هذا هو الإنتصار الحقيقي!

1263202607- من قال اننا خسرنا مباراة نصف نهائي الكان أمام مصر ، من قال أن المنتخب الجزائري أقصي من أنغولا 2010 ، من قال أن الجزائر خرجت تجر أذيال الهزيمة برباعية فرعونية ، من قال كل هذا فهو مخطئ لأن الجزائر فازت بالمباراة و بالنتيجة و الأداء ، تقول لي كيف ، أقول لك أن يلعب فريق بثمانية ضد خصمين في آن واحد و يخرج و يتلقى أربعة أهداف فقط ، أنا أعتبر هذا انجاز و انتصار . خصم الجزائر الحقيقي في المباراة لم يكن الفرعون بقدر ما كان حكما ظالما جائرا في قراراته ، ليقع المنتخب الوطني في حتمية المؤامرة التي تم عجنها و خبزها بفاضحة تؤكد لنا أن التحكيم الإفريقي فاشل حتى في التحايل ، أنظار العالم كلها كانت مشدودة إلى بانغيلا لمشاهدة مباراة حقيقية في كرة القدم ، مباراة تجسد لنا فعلا عرسا إفريقيا عربيا يُخلد في ذاكرة المستديرة ، لكن هيهات هيهات عندما يتعلق الأمر ببقعة سوداء تترك بصمة عار في مشهد أبيض ناصع ، المنتخب الجزائري الذي بلغ في هذه البطولة ما لم يبلغه منذ عشرين عاما اصطدم للمرة الثانية بجدار المؤامرات اللعينة بعد سيناريو خيخون الفاضح ضد الألمان ، صحيح أن المباراة انتهت بتأهل الفرعون لكن دون انهزام المحاربون ، و أي درس تركناه في أرض أنغولا و أي بصمة وضعناها في جبين الكان 2010 ، لهذا نقول أن المنتخب الجزائري لم ينهزم بل انتصر بالروح الرياضية الشعبية ، انتصر لأنه فاز بشعب آمن بأن الكرة المستديرة لم تعد مجرد كرة في بساط أخضر بقدر ماهي عنوان للتضامن الشعبي و رمز للعلم الوطني و قلب ينبض بحروف الجزائر .

لا نبرر أبدا انهزامنا لأننا ببساطة لم ننهزم ، لأن المنهزم و الخاسر كان التحكيم الأفريقي الذي كان عليه أن يمسح الغبار عن نفسه قبل مونديال البافانا بافانا ، الخاسر كان الاتحاد الإفريقي الذي لم يتعلم بعد من دروس الماضي ، الخاسر الأكبر هو مستقبل الكرة الإفريقية ، هذا وكي يعلم الجميع لماذا لم تمنح الفيفا ثقتها بالقارة السمراء لتنظيم المونديال إلا بعد مد و جزر ، فقط لهذه الأسباب ، لأن العرس الكروي العالمي أسمى من أن يتلوث بمثل هذه الفضائح ، إذن لنرتقب من الآن سيناريوهات و مشاهد يندى لها الجبين خلال مونديال الصيف ، و على الجزائر من الآن التفكير في حل شفرة المؤامرة القادمة في جنوب القارة .

مدرسة أنغولا 2010 التي تعلمنا فيها أن الانتصار الحقيقي هو ذلك الذي ينبض بالروح و المُثل العليا و التقاليد العريقة ، و لهذا أخذنا من أنغولا حصة الأسد ، كيف ولا و قد أنجبنا مدربا اسمه سعدان و فريق محاربا في الميدان و شعب تغذى بالإيمان ، لهذا قلت و لا أزال أقول أن الجزائر لم تنهزم أبدا بل أبدعت و تميزت و أبهرت ، و الأهم أنها أعطت قلبا يبض كرة و هذا هو الإنتصار الحقيقي .

بقلم: زكريا بوخزة

2 تعليقات

  1. موضوع رائع جداً وفي غاية الأهمية شكراً

    ردحذف
  2. عبدالله علي14 فبراير, 2010 05:36

    فعلاً كلام واقعي!!

    ردحذف
أحدث أقدم