المرآة
أتحاشى النظر في المرآة هذه الأيام، أخشى ما سأراه عندما تلتقي عيناي بروحي، لا أستطيع فهم ما يدور بداخلي حقاً، ضوضاء كثيرة صاخبة تصاحبني طول الوقت.
هل أنا خجل من نفسي؟.....ربما...فكلما سرح الخيال في السنوات التي مرت لا يجعلني أفتخر بنفسي، فأنا أعترف أنني غير جدير بحياتي و لا بنفخة الروح في جسدي هذا، أرغب كثيراً في مغادرة هذا الجسد و التحول لطيف هائم يسري بين الناس، يعيش آلام الجميع و أفراحهم، كثيراً ما أحتقر ذاتي لأنها لم تقدم شيئاً يذكر للآخرين، و هناك من يسقطون صرعى و هناك من يجرحون، و هناك من يفقدون عزيزا....أما أنا فمنكفئ على ذاتي أراقب فقط من بعيد، أسعد كثيرا كلما أحرز أحدهم تقدماً علمياً أو حياتياً، أفرح لفرحه و أفتخر به، و أُؤنب نفسي كثيرا أني لم ألحق به.....الكثيرون قد كتب عليهم أن يفارقوا الحياة بثمن غالٍ تاركين وراءهم معنى الحياة الحرة، و كثيرون باقون في الحياة بثمنٍ رخيصٍ يحملون بين جنباتهم معنى الموت بحقارة.......و أنا ...ماذا أكون؟...شخصٌ مار في هذه الحياة....فاشل أتباهى بنجاح الآخرين....جبان أتباهى بشجاعة الآخرين.....أغلق على نفسي شرنقة شفافة الكل ينظر إليّ و أنا منكفئ على ذاتي كجنين في بطن أمه....الكل ينتظر يوم أخرج منها.....و أظنهم سينتظرون كثيرا.
- أحمد نجم الدين
بسم الله
ردحذفلقد رسمت لوحة فنية رائعة لما يجوس فى داخل الكثير منا اصلح الله ما بنا
دمت مبدعا *** بالتوفيق