لن أنسى


                                                                                      
ليس هناك مثل الأزمات تجلو لك البصر و البصيرة و تصقل معدن الرجال لتظهر لك حقيقة معدنهم .
الأزمة التي نعيش معتركها الأن هي أزمة فكرية و أخلاقية
و فوق كل ذلك هي أزمة تمس ديننا و رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام
الأن عرفت سر تخلفنا
أنهم المتشدقون بالثقافة و كبار المتعلمين فينا و الشيوخ المتاجرين بدين الله كلهم وصموا ذاك الرجل المدافع عن دينه و رسوله بالمتخلف !
و بكوا و أبكوا و تباكوا حول جثمان سفير ( ماما امريكا )
يا لها من أمًا رئوم مكلومة
هناك اسلوب ارقى نعم . لكن من بيده الحل و الربط منحلة قيمه مربوطة ارادته برسن البيت الابيض . فلا هو يستطيع اتباع الاعراف الدبلوماسية المتعارف عليها و ليس له طاقة بولوج دهاليز السياسة و اتفاقها لأنه لا يملك من الأمر شيء . و من يهن يسهل الهوان عليه .
و يا لنا من شعوب متخلفة همجية و حشية الطباع لا نحب السلام و نسعى للشر في كل فجًا و بكل مسلك
و نسوا أو تناسوا الملاين من إخواننا الفلسطينيين و الجزائريين و الليبيين و المصرين و العراقيين و الكثير منهم عبر العالم العربي و الإسلامي من القتلى على امتداد هذه السنين و هكذا كان الحال في غابر الأيام ، أيام الحروب الصليبية
أو ما زلت تذكر !
هذا ما يقال لك إذا ما أتيت على ذكر القديم من حربهم لنا .
نعم ما زلت أذكر و لن أنسا أنه في يوم 21 يونيو 1920دخل الجنرال البريطاني أدموند اللنبي دمشق ثم وطئ بقدمه على قبر القائد المظفر صلاح الدين و قال:
"ها قد عدنا يا صلاح الدين ، الآن انتهت الحروب الصليبية "
و نشرت الصحف البريطانية هذه العبارة مرفقة بصورة جنرالهم المنتصر وهنأ لويد جورج وزير الخارجية البريطانية في ذلك الوقت الجنرال اللنبي في البرلمان البريطاني لإحرازه النصر في آخر حملة صليبية من الحروب الصليبية التي سماها لويد جورج الحملة الصليبية الثامنة .
ولن أنسى كيف أنهم بعد ذلك وهبوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون من اليهود أرضي فلسطين .
ماذا فعلت أمريكا عندما تمت الإساءة لبوش الأب؟
قبل عشرين سنة قامت رسامة عراقية تحمل اسم ليلى العطار برسم لوحة كاريكاتورية لبوش الاب ووضعتها على ارضية مدخل فندق الرشيد الذي كانت تعقد فيه المؤتمرات الصحفية ويسكن فيه كبار الشخصيات العراقية والعالمية ايام نظام صدام .
في حينها كان على كل من يريد دخول الفندق ان يدوس على صورة بوش الاب المتهم بانه ارتكب جرائم حرب بحق العراقيين وفرض الحصار الاقتصادي عليهم.
اثارت تلك اللوحة الادارة الامريكية وقواتها المسلحة والسي اي اي.
لذلك وفي ليلة ظلماء من عام 1993
تم اطلاق ثلاث صواريخ امريكية على بغداد استهدف احدهم بيت الرسامة ليلى العطار واحالها واهلها اشلاء
كل ذلك لا لشيء سوى لأنها رسمت صورة جورج بوش على ارضية فندق فيما اعتبرته الادارة الامريكية اساءة لرئيسها
اين حرية التعبير ؟
اين حرية ابداء الراي ؟
اين القانون في قتل الرسامة بدون محاكمة ؟
وعلى ماذا كان يجب ان تحاكم ؟
وما ذنب زوجها واطفالها ؟
كل ذلك لم يسال عنه احد !
لماذا رسم صورة مسيئة لبوش تقتضي قتل من رسمها
بينما تمثيل فلم مسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقتضي منا ان نسكت وان نبلع الاهانة ؟
لماذا يحق لرسام الدنمارك ان يرسم صور نبينا كيفما يحلوا له ونسكت !
بينما يقتل كل من يستهزئ بالرئيس الامريكي ويسخر منه
هل يحق لنا ان نقتل رسام الدنمارك والقس الصليبي جوزن والاقباط الذين شاركوه فعلته الحقيرة مثلما فعل الامريكان مع ليلى العطار
ام انكم تعتقدون ان بوش اعز في صدوركم
من معزة الله ورسوله في قلب ملياري مسلم
و لن أنسى كيف أستهزأ أحد أبنائنا و بني جلدتنا بالله و رسوله فلم يتعدى عقابه عقاب من كسر إشارة المرور ، فكيف بالذود عن ديننا و رسوله في المحافل الدولية و التي الغلبة فيها للقوى و تستخدم فيها كل الوسائل المباحة و غير المباحة .

لن أنسى
بقلم: خالد الزهراني
( كل الشكر و العرفان للأخت الكريمة سارة العتيبي لما امدتنا به من معلومات فيما يخص الفنانة العراقية )

4 تعليقات

  1. نصرك الله

    ردحذف
  2. أخي خالد
    أوعجت قلوبا لو تعلم ملتاعة، و لي في موضوع الفيلم نظرة متواضعة و هي أن هذا الفيلم لم يُصنع أصلاُ و هو تلويح لفرض الهيمنة التي دأب هؤلاء على ترسيخها، و حتى وصول جماعة كجماعة الإخوان في مصر جزء من هذا المخطط، انظر لردود الأفعال، و هو ليّ ذراع لمن أوصلوهم للتحالف و عودة المياه لمجاريها مع من زرعوهم شوكة في ظهر الأمة و تذكير بأن مقدرات الأمم العربية ما تزال خيوطها بين يدي من يحكمون دولة الظلم التي هي من ترعى الإرهاب حقاً، كلها بالونات وهمية لاستمرار الاحتلال الفكري و الاقتصادي من المحتلين القدامي، لنا الله وحده، و عليه نعول النصر.
    أشكرك على هذه المعلومات القيمة أدامك الله أخا و صديقاً
    مع خالص تحياتي القلبية

    ردحذف
  3. سوف تتولا اللوعات يا أخي أحمد و تزيد ولا أرى في الأفق ما يسر أو يبعث على التفائل فنحن نعيش أحط ايامنا و أحلك سنينا و ما ذاك إلا مصداق ما أخبر به الصادق المصدوق و الذي لا ينطق عن الهوى فداه أمي و أبي عليه الصلاة و السلام حين قال ( تتكالب عليكم الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها ( وقال الصحابة الكرام ) أمن قلة يارسول الله ؟ قال بل كثرة لكنم غثاء كغثاء السيل ) ، و أتفق معك تمام الأتفاق فيما أوردته بخصوص هذا الفلم المسيئ و زيد بقولي أنهم هم من قتلوا هذا السفير المسكين ليكون قتله حجة لهم في التلاعب بعقول الجماهير من الناس و هذا ديدنهم على مر التاريخ ، لكن لا نقول إلا حسبنا الله و نعم الوكيل

    ردحذف
  4. جزاكـ اللـه خيــــــر

    ردحذف
أحدث أقدم