قد شرع الله سبحانه و تعالى الأحكام من أجل صلاح البشرية و العيش بخير و سلام و نهى عن كثير و غض النظر عن كثير من باب التيسير على الناس "الدين يسر و ليس عسر" من تلك الحدود و النواهي ما ترك فيه الأمر بين الله عز وجل و بين العبد ليلقى حسابه من الله عاجلا أو آجلا في الدنيا أو يوم الحساب و الله يعفو عن كثير و هو رحيم لطيف بالعباد . ومن تلك الحدود ما بين الله لها عقاب في الدنيا و آلية للتطبيق لكي لا يكون الأمر فوضى بين الناس و يستغل الدين في ظلم الإنسان أو تصفية الحسابات بين طائفة و أخرى.
لكن الملاحظ هذه الايام الشدة و الغلاظة في تطبيق تلك الأحكام من قبل المحاكم الشرعية ظنا منهم أن التشدد و الغلاظة في تطبيق الأحكام و صرامة العقوبات هو الأقرب للإسلام غير مستدركين أن ذلك يشكل ظلم للناس و فيه خروج عن الإسلام الصحيح الذي أوصانا بالعدل. و الإسلام دين وسط لا إفراط و لا تفريط.
فعلى سبيل المثال و ليس الحصر موضوع الخلوة و هو المعروف عن خلوة المرأة مع رجل ليس بمحرم لها ، و هو أمر نهى عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله من باب التحذير" لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " و من باب النهي في قوله " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ".
و الجدير بالذكر و للتوضيح الخلوة من النواهي التي لم يرد عليها أي عقاب في القرآن و لا في السنة و لا في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا في عهد الخلفاء الراشدين من بعده و ما نراه من أحكام حالية ماهو إلا من باب الغلو والتشدد في الدين و ليس له وجود و غير مطبق في سائر البلاد الإسلامية.
لكن للأسف وصل بنا الحال هذه الأيام أن نرى عقوبة الخلوة تفوق عقوبة الزنا ذاتها و أصبحنا نرى أحكام بمئات الجلدات و سجن بالشهور و السنين و فصل عن العمل و إبعاد عن البلاد و كأن الإسلام أتى لينتقم من الإنسانية و البشرية . متجاهلين قول الله تعالى في سورة النور ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ).
فعلا أمر عجيب كيف يتم جلد المختلي في أمر ليس عليه عقوبة دنيوية في الاسلام و من (اللمم) بمئات الجلدات بينما حد الزنى ككبيرة من الكبائر مائة جلدة و لا تتحقق إلا بالإعتراف الصريح دون إكراه أو بأربع شهود شاهدوا الفعلة تفصيليا و متفقين على وصفها برأي واحد.
قال تعالى في سورة النجم : وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32)
و قال تعالى في سورة النساء : إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (31).
و قال تعالى في سورة آل عمران : الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136).
هنا بعض الأمثلة على تلك الأحكام المتشددة مقتطفة من الأخبار:
1.أصدرت المحكمة العامة في مكة المكرمة حكما بسجن أكاديمي معروف 8 أشهر و180 جلدة لإدانته بخلوة غير شرعية مع إحدى الطالبات بعدما تم القبض عليه وبرفقته الفتاة من قِبل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أحد المواقع في مكة المكرمة .
2. أصدر قاضي بمحكمة الخبر بالمنطقة الشرقية حكما بالسجن لمدة شهرين ومائة جلدة على محرر صحفي بتهمة الخلوة غير الشرعية. وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ألقت القبض على الصحفي وهو بصحبة فتاة في مقهى .
3.صدقت محكمة التمييز بالرياض على الحكم الصادر ضد امرأه غير سعودة تبلغ من العمر 70 عاما بالسجن أربعة اشهر وترحيلها إلى بلادها الذي لم تراها منذ 30 عاما . و التي اتهمت من قبل هيئة الأمر بالمعروف بالخلوة مع شاب في العشرين من العمر كان يسلمها خبزا والذي حكم عليه بنفس الحكم و الطريف أن صديق الشاب والذي كان ينتظره في الخارج حكم عليه بالسجن 6 أشهر و60 جلدة.
4.صدر الحكم بحق مرتكبي جريمة الاغتصاب بحق فتاة القطيف ، وكان الحكم "بسجن الأربعة وجلدهم على التوالي : 5 سنوات و 1000 جلدة للأول ، الثاني 4 سنوات و350 جلدة ، أما الاثنان الباقيان فلكل منهما سنة و80 جلدة ، كما خلص الحكم إلى جلد الفتاة والشاب الذي كان برفقتها قبيل الاختطاف 90 جلدة لكل منهما.
5.في قضية برجس الشهيرة و التي نشر مقطعها في الإنترنت . صدر حكم بسجن برجس 12 عاما و 1200 جلدة ، كما حكم على يوسف أبكر بالسجن 6 سنوات و 600 جلدة ، أما الثالث عبدالرحمن فحكم عليه بالسجن عامين و 200 جلدة.
6.الحكم على أستاذ جامعي سعودي بالسجن 8 أشهر وجلده 600 جلدة لعلاقته الهاتفية مع طالبة و سجن الطالبة 4 اشهر و جلدها 350 جلدة.
مذكرا بقول الله تعالى في سورة المائدة : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (45). و أيضا : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (47).
أمرعجيب و لا يدخل العقل.
هل الجلوس في مطعم أو مقهى و هو موقع عام خلوة !؟
هل ركوب امرأة في سيارة خلوة ! و ماذا عن الركوب في التاكسي أو مع السائق و ما ذا لو كان السائق سعودي أو أجنبي !؟
هل دخول المرأة لمحل تجاري مع البائع خلوة !؟
هل اجتماع المرأة العاملة بأحد عملائها أو وكيلها الشرعي للتفاوض و مناقشة سير العمل خلوة !؟
هل تصادف التواجد في مصعد مع امرأة خلوة !؟
هل وجود ربة المنزل مع السائق لوحدهما في المنزل خلوة !؟
هل تقديم العون لامرأة محتاجة مشوار أو توصيل لمستشفى او عملها خلوة !؟
هل تواجد الطبيب مع الممرضة في العيادة خلوة !؟
هل تعرف الشاب على فتاة أوالرجل مع المرأة من أجل التفاهم بنية الزواج الحلال خلوة !؟ ألم يشهد التاريخ الكثير من قصص التعارف حتى أيام الصحابة و السلف الصالح أم أن إسلامنا اليوم غير و قد اختصنا الله به من دون الناس !؟.
و لماذا و كيف وصلنا لهذه الدرجة من سوء الظن بالناس !؟ و وضع افتراضية أن كل اجتماع بين رجل و امرأة غرضه الجنس !؟ ألم يأمرنا الدين الاسلامي بحسن الظن بالناس والتماس العذر لهم و غض النظر و الستر عليهم ، ناهيك عن التجسس عليهم و ملاحقتهم و متابعتهم و انتهاك خصوصياتهم للسعي للإيقاع بهم ، و كل هذه الأفعال من المحرمات شرعا !؟ و مرفوضا عرفا و عقلا و إنسانية على مستوى العالم.
لذلك أرى أن لا يترك الأمر يمر مرور الكرام و يجب مراجعة كل ما صدر من أحكام و إعادة النظر فيها لكي لا نكون سببا في ظلم العباد و تشويه سمعة الإسلام و سمعة بلاد الحرمين و أذكر بقول الله تعالى في سورة الأنعام الآية 82 ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ). فلا يجتمع الأمن مع الظلم .
و لا بد من تعريف الخلوة تعريفا شرعيا متفق عليه من قبل مختلف المذاهب الدينية و ما تستوجبه من عقاب شرعي إن وجد و ليس حسب معتقدات و تشدد طائفة معينة أصبحت هي الآمرة و الناهية دون غيرها.
و الأمر يستوجب تدخل هيئة و جمعية حقوق الإنسان و النشطاء الحقوقيين وعقلاء و مفكري الأمة لوضع حد لهذا التجبر و الظلم على الإنسان في الأحكام و متابعة و مراقبة تلك الأحكام و تنفيذها أيضا من عملية الجلد و نوعية السواط و كيفية الجلد و كفى تعذيبا و إذلالا للإنسان بإسم الإسلام , و الإسلام من كل ذلك بريء.
لكن الملاحظ هذه الايام الشدة و الغلاظة في تطبيق تلك الأحكام من قبل المحاكم الشرعية ظنا منهم أن التشدد و الغلاظة في تطبيق الأحكام و صرامة العقوبات هو الأقرب للإسلام غير مستدركين أن ذلك يشكل ظلم للناس و فيه خروج عن الإسلام الصحيح الذي أوصانا بالعدل. و الإسلام دين وسط لا إفراط و لا تفريط.
فعلى سبيل المثال و ليس الحصر موضوع الخلوة و هو المعروف عن خلوة المرأة مع رجل ليس بمحرم لها ، و هو أمر نهى عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله من باب التحذير" لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " و من باب النهي في قوله " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ".
و الجدير بالذكر و للتوضيح الخلوة من النواهي التي لم يرد عليها أي عقاب في القرآن و لا في السنة و لا في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا في عهد الخلفاء الراشدين من بعده و ما نراه من أحكام حالية ماهو إلا من باب الغلو والتشدد في الدين و ليس له وجود و غير مطبق في سائر البلاد الإسلامية.
لكن للأسف وصل بنا الحال هذه الأيام أن نرى عقوبة الخلوة تفوق عقوبة الزنا ذاتها و أصبحنا نرى أحكام بمئات الجلدات و سجن بالشهور و السنين و فصل عن العمل و إبعاد عن البلاد و كأن الإسلام أتى لينتقم من الإنسانية و البشرية . متجاهلين قول الله تعالى في سورة النور ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ).
فعلا أمر عجيب كيف يتم جلد المختلي في أمر ليس عليه عقوبة دنيوية في الاسلام و من (اللمم) بمئات الجلدات بينما حد الزنى ككبيرة من الكبائر مائة جلدة و لا تتحقق إلا بالإعتراف الصريح دون إكراه أو بأربع شهود شاهدوا الفعلة تفصيليا و متفقين على وصفها برأي واحد.
قال تعالى في سورة النجم : وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32)
و قال تعالى في سورة النساء : إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (31).
و قال تعالى في سورة آل عمران : الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136).
هنا بعض الأمثلة على تلك الأحكام المتشددة مقتطفة من الأخبار:
1.أصدرت المحكمة العامة في مكة المكرمة حكما بسجن أكاديمي معروف 8 أشهر و180 جلدة لإدانته بخلوة غير شرعية مع إحدى الطالبات بعدما تم القبض عليه وبرفقته الفتاة من قِبل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أحد المواقع في مكة المكرمة .
2. أصدر قاضي بمحكمة الخبر بالمنطقة الشرقية حكما بالسجن لمدة شهرين ومائة جلدة على محرر صحفي بتهمة الخلوة غير الشرعية. وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ألقت القبض على الصحفي وهو بصحبة فتاة في مقهى .
3.صدقت محكمة التمييز بالرياض على الحكم الصادر ضد امرأه غير سعودة تبلغ من العمر 70 عاما بالسجن أربعة اشهر وترحيلها إلى بلادها الذي لم تراها منذ 30 عاما . و التي اتهمت من قبل هيئة الأمر بالمعروف بالخلوة مع شاب في العشرين من العمر كان يسلمها خبزا والذي حكم عليه بنفس الحكم و الطريف أن صديق الشاب والذي كان ينتظره في الخارج حكم عليه بالسجن 6 أشهر و60 جلدة.
4.صدر الحكم بحق مرتكبي جريمة الاغتصاب بحق فتاة القطيف ، وكان الحكم "بسجن الأربعة وجلدهم على التوالي : 5 سنوات و 1000 جلدة للأول ، الثاني 4 سنوات و350 جلدة ، أما الاثنان الباقيان فلكل منهما سنة و80 جلدة ، كما خلص الحكم إلى جلد الفتاة والشاب الذي كان برفقتها قبيل الاختطاف 90 جلدة لكل منهما.
5.في قضية برجس الشهيرة و التي نشر مقطعها في الإنترنت . صدر حكم بسجن برجس 12 عاما و 1200 جلدة ، كما حكم على يوسف أبكر بالسجن 6 سنوات و 600 جلدة ، أما الثالث عبدالرحمن فحكم عليه بالسجن عامين و 200 جلدة.
6.الحكم على أستاذ جامعي سعودي بالسجن 8 أشهر وجلده 600 جلدة لعلاقته الهاتفية مع طالبة و سجن الطالبة 4 اشهر و جلدها 350 جلدة.
مذكرا بقول الله تعالى في سورة المائدة : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (45). و أيضا : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (47).
أمرعجيب و لا يدخل العقل.
هل الجلوس في مطعم أو مقهى و هو موقع عام خلوة !؟
هل ركوب امرأة في سيارة خلوة ! و ماذا عن الركوب في التاكسي أو مع السائق و ما ذا لو كان السائق سعودي أو أجنبي !؟
هل دخول المرأة لمحل تجاري مع البائع خلوة !؟
هل اجتماع المرأة العاملة بأحد عملائها أو وكيلها الشرعي للتفاوض و مناقشة سير العمل خلوة !؟
هل تصادف التواجد في مصعد مع امرأة خلوة !؟
هل وجود ربة المنزل مع السائق لوحدهما في المنزل خلوة !؟
هل تقديم العون لامرأة محتاجة مشوار أو توصيل لمستشفى او عملها خلوة !؟
هل تواجد الطبيب مع الممرضة في العيادة خلوة !؟
هل تعرف الشاب على فتاة أوالرجل مع المرأة من أجل التفاهم بنية الزواج الحلال خلوة !؟ ألم يشهد التاريخ الكثير من قصص التعارف حتى أيام الصحابة و السلف الصالح أم أن إسلامنا اليوم غير و قد اختصنا الله به من دون الناس !؟.
و لماذا و كيف وصلنا لهذه الدرجة من سوء الظن بالناس !؟ و وضع افتراضية أن كل اجتماع بين رجل و امرأة غرضه الجنس !؟ ألم يأمرنا الدين الاسلامي بحسن الظن بالناس والتماس العذر لهم و غض النظر و الستر عليهم ، ناهيك عن التجسس عليهم و ملاحقتهم و متابعتهم و انتهاك خصوصياتهم للسعي للإيقاع بهم ، و كل هذه الأفعال من المحرمات شرعا !؟ و مرفوضا عرفا و عقلا و إنسانية على مستوى العالم.
لذلك أرى أن لا يترك الأمر يمر مرور الكرام و يجب مراجعة كل ما صدر من أحكام و إعادة النظر فيها لكي لا نكون سببا في ظلم العباد و تشويه سمعة الإسلام و سمعة بلاد الحرمين و أذكر بقول الله تعالى في سورة الأنعام الآية 82 ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ). فلا يجتمع الأمن مع الظلم .
و لا بد من تعريف الخلوة تعريفا شرعيا متفق عليه من قبل مختلف المذاهب الدينية و ما تستوجبه من عقاب شرعي إن وجد و ليس حسب معتقدات و تشدد طائفة معينة أصبحت هي الآمرة و الناهية دون غيرها.
و الأمر يستوجب تدخل هيئة و جمعية حقوق الإنسان و النشطاء الحقوقيين وعقلاء و مفكري الأمة لوضع حد لهذا التجبر و الظلم على الإنسان في الأحكام و متابعة و مراقبة تلك الأحكام و تنفيذها أيضا من عملية الجلد و نوعية السواط و كيفية الجلد و كفى تعذيبا و إذلالا للإنسان بإسم الإسلام , و الإسلام من كل ذلك بريء.
- بقلم: عادل محمد عبده
- نشر هذا المقال في: صحيفة مرايا الإلكترونية
من أجمل المقالات التي قرأتها، عقلية رائعة
ردحذفاختكم / هدى
لقد أصاب الأستاذ عادل في ما قال, ففعلا وصلنا لمرحلة من البعد عن الخالق و شريعته ما نستحق به ما يقال عن الإسلام و المسلمين في بلاد الغرب, و نعتهم للمسلمين بالإرهابيين, و وصمهم لللإسلام و تجرأهم عليه إنما هو نابع من تفريطنا نحن المسلمون في ديننا و بعدنا عن تعاليمه السمحة.
ردحذفمع خالص تحياتي و تقديري الشديد لشخصكم
الأخ العزيز/ أحمد نجم الدين تقبل مني خالص التقدير تعليقك في محله.. مرحباً بك دائماً.. أنت إنسان رائع جداً.
ردحذفأتمنى أن يعود الإسلام كما كان
ردحذفاتفق مع Ahmed لكم شكري وحبي