الأسيرة

182909_202313233119382_201948863155819_854358_3778329_n

خرجت من كهفها لأول مرة، فلقد ظلت لأعوام طويلة أسيرة ظلام دامس، وعندما أبصرت ضياء الشمس عميت عيناها فلم تستطع أن تكمل مشوارها الذي بدأ لتوه، ولم يكن بوسعها أن تعود أدراجها حيث الظلمة مرة أخرى، تحتاج لعملية جراحية لعينيها لإعادة البصر للعيون، ولكن تكالبت الأيدي وتكاتفت النفوس العفنة لإبعادها عن الجراحين والأطباء الذين يحملون في قلوبهم دواؤها مغلفاً بالأمل، كبلوها وأذاقوها الهدم والحرق والتضليل والقتل، ولكنها أبت أن تستسلم لهم فأخرجت كل أسلحتها الغير مسبوقة والغير معلومة للجهلاء؛ الممتدة لما قبل التاريخ، حاربت بكل قواها و بمخزون الحب والسلام والجذور الممتدة لآلاف السنوات، جرحوها فنزفت سلاما وحبا، أعيتهم الحيل في التصدي لأسلحتها فأصابهم الجنون وراحوا يضربون بكل قوة لمحاولة اثناؤها عن الاستمرار في بذل الحب و السلام الذي يغمرها، وكانوا كلما زادت شدة ضرباتهم ازدادت هي قوة وبذلا، حتى تغلبت عليهم أخيراً وأزاحتهم عن طريقها وأخرجتهم من بيتها وسقطت الأقنعة و النفوس الخربة قرباناً لأحقادهم وعاد البصر إليها بسقوطهم، فوقفت بشموخ تنظر للأفق الممتد أمامها إلى ما شاء الله.


لا تجزعي حبيبتي فأنتِ الأقوى
فبالحب والسلم تنكشفُ البَلوَى
لن تعودين للظلام مرة أخرى
فالظلام لا يناسبُ مقامُكِ الأسمى
حَطمِي الأقزامَ المتاجرونَ بعرضِكِ
فكلهمُ اليومَ أسفلُ قدميكِ هم الأسرى
انهضي .... فالغدُ قادمٌ والتاريخُ يَحُثُه
والخيراتُ بإذنِ الربُ الباري تترى
بلادي وأنتِ عزيزةٌ قاهرةٌ للجهلِ
فالمتمسكون بباليَ الأفكار حمقى

2 تعليقات

  1. سلم عرضك الشيق والشجن الراقي .. تحياتي الصادقة

    ردحذف
  2. أشكرك أختي على هذا الإطراء الجميل

    ردحذف
أحدث أقدم