لا تلوموا شيخاً يدعو للقتل!

«الشيخ» أو رجل الدين الذي أفتى ويفتي بتحليل دم البشر لمجرد الاختلاف معهم، أو تقديم أحد لرأي يختلف مع تقليدية آرائه أو السائد منها، لا يلام.
و»الشيخ» الذي يحلل الدماء وأرواح المسلمين، مقابل اقتناعات، اعتاد عليها، في الحياة العامة ويضع الروح والرأي في ميزان واحد، لا يلام.
و»الشيخ» الذي يقدم لأفكار تتعارض مع فكرة الدولة الحديثة، ويغيب الدولة أو يتجاهل فكرة مؤسساتها المدنية، ويرفض علاقة الدولة بالمؤسسات الدولية والقانون الدولي، ويعيش في عالم يتخيله، حيث السلطة هي رجال الدين، ومخالفة توجهات مؤسسات الدولة وقيادتها، لا يلام هو أيضا.
و»الشيخ» الذي يتفرغ للتعليق والتقاط كل صغيرة وكبيرة على الأفراد مفكرين أو مثقفين أو صحفيين، أو على المؤسسات والهيئات عبر فتوى، ويكرر الاستعراض مرة بعد مرة بعد مرة، وسط احتفاء للاتباع، لا يلام كذلك.
و»الشيخ» الذي يبرر أو يصمت أمام فكر العنف والتطرف وفتاوى القتل واستباحة الأرواح، و يتحدث بشكل مستفيض عن الآخر ومحاربة من لا يتفق مع نهجه ورؤيته المتواضعة، لا يلام.
و»الشيخ» الذي يقف عقبة في طريق أمة أو مجتمع كامل نحو التطوير والتحديث الطبيعي، ويحارب كل من ينهج هذا الخط، لا يلام.
ومهما تكن النتائج أو أبعادها فلن يفيد اللوم والعتب.لماذا..؟!.
لأن فتاوى التطرف والتشدد، فتاوى التحجير على الناس، فتاوى القتل وإباحة دماء المسلمين، ليست جديدة على أصحاب هذا الفكر ونشطائه، وهي تعكس لفكر حملوه طوال عقود طويلة، ونفذوه على الأرض إرهابا وتخريبا، وحشدوا له الأتباع، ومرروا لأفكاره في المدرسة والحي والمسجد، والنشاطات التي تولوا رعايتها.
ولن يكون سهلا التخلص من الآثار الكثيفة والثقيلة لفترة ما يسمى عنوة «بالصحوة الإسلامية» وغفلتها، إلا عبر موقف شجاع من العلماء الحقيقيين، وصولا إلى كبح جماح الفتوى، اختراق الحياة العامة وتفريغها من معناها الإنساني، والإصرار على إغلاقها واختزالها في مسارهم ومفهومهم الضيق.
إلى لقاء

  • بقلم: ناصر الصرامي
  • زاوية: ممر – صحيفة الجزيرة السعودية
  • الأحد 7 مارس 2010

4 تعليقات

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  2. »الشيخ» الذي يقدم لأفكار تتعارض مع فكرة الدولة الحديثة، ويغيب الدولة أو يتجاهل فكرة مؤسساتها المدنية،

    في الواقع الحقيقي للحيآة لا يوجد التقسيم إلا في فكر من يسمون انفسهم بالمحدثين ..
    والعجيب اننا لا نرى لهم أي مدد في خدمة الوطن ..
    ورجال الدين اقل ماقدموهـ هي المطالبة بتوظيف الشباب ..
    لا المحاولة في تفتيت جزء اساسي نشئ مع نشئ الحياة في الدول السعودية الثلاث ..
    فجميعنا كـ مسلمين نريد الحياة في كنف الدين ..
    واوافق الكاتب في اعتقادات بعض المحسوبين على الملتزمين بالدين .. بشطحات عجيبة ..
    ولكن رغم شطحاتهم فهم انجزوا بخلاف التيار الجديد من الليبرالين ومايسمونهم متفتحين ..

    ردحذف
  3. أتفق كثيرا مع أخوي الهامس أشكرك كلام منطقي واقعي

    ردحذف
  4. كريم السالمي11 مارس, 2010 18:47

    كلام خطير
    الله يعينك بس على الناس اللي ماتفهمك ولا تفهم شي

    ردحذف
أحدث أقدم