يبدو أني أدخلت كلمة السر بشكل خاطئ، رغم أني متأكد من أني أدخلتها بشكل صحيح، لكن الخطأ عادة يأتي لكل من هو متأكد، المهم أني نسيت كلمة السر، و لما شار علي الحاسوب أن أضغط هنا ضغطت و ليتني ما ضغطت، لأني وجدت عدة أسألة تفيد نفس المعنى، منها مثلاُ: أنسيت أن تأكل ؟ أنسيت أن تشرب؟ أنسيت أن تنام؟ و لما وجدت الموقع على تلك الدرجة من السخافة قررت نسيان كلمة السر و الموقع بأكمله و اكتفيت بإعداد ما لذ و طاب من القهوة، و في رحلتي إلى المطبخ اكتشفت أني طوال حياتي لم أرتد الشبشب بشكل صحيح من أول مرة، بل لا بد من عدة محاولات لارتدائه بشكل سليم و صحيح، رغم أن الشبشب هو حذاء خفيف ليس له كعب و يمكن ارتداؤه و نزعه بسهولة و عادة ما يلبس داخل البيت، و في المطبخ اكتشفت أني لم أنجح في حياتي كلها في فتح علبة القهوة من أول مرة بدون تغيير حركات أصابعي و قوة يدي و أحياناً أستعين بأظافري، و نفس الشيء اكتشفته مع علبة السمن و زجاجة الزيت و أي شيء مصمم على أنه سهل الفتح، و نفس الشيء تحديداً اكتشفته مع الموقد، و هو أن الموقد لا يشتعل مع أول محاولة و لا الكبريت و لا قداحة سجائري، و لا حتى التقاط السيجارة من العلبة ينجح من أول مرة، و الكثير منا يستعين بأسنانه كي يفتح علبة سجائرة و كي يلتقط السيجارة منها، ناهيك عن أن السيارة لا تدور من أول مرة في الحياة عموماً و في أفلام الرعب بشكل خاص... و عادة ما يضغط السائق على الوقود بشكل هستيري كي تدور.. و في النهاية تدور، و كذلك اكتشفت أن ليس هنالك من يجيب على الهاتف من أول رنين، و في أيامنا يندر أن يجيب أحدهم على الهاتف من أول اتصال، و اكتشفت كذلك أن النجار يدق مسماره عدة مرات كي تكتمل المسألة و لا مانع إطلاقاً من أن ينثني منه مسمار أو اثنين رغم أنها مهنته و حرفته، و لكنه عادة يفترض الخلل في المسمار أو فيه، لذلك يحاول مرة أخرى كي يقرر، و عادة يكون العيب في المسمار، و ما اكتشفته كذلك في هذا اليوم المليئ بالاكتشافات أن الزائر لا يطرق الباب مرة واحدة، خاصة لو كان محصل الماء أو الكهرباء.. و أن سائل التنظيف لا يزيل الدهون من أول مرة أبداً.. حتى صاحب الدكان في البيت المجاور لا يقدر على إغلاق بابه الحديد على مرة واحدة و كثيراً ما يستخدم وزنه و قدمه في النهاية عدة مرات و كثيراً ما يستعين بأحد المارة.. حتى النوم لا يزور الجفون فجأة و لا ينام الواحد فينا بمجرد أن يغلق عينيه مهما بلغ به النعاس... و إذا كانت كل تلك المحاولات نفعلها بشكل يومي مع أتفه ما يمر بحياتنا.. فما بالك بأحلامنا؟ لذلك أقول.. حاول مرة أخرى... لكن ما هي كلمة السر؟
- سلامة عبد السلام
12/8/2011
Solo_450@hotmail.com
بديع يا عبد السلام .
ردحذف(لقد خلقنا الإنسان في كبد) قال القرطبي رحمه الله في تفسيره :
قال علماؤنا : أول ما يكابد قطع سرته , ثم إذا قمط قماطا , وشد رباطا , يكابد الضيق والتعب , ثم يكابد الارتضاع , ولو فاته لضاع , ثم يكابد نبت أسنانه , وتحرك لسانه , ثم يكابد الفطام , الذي هو أشد من اللطام , ثم يكابد الختان , والأوجاع والأحزان , ثم يكابد المعلم وصولته , والمؤدب وسياسته , والأستاذ وهيبته , ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه , ثم يكابد شغل الأولاد , والخدم والأجناد , ثم يكابد شغل الدور , وبناء القصور , ثم الكبر والهرم , وضعف الركبة والقدم , في مصائب يكثر تعدادها , ونوائب يطول إيرادها , من صداع الرأس , ووجع الأضراس , ورمد العين , وغم الدين , ووجع السن , وألم الأذن . ويكابد محنا في المال والنفس , مثل الضرب والحبس , ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة , ولا يكابد إلا مشقة , ثم الموت بعد ذلك كله , ثم مساءلة الملك , وضغطة القبر وظلمته ثم البعث والعرض على الله , إلى أن يستقر به القرار , إما في الجنة وإما في النار .
أنتها كلامه رحمه الله . و كلمة السر هي العمل ثم العمل