- في الصين، قبل أسابيع، حكم على رجل بالسجن 12 سنة وغرامة قدرها 70 ألف دولار لأنه التهم نمرا .. كما حكم بالسجن على أربعة آخرين شاركوا في أكل النمر والتستر على الحادثة !
ويقول سياق الخبر ان النمر – وهو من سلالة مهددة بالانقراض – هاجم الرجل الذي صد الهجوم ثم قام بالتهام النمر !
حين قرأت الخبر تساءلت .. هل ندم النمر على قراره الأحمق بالهجوم على هذا الرجل المفترس ؟! كيف سيذكر التاريخ هذا النمر المتهور الذي أثر مقتله على سلالة النمور الصينية الهندية التي لم يبق منها إلا 1800 نمر ؟! وفي المقابل ماذا قال الرجل للنمر قبل التهامه " من يضحك أخيرا يضحك كثيرا " أو " اتغديت بيك قبل تتعشى بيا " ؟! ولم أفهم حتى اللحظة سبب التهام النمر .. ولماذا لم يكتف الرجل بالدفاع عن النفس والتهام أي حيوان آخر ؟! ولماذا غابت الدبلوماسية عن الحوار "الجائع" بين نمرنا المغدور ورجلنا الغادر ؟!
نلاحظ من خلال هذه القصة، تحقق المقولة الصحافية الشائعة : " ليس الخبر أن كلبا قام بعض رجل .. إنما الخبر يكون حين يعض الرجل الكلب " ، ولعلها تعدل الآن إلى: رجل التهم نمرا .. هذا هو الخبر !
ولكن التساؤل الذي كنت أطرحه على نفسي كلما قرأت مقالات الكاتب اللاذع والجميل أحمد العرفج في صحيفة (المدينة) عن ما فعله الإنسان بالحيوان وعالمه .. وجددت طرحه بعد قراءة هذا الخبر الموحش: هل أصبحنا نحن البشر أكثر توحشا من الضواري ؟!
--
ذكر تقرير صحافي ان رجلاً من أستراليا يبلغ من العمر 81عاماً أقدم على قتل نفسه من خلال برمجة رجل آلي ليطلق النار على رأسه.
وهذا الرجل قرر الانتحار لأن ذويه وضعوه في دار رعاية ولم يقوموا يزيارته أو السؤال عنه لفترة طويلة !
ما لفتني أن هذا الرجل لم يقدم على قتل نفسه بنفسه بل لجأ إلى رجل آلي، وتخيلت هنا كلمات الرجل الأخيرة للآلة الصماء :
عزيزتي الآلة، لقد قررت أن أنهي حياتي بيدك، كلا .. لا أريد أن أفعلها بنفسي .. هل تعرفين لماذا ؟! لأن الإنسان قتلني مرة قبل ذلك .. والموت – في العادة – يقود النفس إلى الراحة .. ولكنه في تلك المرة قادني إلى عذاب مضاعف .. وضعني أهلي في دار رعاية حتى يبيعوا منزلي الذي تقدر قيمته بمليون دولار .. وبعد الاستيلاء على المال ألقوني في النسيان .. أليس النسيان موتا ؟! ولكنه موت فظيع .. كل يوم أستيقظ وأنام على مشاعر الجحود والقهر .. إنني أغبطك لأنك لا تعرفين هذه المشاعر .. عزيزتي .. حين يقتل الإنسان .. فإن القتيل يعيش بعدها ليتألم كل يوم مرارات الوجع وعذابات احتضار لا ينتهي .. لذلك .. فإنني ألجأ إليك لإنهاء حياتي بموت جديد .. ولكنني آمل – هذه المرة – أن ينتهي بي إلى سبيل الطمأنينة ونسيان النسيان !
--
الدولفين، حيوان جبل على مساعدة الإنسان، فلو واجهت في البحر سمكة قرش، وفي الوقت نفسه، هاجم حوت أحد الدلافين، فإن سرب الدلافين سيتجه لإنقاذك اولا ثم يخلص ابن جلدته الدولفين !
وعرف أهل الخليج وأهل البحر الأحمر الدولفين باسم (أبو سلامة) لأنه حين يتواجد في منطقة بحرية .. فهذا يعني أنها آمنة للصيادين والغواصين من أسماك القرش ..
في مقابل ذلك، كيف عامل الإنسان الدولفين ؟! يقول الكاتب الصديق نجيب الزامل في احد مقالاته القديمة، بأن بعض وزارات الدفاع في الغرب قامت باستخدام (الدولفين) كوسيلة للتجسس على الغواصات عبر زراعة أجهزة متطورة في جسده وعقله ! ويقوم الأخوة في بحر اليابان باصطياد (الدولفين) عبر ألغام بحرية .. ويروي أكلة الدلافين أن رائحة البارود ونكهته تمتزج برائحة لحم الدولفين وطعمه !
ماذا أقول؟ ما أقسى البشر! - بقلم: عبدالعزيز خوجة
- (نقلا عن جريدة القافلة الأسبوعية – أرامكو)
القسم:
مقالات
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفالتعليق : ما أقسى البشر!!! فقط