حاول مرة أخرى..!!

bass

يبدو أني أدخلت كلمة السر بشكل خاطئ، رغم أني متأكد من أني أدخلتها بشكل صحيح، لكن الخطأ عادة يأتي لكل من هو متأكد، المهم أني نسيت كلمة السر، و لما شار علي الحاسوب أن أضغط هنا ضغطت و ليتني ما ضغطت، لأني وجدت عدة أسألة تفيد نفس المعنى، منها مثلاُ: أنسيت أن تأكل ؟ أنسيت أن تشرب؟ أنسيت أن تنام؟ و لما وجدت الموقع على تلك الدرجة من السخافة قررت نسيان كلمة السر و الموقع بأكمله و اكتفيت بإعداد ما لذ و طاب من القهوة، و في رحلتي إلى المطبخ اكتشفت أني طوال حياتي لم أرتد الشبشب بشكل صحيح من أول مرة، بل لا بد من عدة محاولات لارتدائه بشكل سليم و صحيح، رغم أن الشبشب هو حذاء خفيف ليس له كعب و يمكن ارتداؤه و نزعه بسهولة و عادة ما يلبس داخل البيت، و في المطبخ اكتشفت أني لم أنجح في حياتي كلها في فتح علبة القهوة من أول مرة بدون تغيير حركات أصابعي و قوة يدي و أحياناً أستعين بأظافري، و نفس الشيء اكتشفته مع علبة السمن و زجاجة الزيت و أي شيء مصمم على أنه سهل الفتح، و نفس الشيء تحديداً اكتشفته مع الموقد، و هو أن الموقد لا يشتعل مع أول محاولة و لا الكبريت و لا قداحة سجائري، و لا حتى التقاط السيجارة من العلبة ينجح من أول مرة، و الكثير منا يستعين بأسنانه كي يفتح علبة سجائرة و كي يلتقط السيجارة منها، ناهيك عن أن السيارة لا تدور من أول مرة في الحياة عموماً و في أفلام الرعب بشكل خاص... و عادة ما يضغط السائق على الوقود بشكل هستيري كي تدور.. و في النهاية تدور، و كذلك اكتشفت أن ليس هنالك من يجيب على الهاتف من أول رنين، و في أيامنا يندر أن يجيب أحدهم على الهاتف من أول اتصال، و اكتشفت كذلك أن النجار يدق مسماره عدة مرات كي تكتمل المسألة و لا مانع إطلاقاً من أن ينثني منه مسمار أو اثنين رغم أنها مهنته و حرفته، و لكنه عادة يفترض الخلل في المسمار أو فيه، لذلك يحاول مرة أخرى كي يقرر، و عادة يكون العيب في المسمار، و ما اكتشفته كذلك في هذا اليوم المليئ بالاكتشافات أن الزائر لا يطرق الباب مرة واحدة، خاصة لو كان محصل الماء أو الكهرباء.. و أن سائل التنظيف لا يزيل الدهون من أول مرة أبداً.. حتى صاحب الدكان في البيت المجاور لا يقدر على إغلاق بابه الحديد على مرة واحدة و كثيراً ما يستخدم وزنه و قدمه في النهاية عدة مرات و كثيراً ما يستعين بأحد المارة.. حتى النوم لا يزور الجفون فجأة و لا ينام الواحد فينا بمجرد أن يغلق عينيه مهما بلغ به النعاس... و إذا كانت كل تلك المحاولات نفعلها بشكل يومي مع أتفه ما يمر بحياتنا.. فما بالك بأحلامنا؟ لذلك أقول.. حاول مرة أخرى... لكن ما هي كلمة السر؟

  • سلامة عبد السلام
    12/8/2011
    Solo_450@hotmail.com

1 تعليقات

  1. بديع يا عبد السلام .
    (لقد خلقنا الإنسان في كبد) قال القرطبي رحمه الله في تفسيره :

    قال علماؤنا : أول ما يكابد قطع سرته , ثم إذا قمط قماطا , وشد رباطا , يكابد الضيق والتعب , ثم يكابد الارتضاع , ولو فاته لضاع , ثم يكابد نبت أسنانه , وتحرك لسانه , ثم يكابد الفطام , الذي هو أشد من اللطام , ثم يكابد الختان , والأوجاع والأحزان , ثم يكابد المعلم وصولته , والمؤدب وسياسته , والأستاذ وهيبته , ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه , ثم يكابد شغل الأولاد , والخدم والأجناد , ثم يكابد شغل الدور , وبناء القصور , ثم الكبر والهرم , وضعف الركبة والقدم , في مصائب يكثر تعدادها , ونوائب يطول إيرادها , من صداع الرأس , ووجع الأضراس , ورمد العين , وغم الدين , ووجع السن , وألم الأذن . ويكابد محنا في المال والنفس , مثل الضرب والحبس , ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة , ولا يكابد إلا مشقة , ثم الموت بعد ذلك كله , ثم مساءلة الملك , وضغطة القبر وظلمته ثم البعث والعرض على الله , إلى أن يستقر به القرار , إما في الجنة وإما في النار .
    أنتها كلامه رحمه الله . و كلمة السر هي العمل ثم العمل

    ردحذف
أحدث أقدم