أنا حرة..!!

image

تعيش بعض السيدات حياة روتينية قائمة على التضحية والعطاء المستمر لزوجها وأسرتها , وتتخلى عن أحلامها الخاصة بعد الزواج , وطموحاتها وحتى علاقاتها الإجتماعية . وتنحصر أنشطتها الإجتماعية فيما يخص المناسبات الأسرية والأعياد
تكرس عمرها لحياتها الزوجية , وتقضي الساعات في انتظار شريك حياتها فيصبح هاجسها . أين ذهب؟...ومع من يتحدث؟...وماذا يفعل؟...
تدور في فلك الزوج واحتياجاته , حتى أنها تنسى نفسها وتصبح حياتها وسعادتها قائمة على رضائه وقربه منها , وتكرس حياتها لملاحقته
وفي حال عاد للمنزل وانشغل عنها في أمر ما أو في التواصل مع أصدقائه عبر النت أو خرج مع معارفه للمقاهي فإنها تغضب وتثور وتبدأ الشكوى والبكاء على سنوات عمرها التي ضاعت على هذا الزوج البائس والناكر للمعروف .
وهذا يجعلني أطرح سؤالاً مهماً وحيوياً .
هل الزواج بداية النهاية لأحلام النساء؟
من الأخطاء المدمرة التي ترتكبها كثير من الزوجات الإعتقاد بأن عالمها الخاص ينتهي بعد الزواج , واستقلاليتها تذهب أدراج الرياح وأحلامها يجب أن تغلق عليها الصندوق .
ومع مرور السنوات يصبح هذا الرجل هو محور اهتمامها , وهاجسها الأكبر , وتزداد به إلتصاقاً حتى يشعر بالإختناق ويشعر بالنفور من تلك العلاقة .
إن ماتفعله تلك الزوجات يرجع إلى عدة عوامل أهمها:
- الموروثات الشعبية والقيم التي تربت عليها،ففي المجتمعات العربية تتربى الفتاة على أن مكانها الطبيعي في بيت زوجها , وأن عليها أن تكرس حياتها كلها له , وتسهر على راحته وتبقى ظله الظليل حتى تذوب كما تذوب قطعة السكر داخل فنجان الشاي ولايبقى لها أثر ,ويبرمج عقلها على أن التضحية والتنازلات واجب مقدس على كل زوجة محبة ووفية .
- طبيعة المرأة وتكوينها النفسي
المرأة بطبيعتها تميل للعطاء والاهتمام بمن حولها فما بالك بأهم ماتملك أسرتها وزوجها
- عدم فهم طبيعة الرجل
إن من أسباب عدم استقرار الحياة بين الرجل والمرأة هوعدم فهم كل منهما لطبيعة الآخر من الناحية الجسمية والنفسية وبالتالي عدم فهم طبيعة العلاقة وللأسف كثير من النساء ترتكب أخطاءً فادحة بالتفكير بعقلية الأنثى , وتحاول التقرب من الزوج , وتلاحقه بإهتمامها ظناً منها أنها كلما طاردته والتصقت به زاد حبه وتعلقه بها.
المرأة التي تقدم التنازلات تلو التنازلات وتحاول الظهور كقديسة تقدم سنوات عمرها قرباناً لسعادة الزوج هي في حقيقة الأمر ترتكب خطأ فادحاً بحق نفسها وبحق زواجها وتوثر سلبا على علاقتها الزوجية وكيان الأسرة.
المرأة شريكة في مؤسسة الزواج القائمة على الحب والتعاون والتكامل والتي لا تنادي بذوبان المرأة في تلك العلاقة , وضياع هويتها لتظهر كالشمعة التي تحترق لتضيء حياة الرجل فمهما بقيت مشتعلة سيأتي يوم وتنطفىء , ولن يكون الزوج ممتن بالضرورة لتلك التنازلات وخصوصاً رجال هذه الأيام , فمن الضروري أن تفكر بنفسها وتطرد تلك القيم والمورثات التي تربت عليها .
وعليها أن تسأل نفسها هل سيتخلى زوجي عن أحلامه أو هواياته من أجلي؟
وهذا ما لايفعله الرجل إلا نادراً بينما المرأة ستهب مسرعة وتتخلى طواعية عن كل شيء , ظناً منها أنها تحسن صنعا , وهذا خطأ كبير..
لماذا؟...لأن الرجل ببساطة أناني , فلن يقدر ما تقدمه من تضحيات
والرجال غالباً لا يميلون للأنثى الضعيفة والتي تركض خلفهم محاولة كسب حبهم بل يهيمون عشقاً بالمرأه القوية الغامضة التي تعرف ماذا تريد ..وكيف تحصل على ما تريد.. فتلك الأنثى تعتبر تحدياً لهم يشعرون معه بالإثارة فالرجل بطبعه صياد يهوى المطاردة ولا يحب الطرائد السهلة , وكلما حاولت المرأة ملاحقة الرجل والإلتصاق به كلما جعلته يشعر بالنفور منها أكثر وأكثر , وهذا ما يغيب عن بال الكثير من النساء .
وفي الختام أدعو كل سيدة تطمح لحياة زوجية مستقرة وسعيدة , أن تحافظ على استقلاليتها , ولا تتخلى عن أحلامها أو هواياتها من أجل إسعاد الزوج بل عليها أن تؤمن بنفسها وقدراتها وأن بامكانها أن تسعد وتنجح وتعيش بوجود الرجل أو من دونه , وتؤمن أن سعادتها لا تدور في فلك الرجل ومدى قربه منها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم