(تويتر) موقع لمجتمع إلكتروني، حيث يمكنك إرسال أهم وآخر الأخبار. ويستخدمه الأصدقاء للتعبير عن الحالة التي يعيشونها وإطلاع الآخرين على العمل الذي يقومون به، أو الفكرة التي تتكرر في أذهانهم، وقد يكتب شخص (أنا أطبخ الآن)، أو أن تكتب جارة لجارتها (طفلي لا ينام، سأحاول معه)، (سوالف) اجتماعية تجعل المستخدمين يتفاعلون مع بعضهم. كما يستخدم للتدوين المختصر، عبر رسالة نصية لا تتجاوز 140 حرف.
وحين ظهر الموقع أوائل العام 2006 كمشروع بحثي، لم يكن أحد يتصور وصوله إلى التأثير في المشهد السياسي اليوم، فبعد إطلاقه في 2007 توسع مستخدموه، إلا انه تعرض للكثير من الصعوبات في العام 2008، بعد توقف عن العمل لزيادة المستخدمين، وبسبب أعطال فنية، الأمر ذاته كاد أن يتكرر، مع الانتخابات الإيرانية الأخيرة، وذلك بسبب الاستخدام الهائل.
لكن أهميته التي وصلت للخارجية الأمريكية، جعلتها تتصل بالقائمين عليه، يوم الانتخابات ودعوتهم لإرجاء التحديث والصيانة المقررين، من أجل تجنب قطع الخدمة عن الإيرانيين خلال النهار وبالتالي متابعة ردود الأفعال.
وبعد ظهور النتائج المثيرة للجدل، وضع مؤيدون لمير حسين موسوي رسائل تحد عليه، ودعوا إلى المضي قدما في تنظيم ثاني حشد محظور، واستمروا في تقديم تحديث للوضع الأمني. ليصبح مصدرا رئيسيا للشبان وللإيرانيين المعارضين، الذين استطاعوا التعبير عن أوضاعهم والبعث برسائل إخبارية عن ما يحدث في إيران نتيجة المنع الذي تعرضت له وسائل الإعلام لتغطية ما يحدث على الأرض هناك.
وهو ما يظهر أيضا سبب القطع المتكرر لخدمة الهواتف المتحركة وتحديدا خدمة الرسائل النصية من قبل أجهزة الأمن، حيث يمكن من خلالها التدوين وإرسال الأخبار والمعلومات إلى الموقع.
وفي كل مكان ينشط اليوتيوب الشهير الذي تمتلكه قوقل وما يحمله من مقاطع مصورة تحدث باستمرار، فيما يأتي الفيس بوك الذي أسسه مارك زكربيرج لجامعة هارفارد، وكان مخصصا فقط للطلبة في الجامعة، قبل أن يصبح متوفرا عالميا.
والفيس بوك يضم نحو 150 ألف عضو من إيران، لكن تم حجبه بالكامل ضمن جملة من المواقع التي حجبتها الحكومة الإيرانية للسيطرة على تدفق الأخبار والمعلومات وقطع شبكات اتصال المعارضة.
لكنهم يحاولون النفاذ من خلال تجاوز خط الرقابة الحكومي. حيث مواقع موسوي الإلكترونية قد تقرصنت، وان مواقع yahoo, gmail ,hotmail قد أوقفت أو عطلت، ومحطات التلفزيون الفضائية انقطعت ورحل مراسلوها.
إلا أن تدفق الأخبار والصور لن يتوقف، ولا يمكن تحدي أكثر من 23 مليون مستخدم للإنترنت في إيران. وأكثر منهم يحملون هواتف متحركة.
ماذا يعني ذلك..؟ يعني أن العالم تغير، تغير إلى غير رجعة وأصبحت أدواته ومعداته ووسائله أكثر ذكاء من الأنظمة الدكتاتورية التي تريد مسخه أو توجيهه باتجاه رغباتها، دون أن تفسح المجال لخياراته وحرية تعبيره ولو بالحد الأدنى.
*بقلم: ناصر الصرامي
* نقلا عن صحيفة "الجزيزة" السعودية
أعتقد أن المواقع الاجتماعية ستغير العالم.. وتساهم في بلورة مفهوم العولمة!!
ردحذفشكراً ... فقط
ردحذف