مزق الطائر الأخضر صدري و انطلق أخيراً, هل حان موعد اللقاء؟
تدور في رأسي ألف رحى, و طحينها يحجب عين الشمس, أطلت بعينيها اللامعتين من خلف حجب الغبار, ساعدت الشمس في كشف الحجب و نظرت لقلبي مباشرة فقفز محلقاً, ظلت تراقبه ضاحكة تستحثني على اللقاء، فعقدت العزم أن أصارحها بما يسكن قلبي.....جهزت كل الحجج و البراهين القوية لتدعم موقفي....تهيأت و رتبت أوراقي و حملت أيامي بين يدي و ذهبت إلى حماها، كانت بين جواريها تلهو بأزهار مختلفة الألوان، و عندما تمل تلقي بها إلى لا مكان، ثم ترضى بإحداهن فتقتبس منها عطرها و لمّا تستنفذ منها الحيل تلقي بها غير مبالية....طرقت بابها فأوصلوني إليها، و تساءلت لماذا أكون بهذه الهيئة و لست كالآخرين....تجرأت و أخرجت أولى أوراقي و تلوتها، فصادفت هوىً في نفسها....فانتبهت و أنصتت و أعارتني أذنيها تلتهم كل كلماتي......تراقص في عينيها الجميلتين شبح الدهشة و الفضول، و أوحت إلي أن أكمل، فأنشدت أولى قصائدي فكانت المعنى و بيت القصيد، ثم ألحت على العقل ليستحث اللسان أن يستمر في العزف على أوتارها، فترجم اللسان ما تحرك في القلب.....آثرت التمهل حتى تنصرف جواريها و لأتثبت من أنه ليس بريق كاذب...و أوحت لي أن أفض بقية الأغلفة و أتلو عليها كل أحلامي، تابعت تلاوة الأحلام حتى تجردت تماما من كل أرصدتي.....إلا ورقة واحدة....خبأتها.
- بقلم: أحمد نجم الدين