شعوذة وشرك وبدع بموسم سيدي علي بن حمدوش

شعـوذة وشرك وبدع

بموسم سيدي علي ابن حمدوش ضواحي مكناس

اسئلة عديدة تطرح حول طقوس سيدي علي بن حمدوش التي يحتفل بها في هذا الموسم بالذات ،فعلى طول الطريق المؤدي إلى الضريح، تنتصب الخيام وعربات بيع مختلف أنواع البخور والحناء وماء الزهر، اضافة لإصطبلات لبيع قطعان الغنم و التي تقدم قربانا لـ ما يسمى ب”شجرة للاعيشة” ،حيث تقدم على نغمات الكناوي أو العيساوي أو الحمدوشي، الفرق بخصائص عزفه المميز، و يتم اكرامها بمبلغ لا يقل عن 300 درهم، علاوة على رأس الماعز الذي يبتدأ ثمنه من 500 درهم ليصل إلى 1500 درهم.

clip_image001

وتتقدم هذه الفرق مجموعة من الشباب والنسوة اللواتي يضعن على رؤوسهن أطباقا من الفضة تضم الهدايا المقدمة للشريفة" لالة عيشة"، وهي عبارة عن شموع وماء الزهر والبخور بأنواعه، ويتوسط المجموعة صاحب القربان.

والملاحظ خلال ما يجري انه يستوقفك العديد ممن يلبسون لباس مزكرش عربي أصيل، ثم يبدأون بالدعاء لك بالشفاء والبنين والرزق الوافر، وغير ذلك، وقد يدعوا عليك لا لك إن أنت ، لم تتجاوب له ، هي احدى الطرق العديدة للتسول يشهدها الموسم بشكل لافت للنظر، فلا تكاد تجد شبرا إلا وبه متسولون يستوقفون المارة هناك.

شجرة (للاعيشة)

clip_image002

فضاء تتكدس فيه الصخور والحجر والبشر، شباب وشابات، رجال ونساء، أتوا من مختلف مدن المملكة المغربية ، الكل يتنافس في إشعال ضوء الشموع وإلقاء الحناء على الأحجار السوداء المتراكمة، أين هي للاعيشة؟ ألها قبر هنا؟ سؤال طرحته ”التجديد” على أحد سكان المنطقة وفي يده دجاجة وخروف، ينتظر أن يبيعهما لمن يرغب في تقديمهما قربانا لها، ”الله اعلم يا بني، المهم ”الشريفة” تسكن هنا، هكذا وجدنا آباءنا يقولون”، ولكن ….؟ قبل أن نكمل السؤال، يبادرنا الرجل بالقول ”لا مجال للتساؤل هنا، عندنا الأمل فيها، ونرجو بركتها”،

وينظر سكان المنطقة إلى الصحافة نظرة سلبية، خاصة وانهم يرون بانهم اي رجال رجال الإعلام يقطعون رزق أبنائهم بتشويه سمعة الموسم وما يجري من فضائح هناك ، أو على الأقل إظهار حقيقة الخرافات والشعوذة والفسق والفجور التي تشهدها المنطقة ،

clip_image003

و أن تلتقط صورة أو تطرح سؤالا يعد مغامرة غير محسوبة العواقب، خصوصا إن تعلق الأمر بمشهد من الطقوس الغريبة التي يشهدها الموسم، اقتربت من أحد الشبان، طلبت منه أن آخذ صورة لمشهد إيقاظ الشموع ونثر الحناء فوق الكتل الحجرية، أجاب على الفور ”وإياك ستندم كثيرا، لن تظفر بآلة التصوير بعد هذا الوقت، ولن تسلم أنت كذلك من أيدي العرافين والمشعوذين، وقد تتعرض للقتل لا قدر الله قربانا لهذه الطقوس”.

clip_image004

كل حركاتنا كانت مرصودة من لدن نساء الجذبة والعرافات والحضرة، ليس لك من حل إن شئت ان تلتقط صورة إلا أن تأخذها خلسة ليس إلا. وبنفس المكان، وبعد أن يصل موكب الهدايا، تذبح رؤوس الغنم والمعز، ويتم التبرك بدمها، بينما يتكفل بعض الشباب بتقديم الذبائح المسلوخة لتباع رخيصة،… دون طرح السؤال عن حدود الحلال والحرام في هذه الذبائح، وما إن كانت أحلت لغير الله؟

clip_image006

داني زهير

إرسال تعليق

أحدث أقدم