10 توجهات جديدة.. في عالم الموسيقى في العقد الجديد

14dy7 الألبومات ستختفي إلى الأبد ويسود البث الحي
لندن: «الشرق الأوسط»
يقول بيل غيتس إن المتنبئين غالبا ما يعيرون أهمية كبيرة لمقدار التغير التقني الذي يحصل في عام واحد، ولكنهم يعيرون أهمية أقل للتغيرات التي تحصل خلال عقد كامل. والآن ومع قدوم العام الجديد يعالج العديد من الخبراء جدوى الموسيقى المسجلة وقابلية استمرارها في الحياة خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، أي نحو العام 2020. وفي ما يلي بعض التصورات حول الاتجاهات العشرة الخاصة بالموسيقى وتقنياتها، التي سترسم معالم العقد المقبل.

* اندثار الألبوم الغنائي 1- الأغاني بدلا من الألبومات: الموسيقيون يعثرون دائما على أساليب لتسجيل موسيقاهم، فهذا اتجاههم الأساسي تماما، مثل الرسم بالنسبة إلى الرسامين، أو الكتابة بالنسبة إلى الكتاب. لكن يبدو أن عددا قليلا من الموسيقيين سيطلقون مجموعات من الأغاني التي تدور حول فكرة شائعة، أو صوت محدد. وبقدر انجذاب الكثيرين إلى مجموعات من التسجيلات الصوتية الطويلة، فإنها ليست في الواقع سوى توجه هو وليد الاقتصاد، أكثر منه وليدا من الفن! فهذه التسجيلات هي الأسلوب المناسب للشركات لضم مجموعة من الأغاني في رزمة واحدة لبيع حتى تلك التي لا تتمتع منها بشعبية واسعة.

ولكن، ومع الملفات الرقمية التي شرعت تأخذ محل التسجيلات العادية، فلا يوجد سبب اقتصادي لألبوم الأغاني لكي يبقى ويستمر. ففي العام 2020 سيشكل مبدأ الألبوم مفارقة تاريخية مع بقاء القليل منها في أيدي هواتها، تماما مثل الاسطوانات المدورة القديمة التي انقرضت اليوم. أما الموسيقى نفسها فستبقى وتستمر كأغان.

* بث حي 2- البث الحي بدلا من التنزيل على الأجهزة: من أين اقتبسنا الفكرة بأن الموسيقى الرقمية ينبغي تنزيلها؟ لقد بدأ هذا الأمر مع أقراص «سي دي» وشبكات التعامل بالملفات، مثل «نابستير» وغيرها، التي يجري تنزيل التسجيلات منها ونقلها إلى أي جهاز آخر. ولكن هناك أسلوبا أسهل. فإذا كنت مالكا لجهاز يستطيع التواصل مع الإنترنت من أي موقع ومكان، ألن يكون ذلك – أي البث الحي - أفضل لك من شراء قرصين «سي دي» جديدين كل شهر. يقول البعض إنهم راغبون في امتلاك الموسيقى. ولكن أليست هي مادة رقمية تحتل جزءا من القرص الصلب؟ فلماذا كل هذا الإزعاج؟ إذ يمكن الاستماع إليها عن طريق البث الحي عبر الإنترنت. لكن المشكلة أن مثل هذه الخدمات لا توفر لك كل الأغنيات المسجلة، كما أنها لا تعمل على جميع الأجهزة. وهذه المشكلة نابعة من صلب عمل الشركات، وليس لكونها مشكلة فنية، أو تقنية. وهذا الأمر يجري حله حاليا تدريجيا.

* أغان «سحابية» 3- في السحاب وليس على القرص الصلب: بعض الأغاني لا تتوفر عند الطلب. ولكن مع تعود المستخدمين على الإصغاء إلى الموسيقى التي سجلت من قبل محترفين عند طلبهم إياها، فإنهم يتوقعون توفر مجموعاتهم الشخصية على «السحاب الإلكتروني» - أي في الأجهزة التي توفرها شركات الكومبيوتر والإنترنت للخزن الإلكتروني بدلا من الكومبيوترات مثلا - أيضا. وهذا ما جعل «آي تيونز» تقدم مثل هذه الخدمات ليس عند الطلب فحسب، بل كخزانة حافظة للأغاني التي جرى تنزيلها سابقا أيضا.

4. النقاوة والوضوح بدلا من حجم الملف: حالما تصبح موسيقانا محفوظة بالسحاب، فلا نعود نبالي من امتلاء أقراصنا المحلية الصلبة. فـ«مايكروسوفت سكاي درايف» مثلا تقدم ما سعته 250 غيغابايت للتخزين على الشبكة مجانا، وبالإمكان بسهولة التيقن أن مثل هذه السعة ستزداد وتتضاعف مائة مرة في حلول العام 2020 لكي تصل إلى عدة تيترابايت (التيترا = ألف غيغا) من السعة المجانية. وقد يستغرق التعامل مع مثل هذه السعة وقتا أطول، ولكن النطاق العريض، وحتى النطاق اللاسلكي العريض، سيزداد إلى حد بحيث يمكن الحصول على بث للملفات الرقمية بوضوح تام، من دون أي خسارة، أو فقدان للجودة والنوعية، وبالتالي سيكتشف المستمعون ما كان ينقصهم.

5- الإضافات تصبح من الأمور العادية: مرة أخرى مع القلق من اختفاء مسألة التخزين بشكل تدريجي، ما الذي سيمنع الفنانين من ضم الأعمال الفنية إلى أعمالهم الموسيقية مثل الفيديو والأناشيد والأشعار والرسم، وحتى التطبيقات التفاعلية؟ وستصبح تطبيقات «آي فون» الفنية الحالية من الأمور العادية. فهواة الموسيقى العرضيون سيستقبلون بث أغنية، أو أغنيتين مجانا، أما الممعنون من هواة الموسيقى والمتحمسون لها فسيدفعون أجرا لتنزيل التطبيق برمته واستخدامه على نطاق واسع.

* إنتاج إبداعي 6- الإنتاج بدلا من الاستهلاك: التقنية الرقمية باتت المسيطرة على عمليات التسجيل. فالأعمال التي كانت تكلف عشرات الآلاف من الدولارات، فضلا عن ضرورة تخصيص استوديوهات متخصصة احترافية، باتت تنجز اليوم عن طريق اللابتوب وبرنامج مجاني مثل «كاراج باند» أو «أوداستي». والنتائج لن تكون جيدة عادة. لكن إجراء التجارب متعة بحد ذاتها، لأنها قد تبرز أحيانا بعض الدرر والجواهر. وكانت التقنية الرقمية والإنترنت قد جعلتا من الترويج والتوزيع أمرا في غاية السهولة قبل عقد من الزمن. ولكن في العام 2020 سيقضي هواة الموسيقى الفترة ذاتها تقريبا في إنتاج التسجيلات الموسيقية والتشارك بها مع الأصدقاء والأحباب، في الوقت الذي يستمعون فيه إلى الموسيقى المسجلة بصورة احترافية. فقبل عشر سنوات كان الكتاب نسيج وحدهم. واليوم بات الكل يملك مدونة، أو على الأقل صفحة «فيسبوك». وخلال عشر سنوات سيصبح الجميع موسيقيين وفناني تسجيل.

7- الإيحاء بدلا من البحث: وفي عالم الموسيقى التي تطلب من السحاب الإلكتروني، سيصبح البحث مهما للغاية. إذ سيرغب المستخدمون في العثور على الأغاني، لا عن طريق اسمها، أو ألبومها، أو مؤلفها فحسب، بل عن طريق مقتطفات من الأغنية، أو حتى عن طريق ترنيم لحنها، أو عزف جزء من لحنها. لكن البحث هذا قد يكون جزءا من السؤال. ففي العام 2020 ستصبح التوصيات أيضا، والآراء الشخصية بالأغنيات كالتي توفرها مواقع مثل «باندورا» و«سلاكر» وغيرها أكثر أهمية من البحث ذاته، ويتوجب دمجها في أي خدمة موسيقية ترغب في البقاء والاستمرار.

* احتفالات بدل الحفلات 8- الاحتفالات بدلا من الحفلات: سيشهد هذا العقد ابتعادا عن الحفلات التقليدية الخاصة بكل فرقة موسيقية واحدة، إذ سيمكن للأفراد انتقاء الاحتفالات التي يمكن أن يشاركوا فيها بحضور أي فرقة يرغبون بها، أي إن الاختيار سيكون اختيارهم الشخصي مثلما هو الحال لدى اختيارهم أنواع الموسيقى والأغاني على الإنترنت.

9- الاتصال الشخصي عبر المدونات والمواقع الشخصية: مع تراجع عائدات التسجيل يتوجب على الفرق الموسيقية جذب المعجبين واستقطابهم إلى حفلاتها الحية لكي تواصل استمرارها والإبقاء على الاتصال الشخصي معهم عن طريق المدونات والمواقع الاجتماعية، مثل «ماي سبيس» و«فيسبوك»، ونشر سيرهم الذاتية هناك مع لقطات فيديو تختلط بلمسات من الظرف والفكاهة وغيرها.

10- لذة القديم. وأخيرا سيأخذ القديم معنى جديدا لأنه في العام 2020 سيكون عمر جهاز «آي بود» الأصلي 22 سنة. ومع قيام مجموعة جديدة من النظم عالية النقاوة باكتساح عالم الموسيقى التي تبث عبر وصلات لاسلكية عالية السرعة إلى أجهزة جوالة رخيصة الثمن، سيحمل الذين يحنون إلى الماضي القديم الجيل الأول من أجهزة «آي بود» ويملأونها بالكثير من الأغاني في الوقت الذي سيحتفظ فيه الآباء والأمهات في أقبية منازلهم بالاسطوانات القديمة كذكرى من الماضي السعيد.
--------------------------------

  • عن: صحيفة الشرق الأوسط
  • بواسطة: الأخ العزيز/ خالد الزهراني

إرسال تعليق

أحدث أقدم