داني زهير: أرفض مقاطعة المهرجانات لمجرد وجود إسرائيل!

اكتسب الفنان التشكيلي والشاعر المغربي الأصل داني زهير خبرة حياتية واسعة يصفها بالمجنونة في رحلة سفره الابداعية التي قادته للبحث عنها بين موطنه الأصلي واسبانيا ثم فرنسا التي قرر أن يستقر بها منذ حوالي عشر سنوات هائما في حضن المدرسة السريالية

التي سحرته بعد أن استطاعت كلمات الشاعر الفرنسي آندريه بريتون اقناعة بأن تلك المدرسة الفنية هي ذاته الابداعية وأن حكمة الفيلسوف سيجموند فرويد التي كان لها الفضل في تأسيس الفن السريالي ستمكنه من  تحويل ريشته الإبداعية إلى سلاح يخترق به عالم العقل والخيال.
وتحدث  الفنان المغربي لـ"للأزمة" عن حبه للفن التشيكلي وللشعر العربي الذي لا يزال يواظب على حفظه رغم سنوات الغربة وعيشه في مجتمع لا يتكلم العربية كما استطاع أيضا أن يكتب خلالها الكثير من الأبيات الشعرية العربية، أما بالنسبة لابداعه في الفن التشكيلي فأبرز لوحاته "بين الماضي والمستقبل" و"الأمومة" كما شارك بأكثر من 500 لوحة فنية في عدة معارض بفرنسا واسبانيا والمغرب وحصل على العديد من الجوائز.
وأكد زهير أنه يؤيد بتحفظ مسيرة الفنانين العرب الرافضة لعرض الفيلم الاسرائلي في مهرجان لقاء الصورة الأخير في مصر "أنا أثني على موقفهم فجميل أن يكون المبدع مؤمن بقضايا أمته ويدافع عنها إلا أنني لا أتفق معهم في  شيء، حيث كان عليهم أن يؤسسو موقفهم الرافض على محتوى الفيلم وليس مجرد هوية مخرجته.
وأضاف إن كان للفيلم نزعة عنصرية أو ينكر حق العرب في فلسطين والقدس ويدافع عن جرائم إسرائيل فهنا كان لازما علينا  جميعا الوقف ضد عرضه بل لابد أن نقوم بالرد عليه بالضغط على ادارة المهرجان بسحب الفيلم فورا والاعتذار ومقاطعة جميع فعاليات المهرجان، أما إن كان الفيلم يقدم رؤية مختلفة لرجال السياسة الاسرائليين فأنا شخصيا لا أرى مانعا من عرضه لأن الفن لا بد أن يكون مستقلا عن السياسة.
وأوضح "نحن نعلم أن من اليهود الكثير من الأدباء وفنانين ممن لا ينكرون حق الفلسطينيين في قيام دولتهم وأن اسرائيل دولة الباطل، وكم شاهدنا من حملات لفنانين اسرائيلين يشجبون سياسية اسرائيل ضد الفلسطييين، ومثل هؤلاء الفنانين والمبدعين لا داعي بل ربما من غير المنطقي مقاطعتهم والامتناع عن مشاهدة أعمالهم الفنية وقراءة كتاباتهم الإبداعية".
وقال: أنا أحاول أن اجعل من فني رسالة لقضايانا العربية من فقر و تهميش وبطالة وغيرها والتي تحتاج إلى تضافر الجهود لتغييرها فعلى الرغم من أن الأمة العربية لم تقدم لي شيئا يخدمني من الناحية الفنية فلا دعم مالي ولا حتى معنوي تلقيته في مسيرتي الفنية، وهذا راجع لأسباب سياسية نعلمها جميعا أدت إلى تهميش المبدع العربي في كل المجالات وليس في الرسم والشعر فقط إلا أنني عربي وسأبقى وفيُ لقوميتي وهويتي العربية.
وحول المضايقات التي يتعرض لها كمبدع عربي مقيم في فرنسا أوضح داني زهير "إن كنت فنانا ففنك هو الذي يتحداهم ولهذا إن لم تكن فنانا لا يعترفون بك وهذا ما دفع بالعديد من الجرائد الفرنسية للكتابة عني وأنا أعتقد أنه حتى لو قمت بتناول موضوعات تنتقد فرنسا فلن يمنعني أحد وهذا السر في تفوقهم فهم يميزون بين الفن والسياسة".
وأضاف "لا ننكر بالطبع أن هناك تيارا ضد العرب في فرنسا وهذا أمر طبيعي أصبحنا نعرف كيفية التعامل معه وفي هذا الصدد دعني أسرد لكم واقعة حدثت لي في فرنسا لا أزال أتذكر تفاصيلها حيث كنت فزت بجائزة تكريمية وكانت الجائزة تمثيل فرنسا في أحد المهرجانات العالمية وعندما ذكر اسمي وقفت فانبهروا لأني عربي ولم تعجبني نظراتهم وخرجت وتركت لهم جائزتهم، للأسف نحن من ترك لهم تلك المساحة فلابد أن نقوم بالرد عليهم بالتفوق في الابداع ومنافستهم، أنا تفوقت عليهم فنيا فأردوا أن يهزموني بنظراتهم الحاقدة فتفوقت عليهم مرة أخرى بتركي للجائزة.
وحول موقفه من المهرجانات التي تضم يهودا فقال: لقد شاركت في مهرجانات كثيرة ولم ألتقي بفنان يهودي إنهم يخشون العرب هنا ولقد تجولت بين اسبانيا وفرنسا تقريبا كلها وايطاليا وبلجيكا ولم أصادف يهوديا يقول لي أنا يهودي، وأعتقد أن هذا جبن منهم.
وحول مستقبل الابداع في العالم العربي قال إن الفنان يعيش تحت سلطات رقابية متعددة قد تمنعه أحياناً من ممارسة الفن ولن يرى الفن النور إلا إذا تحرر وقامت الدول العربية بدعمه وتشجيعه بالشكل الصحيح، وللأسف انعكس ذلك على الفرنسيين والغرب بشكل عام فهم ينظرون إلينا كيد عاملة فقط وليس كمبدعين، لكن الأساس هو الموهبة التي لا تدرس ولا تكتسب فهي هبة من الخالق والغربة تعصر القلوب فتولد طاقة الفنانون المغاربة يعانون من قلة قاعات العرض وبذلك يضطرون إلى عرض أعمالهم الفنية في الفنادق وساحات المدن.

شاهد فيديو معرض داني زهير

هنا: http://ec2-75-101-139-37.compute-1.amazonaws.com/dani%20zouhair/shot/192691

نشر اللقاء: في صحيفة الأزمة الإلكترونية