مستنقع التشاؤم!

image

هل تحول موقع اليوتيوب لمجهر يظهر المشاعر الحقيقية للأشخاص وما تخفي النفوس؟. هذا ما فكرت به حينما اطلعت على التعليقات الواردة في أسفل أحد المقاطع على الموقع. كان المقطع طريفا ويثير الضحك، لكن تعليقات المعلقين عليه كانت مخيبة للآمال ومثيرة للحيرة. عدة صفحات من السباب والشتائم يتبادلها هؤلاء الأشخاص وكأنهم في حرب وليسوا في موقع للتسلية. مهاترات وحديث لا ينتهي عن مناقب بلادنا، ونقاش حاد عن المذاهب والأديان ومن سوف يدخل الجنة ومن سيكون مصيره النار!
تحول المكان لبؤرة كراهية وسخرية من الآخر، لا أحد يقبل أحدا، ولا أحد يستمع للنصيحة والكف عن التكفير والنيل من أعراض المسلمين. شتائم من كل اللهجات العربية وقاموس لا حصر له من المفردات النابية التي تخجل الإنسان. لقد تحول موقع اليوتيوب إلى منبر يؤثر سلباً على زوار الموقع وهم من مختلف الأعمار والبلدان ويولد فيهم الطائفية.
إن التعليقات السلبية والشتائم التي يمتلئ بها الموقع لم تكن حالة شاذة بل تظهر في معظم التعليقات الموجودة على الموقع الشهير والذي يعد القبلة الأولى بالنسبة للكثير من رواد الإنترنت من الباحثين عن المعلومة المفيدة أو حتى التسلية، مما دفع ببعض أصحاب القنوات على الموقع وهي قلة لإلغاء خاصية التعليق على المقاطع منعاً للمشكلات والفتن.
إن الظاهرة بحاجة ماسة للدراسة من قبل الباحثين للوصول للأسباب الحقيقية التي تدفع بالكثير من مرتادي الموقع للجوء للهجوم على الآخرين والنيل من شعوبهم وأعراضهم والقدح في أديانهم وأصولهم بدلا من محاولة الاستفادة من الإعلام الجديد بطريقة إيجابية ومثمرة، ومحاولة فتح نقاش مع الآخر قائمة على رحابة الصدر واحترام وجهة نظره. قال الإمام الشافعي كلامك صواب يحتمل الخطأ وكلامي خطأ يحتمل الصواب، فمتى نرتقي بالنقاش ليكون الأخذ بهذه القاعدة هو الأسلوب السائد.

  • د. نوف علي المطيري

1 تعليقات

أحدث أقدم