين لا ثالث لهما، وبشخصين لا ثالث لهما: (ملاّ عمر) و (أسامة بن لادن) .. وبحزبين لاثالث لهما (القاعدة) و (طالبان.!)

كنا ننظر إلى المجاهدين في أفغانستان عندما حاربوا الروس، على أنهم جنود الله والملائكة حولهم مردفين متكاتفين، إلى ان إنقلب السحر على الساحر عندما تحوّلت بندقية المجاهد الأفغاني من الدبّ الرّوسي إلى العم سام الأمريكي، فتحولت كلمة (طالبان) الى نوع (الفوستاليجيا) الحنين للماضي بجنون الحال وغموض المستقبل.!

طالبان كلمةُ لم يُعرف عنها إلى الآن: أهى مفردة أم مثنّى او جمع.؟ .. إلا انها ومنذ إعلان الحرب على أمريكا من أفغانستان وإلى يومنا الحاضر، أُدرجت في رأس القائمة لقاموس مفردات الإرهاب الدولي المعدّل لاحقا بالإرهاب الإسلامي، فياترى ما الجديد في القائمة، لتأتي أمريكا في رأس قائمة المفاوضين عن طالبان من كابول الى الدوحة.؟!

قادة طالبان متمركزون في باكستان، وفتحوا مكتبهم في قطر..! غير مفهوم.!!

أمريكا لدى طالبان الشيطان الأكبر، وتتفاوض عنهم اليوم الولايات المتحدة الأمريكية بحجم وزير خارجيتها جون كيري..! غير مفهوم.!!

وعلى ذمة (الغارديان) الناشرة يوم الجمعة، خبر مفاوضات طالبان السرية منذ 18 شهرا مع الولايات المتحدة عبر دولة ثالثة (غيرمعلنة)  بشأن الجندي الأمريكي الأسير لديهم مقابل من الأسرى لطالبان في غوانتيناما.! ..

من هى الدولة الثالثة؟ أهى إيران مثلا؟ أيضا غير مفهوم..!!

طالبان الصعود والسقوط بين 1996–2001 على أيادي باكستانية ثم التحالف الدولي على التوالي، والحرب مستمرة منذ 11 عاما إستنزافية وتفجيرية  وإنتحارية، وأفغانستان رغم إرتباطها الجغرافي والتاريخي والثقافي وحتى اللغوي العريق بإيران الجارة، إلا أن العداء العرقي المذهبي بينهما كان دائما الحاجز الفاصل لدرجة إستباحة الأرواح وهدر الدماء لدى الطرفين، وما أثير في الآونة الأخيرة من مفاوضات طالبانية إيرانية خفية وملاعنات بينهما علنية... أيضا غير مفهوم وغير مفهوم..!!!

ولعلّ أمريكا ان تُغلّف حقائبها العسكرية من جبال أفغانستان الى مطارات الولايات المتحدة .. ومهما كانت الاسباب المفهومة وغير المفهومة .. ولكن دعونا ننظر الى الامور من جوانبها الإيجابية .. طالبان هم أبطال جهاد الأفغان، ومهندسوا جبال تورا بورا، إنهم اليوم نحو العرب دون العجم، بمعنى أنهم فضلوا العرب البعيد على العجم القريب، وإتجهوا نحوهم بالسلك الدبلوماسي الإسلامي والحنكة العربية ودون كلاشنكوفات عسكرية.

فإنهم قد يتعلموا منّا الدبلوماسيات الورعة الّلاإلتوائية ويُعلّمونّا العسكريات اللا إستسلامية، ونحن بحاجة لتلك الّلاإستسلاميات  في وجه العدو الحقيقي للعرب والإسلام الكيان الغاصب الصهيوني، إن اللافتة الجديدة لطالبان في الدوحة وهى تحمل كلمتى (الدبلوماسي والسياسي) بكل تأكيد وإصرار إنه لنبأٌ .. والنبأ يدل على ان تغييرا كبيرا قد حدث في الخطوط العريضة لطالبان، إنها خطوةٌ جديدةٌ في طريق إحترام الرأي الآخر، وان الجانب السياسي والدبلوماسي هو الآخر سلاح النجاح، وقد يحقق النتائج المرجوة مع الإنسان بالفكر بقليل من الحوار، اكثر مما تحققه الكثير من حمم الديناميت والبارود والقاذورات.!!

ولكن دون غفلة عن المخطط الإستراتيجي لطالبان، إذا كان ولاتزل الجبال الوعرة الأفغانية هى المستهدفة.!  فياترى ما المستهدف من مكتب لهم على بعد آلاف الأميال في الصحراء القاحلة من خليجنا الآمن الهادئي الحبيب.!

Ø سؤالٌ متعددة الجوانب قد يتبادر الى أذهان الكثيرين.!

Ø والإجابة هى الأخرى ستبقى متعددة الجوانب.!

Ø قد يجهلها البعض، ويتجاهلها البعض الآخر.!

Ø والبعض الثالث قد يُخشى منه ان يعود

Ø طالبا، وطالبان ثم طلاّبٌ لمدرسة (طالبان).!

أحمد ابراهيم (كاتب إماراتي)

رئيس مجلس إدارة

مجموعة يوني بكس العالمية

www.unipexTRADE.com

البريد الإلكتروني: ui@eim.ae

إرسال تعليق

أحدث أقدم