كل الطرق بواشنطن وموسكو وجنيف والأمم المتحدة تؤدّي إلى دمشق، لأنهم إتفقوا على التنّور ان يبقى سوريّاَ، بشعلاته السوريّة ووقوده سوريين مهما إختلف الطبّاخون وتضاعفوا وتنوّعوا وتجدّدوا وتراكموا على فوهة التنّور.!
(الطبّاخ روسي والتنّور سوري) هذا، كان مفهوما ومعهودا بسوريا البعث الإشتراكي مقلوبة لروسيا الشيوعي الإشتراكي .. إلاّ أن أمريكا ستدخل على الخط هذا هو الجديد .. وما ان تأبّط جون كيري الملف السوري وإتجه إلى موسكو، تحول هذا الملف إلى ما يُخشى منه ولايُخشى عليه، طالما إتفق الكبار على قضم الكعكة معا.!
كان أولى بأبناء عمومة سورية (العرب) ان تطلب من إسرائيل قصف سوريا قبل قصفها لأخير بكثير، إذ وكما يبدو ان واشنطن وموسكو كانتا تنتظران معا من سنتين، صفارة هذا القصف المبرمج للإنطلاق معا.!، اذ رحلات جون كيري المكوكية بدأت بموسكو مباشرة بعد القصف ولم تنتهي إلى الآن.!
لكن إسرائيل ماذا كانت تنتظر في تأخيرها قصف دمشق ومناوشات الجولان.؟! .. لعله وصول القتلى في سوريا الى 90 الف؟ وإنهاك 90% من الجيش العربي السوري، او تدمير الُبنى التحتية السورية الى 90%.؟ .. وبعدها تعزية البقية في حياتكم يا الجيران.!
وخيراَ ما حصل ان قصفت إسرائيل سوريّة أخيرا، تلك الصفارة التي كانت تنتظرها العواصم من واشنطن وموسكو إلى جنيف ولندن وباريس، لتتفق على دفن الخلافات حول سورية، والتوجه معا نحو المذابح السورية على دوىّ الصفارة الأخيرة التي قد تأتي هى الأخرى من تل ابيب بإعلان إنتهاء الوقت الضائع للمباراة.!
ومن حق الشعب السوري ان يكره كل الشعوب عربا وعجما، هذا الشعب المارد الجبار الذي وجد نفسه في ليلة وضحاها قعيدا على كرسي متحرك يحركه المفاوضون والمناورون! .. ومن حق المواطن السوري ان يكره المحاطين به وكل من يتفرج عليه من بعيد وقريب، إذ يجيش بداخله التنّور السوري، يُشغله بالنعش والكفن لزوجته وإبنته وأبنائه، وهم مشغولون حواليه بطبول رقصة الإنتصارات الوهمية للغالب والمغلوب، وعلى حساب الوقود السوري في المطبخ السوري، والدماء السورية في المصلخ السوري!
الطبّاخون الجدد لا حياء لهم وهم يتقاسمون الكعكة، يتضاعفون ويتجددون على التنور السوري، لا يستحيون المفاوضات التجارية حول توزيع الحصص من الأراضي السورية والديزل السوري والأعلاف والمحاصيل والحبوب السورية بالكيل والميزان المنصوبين في المطبخ السوري للإستيراد والتصدير، والمطبخُ بلا نار ولاحبوب، ولارغيف ولا غلال، لبطون الأطفال.!
إذ لا حياء لأبي لهب بلحيته، ولا لشيخ الصولجان بجُبّته، ولا لبابا الفاتيكان بقلنسوته، إن لم يتفقوا على إخماد نار تنّور وقوده الدماء والأجساد.!
التنّور السوري الّلاهب لا يُطفأ الاّ بالعقل السوري، فأين ذلك العقل الذي طال إنتظاره؟!! .. ترى من يحكم سوريا هل لديه عقل؟ أومن يريد إسقاطه هو الآخر يتصرف بعقل؟!! .. أولى بهذين المجنونين ان يخمدا تنّوراً وقوده الأجسام والأجساد السورية، بدل تزييت النار بالنار.!؟
الحاكم الحقيقي هو من يحكم القلوب قبل الأبدان، لكن هذا الحاكم المهووس لا طريق له الى القلوب ولا الأبدان، وهو يمشي جارحا القلوب حارقا الأبدان.!
وأما الطابور الثالث الذي أوهم الشعب السوري بالربيع العربي، يبدو ولّى مدبرا بعد ان رمى بأجساد الرُّ ضّع والأطفال أحياءَ في الهواء، طُعمةَ لكاميرات الفضائيات، تلتقطها العدسات وهم يتساقطون الأرض قبل أن يلفظوا انفاسهم، وهى أفضل هدية قدمها الطابور الثالث للربيع الصهيوني وبالهوليوود السوري.!
Ø فأين العقل العربي من هؤلاء المجانين، زعموا يعرفون كل شي عن سوريا.؟ .. وبان همم آخر من يعرفوا شيئا عن سوريا.!
Ø فهل يُسدل ستار الصمت العربي عن دمشقنا.؟ .. دمشق العروبة والحضارة والتاريخ.!
Ø أم الستار سيسقط لحاله لأنّ الكعكة في الداخل قد إنطبخت
Ø والملاعق من الخارج إصطفّت وتهيّأت.؟
Ø وعسى العبرة بعد سقوط بغداد وقبل سقوط دمشق من الإيمان بمبدأ: (ضرورة الإستفادة من الكوارث).!!!
أحمد ابراهيم (كاتب إماراتي)
رئيس مجلس إدارة
مجموعة يوني بكس العالمية
البريد الإلكتروني: ui@eim.ae