MrJazsohanisharma

دمشق الدموع بلا شموع..!

       إنهم يريدونها بدمشق ونحن نريدها بدمشق، والنظام لعله يريدها بدمشق، والذين يريدون إسقاط النظام ايضا قد يريدونها بدمشق، هذا يعني ما تريدها الحكومة السورية بدمشق تريدها المعارضة ايضا بذات الدمشق، ليست لأنها دمشقُ بشار الأسد إذ لم تكن له لوحده فلن تكن له، وإنما لأنها دمشقُ الحضارة والتاريخ .. كان أولى بهكذ دمشق ان نعكس لها الآية لتكون (دمشق الشموخ بلا دموع) ليس كما أخترناها "دمشق الدموع بلا شموع" لولا أنهر الدموع على خدود الدمشقيين تنهمرُ، وأنهارُ الدماء في شوارعهم تزداد يوما بعد يوم.
 
"جمعة حرائر سوريا" الأخيرة كانت بذبذباتها الدمشقية، أستشفّها المراقبون ان القتلى في تزايد مستمر، وان بيوت دمشق تطفأ يوميا شموعا على جثث السوريين وتستقبل شوارعها نعوشهم وتبتلع مقابرها جثامينهم، يُقال ان فتوى صدرت بجواز موت وقتل 6 الى 7 ملايين سوريين إن كان يحقق للمتظاهرين أهدافهم.! عفوا، يجب علينا ان نفهمها جيدا هذه الفتوى صياغتها وأهدافها داخل سوريا للذين يصدرونها من الخارج، إنها ليست تأشيرة أجنبية الى بوابة دمشق وحسب، بل ومفاتيحٌ إلى أبواب الجنة، وبأنوار على الصراط، حيث على الطرف الآخر من الجسر حورياتٌ في إنتظارنا بالورود.
 
أولى بهذا المفتي أن يترصّد لقتيل بدل ان يصفّق للقتلى، لاشك ان هناك مئات القتلى في سوريا من الحدود الى الحدود، من درعا الى بانياس، من دمشق الى حلب وحمص، لكن من يجب ان يُقتل ليقلب المشهد السورى رأسا الى عقب كمن قُتل في باكستان فقلب الموازيين في أمريكا.؟ آلاف القتلى في أفغانستان والعراق وباكستان لم يحرك ساكنا، لكن مقتل أسامة بن لادن قلب المشهد الأمريكي الداخلي رأسا الى عقب، باراك أوباما هذا الذي كان يخشى جولته الإنتخابية الثانية بات يتشجّع لها بمقتله، والجمهورييون بمقتله بعد ان كانوا منافسين حقيقيين لأوباما، بدأو يراجعون خطابهم الداخلي إستعداداً  للإنتخابات الأمريكية المقبلة المقررة عام 2012 .. لا أدري بعد هذا، إن كان مقتل 7 ملايين سوريين سيعمل شيئا لسوريا الغد كما عمل مقتل الرجل الواحد لأمريكا اليوم.؟
 
من أفتى بجواز قتل 7 ملايين سوريين لايعرف تاريخ دمشق، والجاهل يضرّ نفسه دون ان ينفع غيره، المفتي الجديد يشبه مفتي العراق القديم الذي أفتى بجواز الغزو وكان جاهلا بتاريخ بغداد .. فيعلم وليعلم أن دمشقُ سوريّة تختلف عن راوندا ودارفور ومقديشو، وتختلف حتى عن طرابلس وبنغازي الّليبيتين، دمشق تعني النسيج التكاملي الداخلي لتاريخ المنطقة، تاريخ بلاد الشام هو أعرق وأقدم تاريخ للبشر.
 
إن كانت فراعنة مصر تاريخها 6000 سنة، وبغدادُ أرضُ الجودىّ حيث أستقرّ عليها سفينة نوح فوق نجف قبل 3000 سنة، وتاريخ أرض وحى الحجاز 1400 سنة، فإن تاريخ بلاد الشام عبر بوابة دمشق تشهد له سبعة آلاف سنة، إذن بوابة دمشق لم تكن لحافظ الأسد يوما برمّتها، ولن تكن اليوم لبشارالأسد لوحده، إن كان المفتي هكذا فهمها دمشق فأفتى فتواه.
 
لازلت اتذكر تهاليل البولنديين وزغاريد نسائهم قبل ثلاثين سنة، لما قامت الحكومة البولندية بإلغاء الأحكام العرفية ليلة 31 كانون الأول/ديسمبر، لكن قانون إلغاء الطوارئ في سوريا لم تأت للسوريين بصباح الفرج دون المزيد من الدماء والدمار، يبدو ان هناك من يقف وراء بوابة دمشق ليُغلقها، إلى جانب من يقف عليها ليُسقطها، وهم اعجز من ان يفتحوها ناهيك من ان يُغلقوها او يُسقطوها، كما وأؤكّد ان البوابة الحضارية الدمشقية أعظم من ان تسقط  كجدار برلين الإشتراكي او بوابة كرملين اللينيني.
 
وأؤكد ان جميع بواباتنا التاريخية العريقة ستبقى صامدة كالجبال، بشموخها التاريخي في سلاسلها الجبلية من المنامة الى دمشق ومن الرياض الى بغداد ومن الرباط الى نواكشوط، وسيسقط السفاكون الخونة والعملاء كأوراق الخريف في مهبّ الريح واحد تلو الآخر شائوا أم ابوا ومهما أرادو من إلحاق دمشق ببيروت وبغداد .. لقد ذهب زين العابدين بن علي فأين تونس الآن.؟ وذهب حسني مبارك فأين مصر الآن.؟ وقد يذهب علي عبدالله صالح فاين ستكون اليمن.؟ وإن ذهب بعده القذافي فأين تكون ليبيا الغد.؟ كما وإن ذهب غيرهم من عواصمنا فأين سنصل بتلك العواصم غدا.؟ هل سنصعد بها الى المرّيخ، أم نبقى فيها على الأرض نكيل الفضاء بمكيالين ونحرث الأرض بالمحراث.؟

 

النهاية

1 تعليقات

  1. زكي عبود فلفة - اليونان15 مايو, 2011 20:30

    اللهم انصر اخواننا في سوريا شكرا استاذ احمد

    ردحذف
أحدث أقدم