المتتبع للصحافة السعودية، والمواقع الإلكترونية، وعالم الفيس بوك سيجد وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة حاضرا بأسلوب رشيق، وحجم التفاعل والردود الصحفية التي يعقب بها معاليه على الصحفيين والكتاب السعوديين تستحق الثناء، فالوزير حاضر بعمق ومحرك للمشهدين الثقافي والإعلامي بشكل ملفت، في وزارة ظلت مغلقة لوقت طويل حتى على أصحابها!.
وضمن قائمة زملاء أعزاء، أكرمني الوزير في سلسلة تعقيباته برد على المقال المنشور في هذه الزاوية «حتى لا تشيخ الذئاب يا معالي الوزير!»، والذي كتب أعقاب المؤتمر الأخير للأدباء السعوديين، وأشير فيه إلى مطالبهم وآمالهم، كما الاستفادة من تجربة التفرغ الإبداعي الأردنية التي أنتجت أعمالا مميزة، منها رواية مرشحة لجائزة البوكر العربية، عنوانها: «عندما تشيخ الذئاب»، وجاء بين ردود الوزير وتعقيباته للزملاء التي نشرت في حلقتين:
(وفي نفس التاريخ والصحيفة كتب المتميز ناصر الصرامي مقالاً تحت عنوان: «حتى لا تشيخ الذئاب يا معالي الوزير» ولا أدري إن كان الكاتب العزيز أسقط عنوان رواية جمال ناجي على الوزارة أم على الأدباء.. فهذه العواصف النقدية التي تهب على الوزارة - والتي لا أشك أنها نبعت من منطق الحرص والإخلاص والمحبة - تؤكد أننا أبعد ما نكون عن الذئاب، وهذا ينطبق على الأدباء الذين أنهكتهم الهموم وأشغلهم الواقع والإبداع، سامحك الله يا ناصر.. لديك الخيول والطيور والأسماك وغيرها من مخلوقات الله للتشبيه وتصمم على الذئاب، طبعاً.. أثمن إشارة (الصرامي) المتميزة إلى دور المرأة المطلوب وتنبيهنا إلى تجربة الأردن في التفرغ ونتائجها المثمرة).
- علقت على صفحة الوزير الفيس بوك:
(الوزير، الإنسان، الدكتور عبدالعزيز خوجة. شكراً دائماً لروحك الخاصة التي تحرك بها ركودنا، نسعد بتواصلك، وردك ومتابعة ما يطرح على الإعلام وللإعلام والثقافة، أشكر إشارتك إلى مقال «قبل أن تشيخ الذئاب.. يا معالي الوزير».. وأسعدني لمحاتك المهمة،. وإشارتك البالغة، خصوصاً للمرأة ودورها، والأمل فيك كبير في المستقبل لفتح النوافذ المغلقة، وإعادة الحياة لنصف المجتمع والروح والثقافة والإعلام، لتصبح أحوالنا طبيعية، طبيعية فقط).
جاء رد الوزير ضاحكاً:
- بارك الله فيك.. ولكن أرجوك أبعدنا عن الذئاب وأنيابها!.
علقت مرة أخرى: «حين نكتب أحيانا.. ننسى أن المخاطب وزير مبدع وشاعر خلاق، ومهما كان حال الإسقاط فإن وقع كلمة «الذئاب» غير مريحة، حتى وإن عجزت وسقطت أنيابها!،
ولعلي في مقال تعقيباً على تعقيب الوزير الكريم.. أعود للطيور والخيول والجمال!».
- رد الوزير باسما: ناصر.. لا تنس الأسماك..!
حدثت نفسي، الأسماك والورود والجمال والطيور، والسلام.
وقبل أن أغادر الصفحة، لفتني هذا التعليق الموجه للوزير:
«ما تفعله ليس فقط رسالة للمثقفين وللإعلاميين ولكن للمسؤولين الآخرين، وفقك الله وأعانك».
إلى لقاء
- بقلم / ناصر الصرامي