أسطورة شاطئ..!

image

أشعلي في الماءِ نارا‏

وابدئيها زرقةً مخطوفةً من قبّةِ الكونِ‏

وطيري زورقاً في الابتداءِ الساحليْ‏

إن هذا الأُفقُ الممتدَّ حتى آخرِ الكشفِ‏

ازدهارٌ بابلي‏

وخذي البحرَ إلى أوّلنا‏

في النبضِ والأمداءِ نجني رؤى الأسماءِ‏

ماشئنا إلى آخرها‏

ونواري في الثرى هذا الدمارا‏

ولترفيّ موجةً فالعمرُ رعبٌ خانقٌ‏

والأمنياتُ انكسرتْ قلباً وداراً...‏

***‏

ها فضاءُ الفرحِ الراقصِ بدءُ الأغنياتْ‏

ودمُ الوصلِ سماءٌ لانبعاثاتِ الحياةْ‏

فابدئي ماشئتِ أو ماشاءَ طوفُ الأمنياتْ‏

وابرقي فوقَ امتداداتِ الجميعْ‏

إنها الدهشةُ تعطي حالها راعشةً بالأنجمِ‏

الزهرِ على مدِّ الربيعْ‏

واستردّي فسحةً للحلمِ، وامتدّي على شاطئِ‏

بركانٍ ربيعيٍّ فلا خوفَ على الأنهارِ في هطّلِ‏

التشظّي الخالدِ‏

واجعلي موطَنكِ الدافئَ ينسابُ على الماءِ‏

نهاراً لم يودّعْ بَعْدُ فجرَ المولدِ...‏

***‏

أطلقي نورسةً في الريحِ‏

فالموجُ كرومٌ لابتهاجاتِ القلوبِ الخافقه‏

وابدعي مدّكِ في الماءِ‏

ففي زرقةِ أحلامكِ أشجارُ الحياةِ المورقه‏

ها أنا أشعلُ شمساً في فم الوقتِ‏

وأُعطي فرحي‏

فلتكوني في رؤاهُ الفجرَ والسوسنَ‏

والزلزالَ في لحظتهِ المنبثقه‏

ولتضيئي ألقَ التاريخِ في هذا الجنونِ الوثني‏

ولنبرعمْ أملاً من خضرةٍ أولى‏

وأفقاً.. ودروباً لسهوبٍ عابقه...‏

***‏

أشرعي نافذةً للقبراتْ‏

وامنحيها حَبَقَ التحليقِ أنداءً وفمْ‏

واطلقي الأحلامَ كالأمواجِ‏

وانسابي حنيناً أبدّيا‏

ولنضمّدْ بعض ماينتابُنا من نكباتْ‏

ولنكوّنْ في المدى آلهةً للحبِّ‏

والحريةِ الطفلةِ‏

أو نفسحْ فضاءً أوليّا‏

كي يمرَّ الضوءُ من أعيننا الأولى‏

إلى ثلجِ القممْ...‏

***‏

إن هذا البحرَ يبدي نسغَهُ فينا قناديلَ حنينْ‏

فلنطوّفْ موجَهُ‏

ولننصهرْ في هبّةِ الإعصارِ كي لا يستكينْ‏

ليلكُ الأعماقِ نبعٌ أزهرَ النبضُ على أبوابهِ‏

وعلى فسحةِ بدءِ الطفّو في أحلامنا الأغلى‏

أضاءَ الياسمينْ...‏

***‏

نحن هذا الكونْ‏

يستلهمُ أمطارَ البداياتِ‏

وأنهارَ النهاياتِ‏

وقد هيّأَ للأولِ والآخرِ أزهارَ الزمانْ‏

نحن فيهِ الكامنُ المشرقُ في الروحِ‏

ومايبدعهُ شهدُ الأمانْ‏

فلتعيشي اليمَّ فالنارُ مع الماءِ وهذا الطينِ‏

بدءٌ لانبثاقاتِ المكانْ...‏

***‏

كيف لا نطلقُ خلفَ الريحِ أسرابَ الندى؟‏

كيف لا نُرجعُ للحبِّ النهاياتِ ولا نغدو ربيعَ المبتدا؟‏

أبداً نقطفُ دفءَ البحرِ‏

في هذا المدى...‏

***‏

أبدعي ماشاءَ هذا الاندهاشْ‏

ليس بحراً‏

ذلك الممتدُّ‏

حتّى المنتهى‏

من حولنا‏

لكنهُ : بعضُ ارتعاشْ...!‏

  • فؤاد كحل

إرسال تعليق

أحدث أقدم