الحب باللون الأحمر!!

T_312d88e0-f52c-45ee-a333-bc20a25a5b74 بدأت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في اقتلاع كل ما قد يمثل مظاهر ليوم الحب، وشملت الحملة محلات الورود والهدايا.
وقال أحد بائعي الورد إن الهيئة تركز حالياً على اللون الأحمر؛ ما جعلنا نخفي هذا اللون من الورود وهدايا الحب في أماكن ومواقع لا يمكن كشفها(!)، ونقوم ببيعها للزبائن بأسعار مضاعفة, فالوردة التي قيمتها 5 ريالات تباع بسعر يزيد على 30 ريالا، وشملت هذه الممارسات محلات بيع الحلويات والشوكولاته، وكل ما له علاقة مباشرة أو غير مباشرة باللون الأحمر وأشكال القلوب وحركتها وما يدل عليها.
التعليق:
اللون الأحمر لون غير محبب لتجار الأسهم، وأصحاب القلوب الضعيفة، وهو أيضاً لون ضد حرية المرور والحركة، ومن يسر في شوارع الرياض يكتشف أن هذا اللون بلا شعبية، فالإشارات كلها خضراء، حتى وإن كان لونها أحمر قانياً. ولعلنا نجد نظرية المؤامرة هنا بين الهيئة وإدارة المرور، فالهيئة مصرة على اقتلاع واجتثاث اللون الأحمر حتى من عيوننا - نسأل الله ألا تصل إلى أوردتنا -، ثم يأتي المرور ليخالفنا ويحاسبنا إن تجاوزنا اللون الأحمر، ولم نمنحه الاحترام الذي يستحق وقوفاً وانتظاراً، وهو أمر يكشف سر حالة الفوضى «الاسبكتيه» أمام الإشارات المرورية.
عموماً، لولا هذه الجهود المباركة من الهيئة لأغلقت محلات الورود في البلاد وأعلنت إفلاسها، فهي تعوض خسائرها مع أيام تهريب اللون الأحمر وتجارته، لولا المبالغة لقلت إن شخصاً نافذاً في جهاز الهيئة له علاقة مشبوهة بتجارة اللون الأحمر، لذا يضع رأسه برأس الحب وسنينه وألوانه، حتى «يمشى» البضاعة.
هذا الأسبوع بدأت مواقع إلكترونية وخدمات الوسائط المتعددة تعيد للاتصالات كل تكاليف رسائلها المجانية، فقد قامت بإطلاق مجموعة من الرسائل المخصصة لعيد الحب، واشتملت هذه الحملة على الرسائل النصية والوسائط والأنغام العذبة.
وهي»عصية «على السيطرة والمراقبة، أضف إليها المحطات الفضائية التي ستتزين بكل درجات هذا اللون، وإشكال الحب الاصطناعي والطبيعي، وستضيف لها أنغام الموسيقى وإيقاعات الحب وأمنياته.
لذا قد يتفوق «المرور» بدون جهد، في يوم الحب على وضع موقع متميز للون الأحمر في عيون وقلوب بعض الناس، لأن القوة الناعمة الطبيعية تتفوق على قوة المنع والقمع للفنون بكل أطيافها، كما تتفوق على رفض الحب والموسيقى والحياة بطبيعتها.
وبالمناسبة فالهيئة بمثل هذه التصريحات هي أجمل أدوات تسويق وتذكير (عكسية) بالمناسبات السعيدة في الحياة، التي قد تمر بنا وننسى موعدها التالي، وبالمناسبة ويوم الحب، هو مجرد فرصة لتذكار حبيب دائم.. أو أمنيات تبحث عنه.. فلا بأس من التذكر وبكل الألوان..!
إلى لقاء

  • بقلم: ناصر الصرامي
  • زاوية: ممر – صحيفة الجزيرة السعودية 14 فبراير 2010

3 تعليقات

  1. الملكة اياتي14 فبراير, 2010 20:06

    رائع أيها الرائع..
    ممتع مقالك لكن أتحفظ على دعوة الهيئة للمشاركة في هذا العيد!!
    ناصر الصرامي .. شكراً جزيلاً لك..

    ردحذف
  2. أحمد حسن سالم14 فبراير, 2010 20:10

    الله يوفقهم ويقويهم!!

    ردحذف
  3. لا أشعر بأن لهذا الأجراء اي داعي
    والامر أبسط من ان يشغلوا انفسهم فيه
    ياحبذا لو يتوجهوا لأمور اعظم واعم نفع للأمه من منع اللون الاحمر
    خاصة اني ضد اجراء وبذل جهد على أمر لن احقق من سعيي له اي نتيجه فالممنوع دائما مرغوب
    وراح يتم

    ردحذف
أحدث أقدم