حديث الصباح والمساء
هي رواية كل كائن وإنسان على وجه الأرض... نفس البداية والنهاية.. لا يختلف فيها صبى عن رجل عن امرأة عن فتاة مهما اختلفت وتباينت الأحداث. فهذا "أحمد عطا المراكيبي" العملاق ذو الجسم الطويل المنبسط.. يباشر الأعمال ويتولى المهام ويرجع في نهاية المطاف مثقل الأجفان ويسلم روحه منتصف الليل، وأيضا "حليم عبد العظيم داود" ولد في أحضان الترف والغنى وهزمه المرض الذي أسلمه إلى الموت.. و"صديقة"، "رشوانة"، "معاوية"، "بليغ".. وغيرهم ممن استعرض حياتهم في هذا الكتاب المبدع ونجيب محفوظ" وكان من خلال تصويره لهم يصور حياة البشر أجمعين.. ويعلنها عالية واضحة لا فرار منها.. يعلن أن الحياة كما تبدأ بصرخة وليد تنتهى بشهقة الموت.. فهذه القصص جمعت من الأهل والأقارب والآباء والأبناء ما يترجم هذه الفكرة ويجسدها أمام قارئ الراوية.. وفي بساطة الفكرة وتكرار أحداثها مع شخصها.. كان عمق الفلسفة وإصرارها التي أرادها أديب نوبل.. أنها ليست قصة بعض الأشخاص وإنما هي قصة الحياة والموت والفلسفة التي تصدر منها والبلاغة التي تصيغ حبات الأحداث ودرر الكلم في مزيج أخرج من المعتاد شرابا جديدا لن نمل الاستمتاع به رشفة رشفة.